سائقو النقل العام من ''الكلاكس'' الى ''الطبلة''
كتب - محمد الدويك :
تصوير- انجي عماد:
الكل يبدأ صباحه بالهرولة الحثيثة أو الجري المتلاحق خلفهم.. إنهم سائقو النقل العام.. بضعة قروش تغنيك عن عدادات التاكسي.. موظفون، طلبة، عمال كادحون، لا يقدرون على اقتطاع جزء من راتبهم لاحتساب المواصلات، فيكون النقل العام هو الحل.
بضعة أيام وأتوبيسات النقل العام مختفية من شوارع مصر نظرا لمطالبهم بزيادة الأجور والمكافأت بما فيها مكافأة نهاية الخدمة والانضمام لوزارة النقل مع التمتع بكافة المميزات.
تلك الاعتصامات التي تشهدها كافة مرافق مصر تقع بين مؤيد ومعارض.. مؤيدون متعاطفون مع تدني المستوى الوظيفي والمالي وتأكيدهم على حق تلك الفئات في مستوى معيشي لائق يسمح لهم بحياة عادلة بعيدا عن ذل الحاجة أو إغراءت الفساد، والبعض على صعيد معارض، يرى أن التركيز على مصالح فئوية وخاصة بعيدا عن الصالح العام يؤدي إلى شلل في تدفق مناخ العمل والإنتاجية في مصر، وأنه كما صبرنا سنوات عجاف في عهد بائد، فلا بأس بالمزيد من الصبر بعض الوقت إلى حين اعتدال الأمور .. من فيهما المخطئ ومن فيهما المصيب .. ذاك سؤال اجابته محيرة !!
''ربنا عالظالم والمفتري واللي ياكل حق الكمسري'' تلك كانت يافطة مرفوعة من أحد الوجوه الكادحة، والذي أفنى عمره سائقا يجلس خلف المقود ويحمل الناس جيئة وذهابا.. يجوب شوارع مصر وفق خطة مركزية معدة سلفا، ولكنه تمرد على واقعه وقرر أن يساند زملاءه في هذا الاحتجاج الذي علا صوته الأسبوع الماضي.. هذه المرة بالطبول.. تلك وسيلة جديدة للتنبيه على غير العادة، كان سائقو النقل العام ينبهون المارة وعابري الطريق مستخدمين نفيرا عاليا ''كلاكس'' يهز الوجدان ويجعل أقدامك تجري منه أو تجري إليه.. في اعتصامهم قرروا اللجوء إلى التنبيه عن معاناتهم بضحك كالبكاء وقرقعة طبول لا تعلن الزفاف ولكن تؤذن بوجود أزمة.
اقرأ ايضا:
فيديو قد يعجبك: