كيف اكتسح ''حمدين'' النتائج فى الاسكندرية معقل السلفيين والإخوان؟
الاسكندرية - محمد مجوب أبو العلا:
آثار اكتساح حمدين صباحى نتائج الاصوات فى محافظة الاسكندريه الكثير من الدهشه وعلامات الاستفهام فى جميع محافظات مصر , وذلك باعتبار أن التيار الاسلامى هو الغالب فى الاسكندريه التى تعتبر معقل التيار السلفى , كما يوجد بها كتله اخوانيه هائله, فضلا انها شهدت اجتماعات علماء و شيوخ السلف مع مرشحى التيار الاسلامى على مدى ثلاثة أيام متتاليه , حيث اجتمعت مع الدكتور ابو الفتوح و الدكتور محمد مرسي ثم الدكتور العوا وسبقهم بالاجتماع كل من الشيخ حازم ابو اسماعيل و المهندس خيرت الشاطر قبل استبعادهما من انتخابات الرئاسة و انتهت تلك الاجتماعات بالاعلان عن تاييد الدكتور ابو الفتوح و دعمه فى جميع مراحل العمليه الانتخابيه.
ولكن بالرغم من ذلك جاءت نتائج التصويت بالاسكندريه معلنه اكتساح حمدين لتقلب الطاوله فى وجه الكل ولكن دعونا نكتشف اسباب هذه النتيجه التى تعد اكبر مفاجآت الانتخابات حتى الآن.
القوى الثورية بالاسكندرية و بقايا النظام القديم
بذلت القوى الثوريه بالاسكندريه محاولات كثيرة فى سبيل الحفاظ على ثورتها بكل السبل و الطرق و بكل ما أوتى اليها من امكانيات , وعارضت بكل قوتها كل من يحاول أن يسرق ثورتها أو ينتفع بها بدون وجه حق و المتابع يستطيع أن يلاحظ أن الثورة فى الاسكندرية ارتدت ثوبا اخر غير الاعتصامات و المظاهرات لتؤكد على بقائها و استمرارها حماية لها , و حرصا على تحقيق مطالبها فجاءت حملة منهوبه التى ازاحت ستائر الغمام من على أعين بعض الناس و أضاءت بصيرتهم تجاء ثروات مصر و ما تتمتع به من موارد و كنوز وتؤكد أن مصر بها خيرا يكفى الكرة الأرضية.
ثم جاءت حمله ( ميحكمش ) و ( على جثتى ) فى الشارع من قبل حركة 6 ابريل التى اكدت انها مستمره الى انتهاء الانتخابات و ذلك فى اطار تصدى الحمله لوصول اعضاء النظام السابق - الفلول - الى السلطه , حيث ترى القوى الثوريه انه ليس من المقبول بعد قيام الثوره التى ازهقت ارواح كثيره من اجل اسقاط نظام باكمله ياتى مجددا اعضاء النظام مره اخرى , و ليس مقبول ايضا بعد المناده بالديمقراطيه و الحريه ان ياتى الينا من لا يعترفون او يستمعون الا لاراهم فقط , و ان الثوره قام بها الشباب لياتوا بمرشح مدنى صغير السن و ليس مرشح بمثابة أبا لباقى المرشحين فى اشاره الى الشهداء الذين اتوا بنا الى هذه اللحظه الحاسمه من عمر الوطن فى انتخابات لاول مره لا يعلم احد من يفوز بها لذلك وضعت القوى الثوريه بالاسكندريه نصب اعينها اسقاط بقايا النظام السابق متمنيه ان تصل مصر لبر الامان من خلال انتخابات حره نزيهه تتوج برئيس حر شريف نعيش معه فى عيش و حريه و عداله اجتماعيه و كرامه انسانيه بعيدا عن الفلول الذين اذا أرادوا الوصول الى الرئاسه عليهم ان يمروا فوق آخر جثه من شباب 6 ابريل.
ثم كانت حركة امسك فلول التى تقوم بتقطيع و تمزيق كل لافتات الفلول (عمرو موسي - حسام خيرالله -محمود حسام - احمد شفيق) وتقوم بتوزيع المنشورات ضدهم ولصق الاستيكرات المناهضه لهم فى حمله شارك فيها النشطاء من شباب الاسكندريه , ايضا استعانت حركة امسك فلول بجهاز بروجكتور طافت به شوارع الاسكندريه لتوعية الناس بحقيقة النظام السابق وذلك فى سبيل مواجهة حملاتهم الدعائيه المنتشره بكثاف فى شوارع الاسكندريه حفاظا على ثورة يناير المجيده , هذا فضلا عن موقف ثوار الاسكندريه من الحماعات الاسلاميه او ما تسميهم المتأسلمين الذين تراهم ركبوا على الثوره و استغلوها من اجل ان يستأثروا بالسلطه و الحكم منفردين وبعيدا عن باقى القوى الاخرى.
أبو الفتوح و الدعوة السلفية
بعد أن اجتمع علماء و شيوخ الدعوه السلفيه بالمرشحين الاسلامين و أعلنوا تأييدهم و دعمهم للدكتور ابو الفتوح تشعر بعدها ان ابو الفتوح سوف يكتسح المشهد السياسي وانه سوف يتربع على كرسي الرئاسه وذلك نظرا لما شهدته هذه الاجتماعات من سريه و تكتم صاحبها اجتماعات هيئات سلفيه اخرى اثناء التصويت كمجلس شورى السلف و الكتله البرلمانيه فضلا عن ما اشارت اليه تلك الاجتماعات من هيبه و وقوه فى المشهد السياسي جعل الكل ينتظر ما ستسفر عنه تلك الاجتماعات , ولكن بعد اعلان الدعوه السلفيه عن تاييد ابو الفتوح شاعت بعد الاقاويل التى تشير الى اختلاف فى داخل كجلس الدعوه السلفيه او ما يمكن ان نطلق عليه تغير وجهة الدعوه السلفيه بالنسبه لمرشح الرئاسه , و هذا ما دعائهم الى اصدار بيان يكشف كواليس اختيار ابو الفتوح.
حيث اعلنت الدعوه السلفيه ان قرار مجلس الشورى العام بتاييد الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح مرشحا للرئاسه تم بعد دراسه علميه دقيقه عن قرب بعد عقد لقاءات متعدده مع المرشحين للرئاسه استمرت لمدة ساعات طويله على مدى اسابيع شملت عددة محاور للتقييم واعقب هذه اللقاءات و تقييمها من قبل مجلس الاداره نقل ملخص هذه اللقاءات لاعضاء مجلس الشورى العام الذى تم عقد اجتماع له حضره المرشحون الاسلاميون او من يمثلهم حيث تم عرض برامجهم و مناقشتهم من قبل الاعضاء قبل التصويت ثم تم التصويت السرى المباشر الحر لاختيار من تؤيده الدعوه السلفيه مرشحا للرئاسه و كانت نتيجة التصويت لصالح تاييد الدكتور ابو الفتوح بنسبة تجاوزت 80 % فكان الالتزام بالقرار المبنى على الدراسه العلميه ثم الشورى التى امر الله بها هو القرار الواجب الاحترام حتى لو خالف الراى الشخصى لاى فرد كائنا من كان وتمت نفس الخطوات فى اجتماع الهيئه البرلمانيه لحزب النور ثم الهيئه العليا للحزب فى نفس اليوم فى اجتماعات منفصله و كانت النتيجه تاييد الدكتور ابو الفتوح ايضا , و اكدت الدعوه ان الالتزام بالقرار المبنى على الدراسه العلميه ثم الشورى التى امر الله بها بقوله تعالى (و امرهم شورى بينهم ) (الشورى : 38 ) هو القرار الواجب الاحترام حتى لو خالف الراى الشخصى لاى فرد كائنا من كان بدءا من الرئيس العام و نائبيه او اعضاء مجلس الامناء او غيرهم لان قبول مبدا الشورى الذى اتفق عليه الجميع و آلياتها المتفق عليها من الجميع ايضا حسب اللائحه الداخليه لجماعة الدعوه السلفيه يقتضى الالتزام بهذا القرار ككل المؤساسات و الهيئات المعتبره و بالتالى فان اى مخالفه لهذه القرارات لا تعبر عن الدعوه بل تعبر عن راى اصحابها الشخصى مع الاحترام و التقدير لاشخاصهم و لآرائهم الاجتهاديه لكن الاجتهاد الجماعى مقدم على الاجتهاد الفردى لان شرع الله امر بالشورى و امر بالتعاون على البر و التقوى وهذا غاية جهدنا فى هذا المقام.
و تؤكد الدعوه مجددا على ضرورة دعم الدكتور أبو الفتوح بكل قوة و فى جميع مراحل الحملة الانتخابية إلى الصناديق و فرزها و اعلان النتيجة و فى الاعادة اذا لزم الامر و ذلك من جميع ابناء الدعوه فى كل مكان.
هذا فضلا عن المناظره التى تمت بين ابو الفتوح و بين عمرو موسي و التى اعتقد انها افقدته كثير من رصيده قبل بداية العمليه الانتخابيه , ايضا اعلانه قبل بدء الانتخابات انه نصف اسلامى ونصف ليبرالى جعل البعض ينصرف عنه لعدم وضوح وجهته.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: