لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خليفة ''الشيخ إمام''.. قصة كفاح لم تتوج بالنجاح

08:57 م الجمعة 17 فبراير 2012

تقرير- على شعبان السطوحى:

عندما سئل الشيخ "إمام عيسى" فى أحد حوارته الصحفية :هل يوجد فى أسرتك أحد لديه حاستك الفنية؟ ، أجاب "نعم ابن أخى واسمه شعبان ، لديه حاسة فنية وأيضا حافظ معظم أغنياتى ويؤدى ألحانى بدقة".

كان "شعبان" ابن العاشرة عمرا عندما كان يركب خلف والده على دراجة حملت عليها صناديق اللبن لبيعها فى "منيل الروضة"، ثم يذهبا لزيارة "الشيخ إمام" لعدة ساعات فى محل إقامته الجديد بمنطقة "حوش قدم" بديلا عن مسقط رأسه فى مدينة "أبو النمرس" بمحافظة الجيزة، ليعجب هذا الطفل الصغير بحياة عمه الذى شكل صوته مع أشعار"أحمد فؤاد نجم" حركة معارضة ضد النظام فى الستينيات والسبعينيات "بشوف ناس تانية غير اللى بشوفها فى أبو النمرس.. ودا كان بيعجبنى ومن هنا بدأت أتعلق بعمى الشيخ إمام".

منذ هذا الحين ومنذ خروج الشيخ إمام من المعتقل فى السبعينيات رافق "شعبان" والده فى كل زيارة للقاهرة "بعدما خرج عمى من المعتقل كنت بروح مع والدى لمكان إقامته فى حوش قدم خلف الجامع الأزهر، وفى الفترة دى فن الشيخ ونجم كان قبلة لكل المثقفين وأصحاب الرأى"، يتوقف قليلا غن الكلام ثم يضحك وهو يقول "مرة وأنا فى المدرسة طلعت فى طابور الصباح عشان أغنى بعض أغانى الشيخ إمام، لكن فجأة لقيت مدير المدرسة بيمنعنى ويقولى (أنت عايز تقفلنا المدرسة) ".

الظروف المادية للوالد لم تسمح لـ "شعبان" بزيارة بيت عمه سوى مرة واحدة كل شهر، وقال: "اعتمدت على نفسى وبدأت أنزل القاهرة لوحدى"، ومما يحتفظ فى ذاكرته عن الشيخ إمام "هادىء وبسيط ، ورغم الهالة والشكل الثورى لكنه كان قليل الكلام ، وفى أى جلسة كان يستمع، ملتزم بالآداب العامة، لا يحب التلفظ بألفاظ خارجة رغم أنها كانت شائعة فى الوقت ده، وكان يتوقف عن الغناء مع صوت الآذان، وفنه كان واصل لكل طبقات الشعب .

"شعبان" البالغ من العمر خمسون عاماً طالما حلم أن يسير على درب عمه "الشيخ إمام" وأن تصل أغانيه لقرى ونجوع مصر وأن يصبح وريثا وامتدادا لفن عمه "صوتى طبق الأصل من الشيخ إمام ، وكان فى بعض الحفلات يقولى: غنى أنت يا شعبان"، لكن بدافع الجرى وراء لقمة العيش تنازل "شعبان" عن إكمال دراسته الجامعية وحلم الغناء والشهرة ليجوب كل محافظات مصر بحثا عن ما يعينه على الإنفاق على أسرته من بيع المنتجات القماشية "شغل خياطة وقص .. زى شنط خضار وغطاء غسالة ومريلة مطبخ وبوزعها بنفسى" .

وأصبح "شعبان" لايغنى إلا فى الذكرى السنوية للشيخ إمام بنقابة الصحفيين وساقية الصاوى وقعدات الأصدقاء وما يطلبه المستمعون.. "دلوقتى بشتغل مؤذن لمسجد الصفا والمروة بأبو النمرس".

"هل عاد إليك الأمل فى الغناء بعد سقوط نظام مبارك؟" ، سؤال أجاب عليه "شعبان" متمنيا: "نفسى أرجع أغنى.. القضية مش قضية شعبان، المهم هتغنى منين ولمين ومين يسمع؟!.. أى عواد محترف بيستكتر أنه يعزف ورا شخص بسيط زى حالاتى شكلا ومضمونا".

اقرأ أيضا:

نيجيريا ومصر والمغرب أكثر الدول الأفريقية استعمالا للانترنت

شعبان أمام البيت الذى ولد فيه الشيخ إمام

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان