شبيه مبارك يروى تفاصيل أصعب 18 يوما فى حياة المخلوع
حوار - محمد خضير:
احدى وثلاثين ثانية أستغرقها خطاب اللواء عمر سليمان الشهير لتنهى بها مصر حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، ولكنه ولد فكرة مدتها 120 دقيقة، تكشف كثير من الخبايا والاسرار فى ظل نظام المخلوع من داخل (أروقة القصر)، وهو اسم الفيلم الذى يجسد شخص الرئيس من خلال شبية الرئيس المخلوع الذى حمل على عاتقة خوض تجربة التمثيل لأول مرة بهذا الدور، مدحت أبو العز من موظف علاقات عامة بأحد فنادق القاهرة إلي رئيس للجمهورية، لمدة 18 يوما، يحكم، يخطط، يدبر ويدير شئون البلاد إلي أن ينقلب عليه شعبه ويجبره علي قرار التنحي أمام أعين العالم كله.
يقول ابو العز يوم 11 فبراير عام 2011 يوم تاريخى للشعب المصرى، وهو الذى غير مسار الثورة تماما بعد أن اعلن قرار تنحية من أجل أمن وأمان البلاد ،وإن كانت النهاية فى الفيلم مازالت مفتوحه لحين الاستقرار على نهاية تكون هى أيضا النهاية لنظام مستبد ساد البلاد لأكثر من 30 عاما خلف ورائة توابع كثيرة من الظلم والفساد.
ماذا بداخل أروقة القصر من خبايا واسرار ؟
أروقة القصر يكشف العلاقة المضطربة بين الرئيس المخلوع ونظام حكمه منذ إشعال فتيل الثورة وحتي يوم تنحيه، ففى هذا اليوم كتبت اخر كلمات فى معركة الشعب والنضال والتى امتدت 18 يوما ما بين التظاهر والحوار ما بين الصدمات والمفاوضات، فمن خلال أحداث الفيلم نرصد مجموعه من مشاهد الثورة ومشاهد لمبارك وحاشيته داخل القصر الجمهوري، وعن المكالمات التليفونية التي كانت تدور بين أركان النظام ومبارك وبين بعضهم البعض، كما يكشف عن بعض الاجتماعات التي كان يعقدها مبارك خلال تلك الفترة وما كان يدور من خلال شهادة شهود عيان ظهر بعضهم كضيوف في الفيلم.
حسام بدراوي هو الوحيد الذى ظهر فى الفيلم بشخصة، فلماذا لم يتم الاستعانة بباقي الشخصيات التي عاصرت المخلوع؟
بالفعل حسام بدراوي تحمس للفكرة بشدة، وقرر أن يشارك بشخصه في الفيلم ليوثق معنا هذه الأحداث وقام المخرج بالاتصال بكل من اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق ورحبوا بالفكرة وأمدونا بكثير من المعلومات لكن دون المشاركة التمثيلية.
بالنسبة لأحداث الفيلم التي تدور فى120 دقيقة تكشف معلومات سرية كيف حصلتم عليها؟
الفيلم من نوعية الديكودراما يرصد لـ18يوما منذ بدء الثورة وحتي ليلة التنحي، وتركنا النهاية مفتوحة، لكن حاليا يقوم المخرج أحمد فتحي بعمل بحث وقام بالاتفاق مع بعض المصادر المسئولة والوزراء لوضع نهاية للفيلم من خلال كشفهم بعض الحقائق، واستكمال المشوار الذي بدأناه بإحدي مقالات الكاتب صلاح منتصر والجزء الآخر الموثق من بعض المقربين للرئيس من داخل أروقة القصر، وكنا نحاول نقترب من التفاصيل الصغيرة التي كشفها لنا أمين عام الحزب الوطني في ذلك الوقت دكتور حسام بدراوي بحكم تواجده معه في أكثر من اجتماع، وحكي عن تفاصيل طرده من القصر بعد أن قال لسوزان مبارك (أن الرئيس لازم يسيب السلطة) بالإضافة إلي إصرار سوزان علي تواجد مبارك في الحكم في ظل مايحدث بالميدان، لأن الأمور مازالت تحت السيطرة وبقبضة أيديهم (إلي جانب كيفية التخطيط لعملية اغتيال النائب عمر سليمان بتخطيط من جمال وسوزان ومحاولة أخري لاستبعاد المشير عن تولي حكم البلاد.
كيف بدأت علاقتك بأروقة القصر ؟
عملى بالعلاقات العامه بأحد الفنادق الكبرى هو ما جعلنى اتجرأ على ذلك، بعد أن قال لى الكثيرين ان هناك شبه واضح وكبير بينى وبين المخلوع، وبالصدفة من خلال موضوع نشر في إحدي الصحف اليومية وكانت تستعرض صور شبيه بالمخلوع لاختيار الأفضل منهم والأقرب لتصوير عمل وثائقي يتناول الـ 18 يوما الصعبة من داخل قصر الرئاسة، فقمت بالاتصال بالجريدة وتركت لهم تليفوني وطلبت منهم أن يتصل بي صاحب فكرة الفيلم وهو المؤلف أحمد مبارك وبالفعل اتصل بي وطلب مقابلتي وعندما رآني اندهش من الشبه الغريب والواضح بيننا .
وماذا حدث بعد هذه المقابلة ؟
قمت بعمل اختبار كاميرا مع المخرج أحمد فتحى وصورنى من جميع الزوايا حتى يظهر التقارب الشديد بينى وبين المخلوع، بعدها قمنا بجلسات عمل على الشخصية نفسها من تعبيرات للوجه وحركات كان يتميز بها فى لقاءاته واجتماعاته.
لاول مرة تقف أمام الكاميرا فهل وجدت صعوبة فى أول يوم تصوير ؟
الصعوبة لم تكن الفيلم أو تجسيد شخص الرئيس؛ لكن الصعوبة التى سيطرت على هى كيفية تقبل الشعب لى فى هذا العمل خاصة فى ظل حالة الاحتقان للرئيس السابق بعد تنحية، وكنت متخوف من عدم اقتناعهم بى .
وكيف تغلبت على ذلك ؟
استحضرت كل ما حدث من مظاهرات تهتف ضد الرئيس ليتنازل عن الحكم وحالة الكرة الشديده أمام أعين العالم كلة فى لحظه، وتعايشت مع الشخصية حتى يظهر الدور بطبيعته، وبذلك تغلبت على حالة الخوف والرهبة، هذا إلى جانب تشجيع المخرج لى.
بعيدا عن الشبة بينك وبين الرئيس السابق كيف اعددت لهذه الشخصية؟
لا انكر ان التشابة ساعدنى على معايشة الدور وتقمصه، وساعدنى أيضا بتوجيهاته لى من خلف الكاميرا بحركاته ونظراته وانفعالاته، كما أن العمل وثائقى تسجيلى ليس به سيناريو حوارى، وانما هى لقطات تمثيلية يصاحبها تعليق صوتى لما يدور فى أروقة القصر.
هل تقاضيت اجرا عن هذا العمل أم غنه عمل تطوعى ؟
فرحتى بخوض تجربة التمثيل جعلتنى اتناسى موضوع الماديات، ولم اتقاضى مليما واحدا عن هذا الفيلم وحتى الان مازلنا جميعا نجنى ثمارة، وسوف تكتمل الصورة عقب عرضه قريبا وتمويل الفيلم ذاتيا تكفل بها المخرج واعتبر نفسى شريك فى الفيلم.
قمت بالاتصال من أجل تجسيد شخصية الرئيس المخلوع في عمل فني هل كنت ستظل بهذه الجرأة في ظل النظام السابق؟
في نظام المخلوع لم يتجرأ أحد عن التعبير برأيه، لأنه كان (هيروح وراء الشمس) لكن الفرصة جاءت لي علي طبق من ذهب؛ لأرصد بعض الحقائق بشكل مصور وأن يكون لي دور مثل باقي الثوار.
اقرأ أيضا:
مصراوى ينشر أخطر التفاصيل حول لجنة التحقيق فى ثروات مبارك وأسرتة
فيديو قد يعجبك: