لماذا استقال أبو حامد من المصريين الأحرار ؟
كتب - محمد عبدالوهاب
ربما حمل خبر انسحاب الدكتور محمد أبو حامد من حزب المصريين الأحرار شيئا من الصدمة الممزوجة بالحزن لأنصاره، في حين اعتبره آخرون خبراً ساراً خاصة بعد مهاجمته الدائمة لأصحاب التيار الإسلامي وعلي رأسهم جماعة الأخوان المسلمين؛ الإ ان سيناريو انسحاب أبو حامد يبدو مبهما لدى الجميع.
أبو حامد الذي ارتبط اسمه كثيراً بالحزب وبرز نشاطه السياسي من خلال المصريين الأحرار بعد ان دعا لتأسيسه ضمن آخرون، وساهم في كتابة ما يقرب من ثلث البرنامج الخاص به فضل الانسحاب فجأة ودون إبداء أسباب منطقية، مبرراً الاستقالة برغبته في التفرغ لمشروع وطني خلال الأيام القادمة دون أن يفصح عنه.
ويبقي السؤال الأهم، هل حقاً خلع النائب عباءته الحزبية لإتمام مشروع وطني بعد أن تقلد منصبي نائب رئيس الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية لأعضاءه، أم انه ستار يخفي الأسباب الحقيقة خلف الاستقالة التي ستكشف الأيام أبعادها ؟
ربما يرغب أبو حامد في التحرك بحرية بين الكيانات السياسية المختلفة لحشد المزيد من التأييد لمجلس قيادة الثورة دون أن يعبأ بمهامه الحزبية، خاصة بعد أن دعا مساء أمس، الخميس، لتأسيس مجلس قيادة الثورة بالإسكندرية وكذلك الحشد لجمعة فرض الإرادة 9 مارس الجاري لاستكمال تحقيق مطالب الثورة، قائلاً '' يوم 9 مارس سيتحدد حجم مطالبنا على حسب أعدادنا ، داعيا الحضور بجمع كافة الحركات والائتلافات لذلك اليوم ''.
دعوة أبو حامد لمليونية 9 مارس تبدو غير منطقية، خاصة مع الوضع في الاعتبار أنه كان ومازال أحد أعضاء الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار الذي لم يتخذ قراره بعد حول المليونية التي دعا لها نائبه، فآراء أصحاب المسئوليات الحزبية لا تكون معبرة عن شخصهم فقط وإنما عن سياسات الحزب تجاه تلك الدعوي.
من ناحية أخري، قد تكون لتصريحات النائب الأخيرة والتي طالت جماعة الإخوان المسلمين بسعيهم لتكوين ميلشيات مسلحة لمواجهة المجلس العسكري أثر في الاستقالة المبهمة.
ورغم نفي قيادات الحزب – وعلي رأسهم الدكتور أحمد سعيد – بأن تكون هناك أي خلافات داخل أروقة المصريين الأحرار، إلا أن الاستقالة الأخيرة لأبو حامد والتي جاءت عقب التصريحات التي نُسبت إليه بحق الإخوان المسلمين تُبقي إحتمال أن يكون الانسحاب بناءً علي خلاف بين النائب وقيادات المصريين الأحرار وارداً.
سعيد كان قد أكد أن المكتب السياسي للحزب سيقبل بالإجماع استقالة أبو حامد من عضوية المصريين الأحرار، مؤكداً أن أي حزب سياسي لا يتوقف على شخص، وأن المصريين الأحرار حالياً يركز في تشكيل لجان نوعية تساعد الهيئة البرلمانية في إعداد أبحاث ودراسات تستفيد منها الهيئة البرلمانية، لتتمكن من توصيل صوت جميع المواطنين للبرلمان.
تجدر الإشارة هنا أن أبو حامد لم يلقى الدعم المطلوب من قبل حزب المصريين الأحرار، سواء خلال مواجهاته المستمرة مع جماعة الإخوان المسلمين ووصفه الدائم بأنه يتعرض لحملة تشويه منظمة من قبل الجماعة، أو حتى بعد حادث محاولة الاعتداء عليه بالقرب من ميدان العباسية من قبل؛ فلم يخرج حتى بيان رسمي من الحزب يُدين فيه محاولة الاغتيال التي تعرض لها نائبه علي يد مجموعة من البلطجية بالرغم من استنكار الحزب لمحاولة اغتيال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في حادث مشابه.
تبقى كل هذه السنياريوهات، وما يزيد عليها، غير مؤكدة طالما لم يعلن النائب أو الحزب الدوافع وراء الاستقالة، لذلك فهي محاولة لفهم وتحليل الأسباب والدوافع وراء الأنسحاب المفاجئ لواحد من رموز ومؤسسي حزب المصريين الأحرار؛ ويبقي السؤال الهام أيضاً حول الخاسر الأكبر من قرار الانسحاب، النائب أم الحزب ؟.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: