قوى مدنية تتسائل ماذا قدم أبو الفتوح لـ''لسلفيين'' ليدعموه؟!
كتب- الصاوي حبيب:
ارتبك المشهد السياسي، ويبدو أن خريطة الانتخابات الرئاسية في طريقها للتغير، خاصة بعد قرار حزب ''النور'' السلفي و''الدعوة السلفية'' دعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة مصر والقيادي الإخواني السابق، والشاهد على الاربتاك الذي أصاب التيار الإسلامي في مصر هو أن قرار الجماعة السلفية وحزب النورقد جاء بعد إعلان ''الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح'' التي تضم رموز من التيار السلفي، دعمها للدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين للرئاسة.
ولكن الدعوة السلفية رغم اختلافها مع أبو الفتوح وإعلانها عدم رضاها عن مواقفه وتصريحاته في العديد من المواقف، إلا إنها قررت دعمه لأسباب لم تضح حقيقتها حتى الآن.
وقد صرح المتحدث الرسمي للدعوة السلفية عبد المنعم الشحات قائلاً:'' إن السلفيين وجدوا أنه من الأفضل دعم مرشح مستقل بدلاًمن الوقوف بجانب مرشح عن تنظيمي- في إشارة إلى مرشح جماعة الإخوان المسلمين - الذي يضاهي تنظيم السلفيين''، مؤكدا على أن دعمهم لأي مرشح تنظيمي لن يخدم القضية الي يحارب من أجلها المصريون.
وأضاف:''نتفق معهم (الإخوان) فقط في حال توافق المصلحة العامة والسياسية،وسوف نستمر في دعم أبوالفتوح حتى لو خاض جولة الإعادة مع الدكتور محمد مرسي، وفي النهاية ما يهمنا هو أن يكون هناك رئيس يحمي الشريعة الإسلامية''.
لكنه اعترف بوجود خلاف بين الدعوة السلفية والمرشح المدعوم منها أبو الفتوح، قائلاً:''مفهوم أبوالفتوح في تطبيق الشريعة الإسلامية يختلف عن مفهوم التيار السلفي لها، ولكن تاريخ أبوالفتوح في الانحياز لصالح المشروع الإسلامي كاف لاختياره ليعبر عن رؤية الدعوة السلفية''.
وأضاف الشحات قائلا:''فمن الناحية العملية نحن نتفق مع أبو الفتوح لأنه لا يجب الآن فرض أي قيود شرعية على المجتمع والاهتمام بتعليم الناس ونصيحتهم دون إلزام، لكن أبو الفتوح يختلف عنا لأنه يريد هذا بشكل دائم ونريده نحن بشكل مؤقت''.
وومن جانبه قال عماد عبد الغفور قال رئيس حزب النور السلفي: ''اختيارنا للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح على الرغم من أنه يتحدث عن مدنية الدولة لا يعني أبدا أننا تخلينا عن فكرة تطبيق الشريعة نهائيا، فنحن بالتأكيد مع تطبيقها، ولكن لا شك أن هناك اختلافات وممكن تكون لفظية ولكنها ليست حقيقية''.
وأضاف '' أننا باختيارنا فضلنا المصلحة العامة على أي مصالح شخصية، وأردنا إكمال الطريق وتوحيد الأمة، ولكني متخيل أنه في المرحلة المقبلة سيكون هناك نظام مختلط، وستكون سلطات الرئيس مركزة على العلاقات الخارجية والأمن القومي، أما الإدارة الداخلية فستكون في يد مجلس الوزراء كسلطة تنفيذية بجانب مجلسي الشعب والشورى كسلطة تشريعية، وبالتالي لن يكون هناك أي تعارض بين أفكارنا وبين أفكار أبو الفتوح لأن السلطة التنفيذية سنكون جزء منها''.
وأكد نور أن نتائج الاقتراع خرجت بحصول الدكتور أبو الفتوح 121 صوت من شورى الدعوة، 47 من الكتلة البرلمانية، 8 من الهيئة العليا للحزب، بينما حصل مرسى على 26 من الدعوة و3 من الهيئة العليا، و30 من الكتلة البرلمانية.
من ناحية أخرى، أثار إعلان القوى السلفية دعمها أبو الفتوح جدلاً واسعاً داخل الأوساط الليبرالية مبدية تخوفها من ذلك خاصة وأن تصريحات المرشح الرئاسي لا تتفق والفكر السلفي بعد أن وجه الكثير من الإنتقادات لهذا التيار على وجه الخصوص خلال الأشهر السابقة الأمر الذي دفع عدد من القوى الليبرالية من طرح إمكانية وجود ما أسموها بــ''صفقات'' محتملة ما بين أبو الفتوح وتلك القوى السلفية، مشددة على ضبابية ذلك الاختيار رغم إيجابيته ومؤكدة في الوقت نفسه على أن اختياره سيشعل المعركة الإنتخابية.
وعلق الكاتب الدكتور علاء الأسواني على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر''، قائلاً: ''أعلن حزب النور السلفي دعمه للدكتور أبو الفتوح للرئاسة من حقنا أن نسال عن تعهدات أبو الفتوح للسلفيين، وهل هو يدافع عن الدولة المدنية حقا'' وتساءل الأسواني: ''هل يساند الشيخ الشحات وأمثاله أبو الفتوح لإقامة دولة مدنية لا يطيقون اسمها.. هل أصاب الشحات اعتدال مفاجئ، أم أن أبو الفتوح لديه خطاب مزدوج''، حسب قوله.
ومن جانبه قال الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي إن ما طرحه الشيخ ياسر برهامي عن الأسباب التي حدت بالقطاع الأعرض من السلفيين لتأييد، أبو الفتوح، أمر يستحق الوقوف عنده ومراجعة كل شيء في ضوئه، فإما أن كثيرين منهم أساءوا فهم ''أبو الفتوح'' أو أنهم جذبوه إلى دائرة لا تخصه وعولوا على أوهام في أذهانهم، لا يسأل عنها رجل ظل طيلة الوقت يشعرنا أن الخلاف بينه وبين مكتب الإرشاد خلاف ''إداري'' وليس فكريا.
ومنذ اللحظة الأولى التي شرع فيها المصريون يتحدثون عن رئيسهم القادم كان الخطاب السلفي دائماً ما يؤكد حرصه البالغ على التوافق مع الإخوان أمام معركة الرئاسة، بل وكان خطاب التوافق أسبق من ذلك بكثير، تأكيداً على أهمية الوحدة وعدم شق الصف في ظل مشتركات أصيلة بين مكونات الحركة الإسلامية، لكن ''الدعوة السلفية'' التي تردد بقوة أنها كانت تقف خلف قرار الدفع المهندس خيرت الشاطر للسباق الرئاسي، ذهبت بعيداً في قرارها النهائي بتأييد أبو الفتوح.
وإن كان من السابق جداً التكهن بنتائج هذا القرار على الأرض، لأن النتائج الحقيقية غالبا ما تتضح بعد تجاوز مرحلة الصدمة الأولى، إلا أنه سيكون على ''الدعوة السلفية'' وحدها أن تقدم من الحجج والبراهين ما يقنع الشباب السلفي أولاً والإسلامي ثانياً بمنطقية اختيارها، ومناسبته لهذه الظروف، ودوافعها إليه، وكيف ضحت بابن جماعة الإخوان ومرشحها من أجل أبو الفتوح.
كما سيكون عليها أن تبذل من الجهود ما يعالج أسباب هذا الانقسام الحاصل أو يقلل منه أو أن تتحمل وحدها وزر هذا الانقسام وتبعاته.
اقرأ ايضا:
بعد ''النور''.. ''الوسط'' يعلن تأييده لأبو الفتوح رئيسًا لمصر
فيديو قد يعجبك: