حزب الوسط يحذر من حرب استنزاف.. ويدعو الإخوان لتقديم تنازلات
القاهرة- رويترز:
حذر أبو العلا ماضي -رئيس حزب الوسط- اليوم الخميس، الإخوان المسلمين من أن الوقت ليس في صالحهم وقال إن التاريخ لن يسامحهم إذا فشلوا في تشكيل ائتلاف واسع لهزيمة أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية.
وقال أبو العلا ماضي، في مقابلة مع "رويترز" إن فوز شفيق في جولة الإعادة التي ستجرى يومي 16 و17 يونيو سيؤدي إلى "حرب استنزاف" في الشوارع بين المحتجين وقوات الأمن.
وأضاف ماضي، إن تجنب الوصول لهذا الوضع يستدعي أن تقدم الجماعة ضمانات لإقناع السياسيين والشعب كله بأنها يمكن الوثوق بها في قيادة الدولة. وأضاف أن قادة الجماعة اتسموا إلى الآن بالبطء الشديد في الحركة.
وتابع ماضي، "التاريخ لن يرحمهم إذا لم يقدموا تنازلات ويصطفوا مع قوى الثورة وسيدفعون الثمن هم والوطن نفسه، وكان من شأن الإعادة بين محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين وشفيق أن وجد الناخبون أنفسهم أمام اختيار بين رمز للحكم الذي ثاروا لإسقاطه العام الماضي وجماعة تتزايد شكوك الكثيرين إزاء توجهاتها".
وفي الجولة الأولى لم تصوت الكتلة الكبيرة لشفيق أو مرسي. فقد ذهب نحو 40 في المئة من الأصوات إلى مرشحين إصلاحيين مستقلين كان يمثلهم الناصري حمدين صباحي والإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح.
وأيد حزب الوسط أبو الفتوح الذي كان بدوره عضوا قياديا في جماعة الإخوان المسلمين وقدم نفسه باعتباره رمزا للإسلام الوسطي.
ولوقت طويل قدمت جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست عام 1928 وظلت محظورة عشرات السنين نفسها باعتبارها حركة إصلاح سياسي لكن سمعتها تضررت في الشهور الخمسة عشر الماضية منذ سقوط مبارك.
واتهمت الجماعة بالتقارب مع الحكم العسكري بعد الاطاحة بمبارك وأنها قدمت مسعاها للسلطة على مبادئها وأنها تحاول إقصاء الجميع- وهي اتهامات تنفيها بكل قوة.
وتحاول الجماعة إصلاح صورتها بعد أن اتهمت بأنها لا تفي بوعودها. وكانت تعهدت بوضع سقف لطموحاتها الانتخابية بعد مبارك ولكن حين دخلت السباق أرادت أن تنافس على كل منصب تقريبا في البلاد آخرها منصب رئيس الدولة.
وقال ماضي "هذه الأفعال وصلت لرجل الشارع البسيط الذي يقول: لا يمكن الثقة بهم"، مطالباً إصلاحيون الجماعة بأن تقطع على نفسها تعهدات واضحة بمشاركة الآخرين في السلطة من أجل أن تنال تأييدا انتخابيا واسعا يقول ماضي إن من غيره يمكن أن تفشل الجماعة في تحقيق الفوز لمرشحها.
وأشار ماضي "الباقي أسبوعان على الانتخابات، علشان كدا (لهذا السبب) الوقت ليس في صالحهم"، والإخوان يتصورون أن الموضوع سيحل بالكلام لكن الكلام وحده لا ينفع.
وقال مرسي هذا الأسبوع إنه سيشكل مجلسا رئاسيا وحكومة ائتلافية إذا انتخب وهما خطوتان يقول ماضي إنهما أقل من الضمانات المكتوبة المطلوبة.
ولفت إلى أن الإخوان إذا كانوا جادين في الانتخابات الرئاسية يتعين أن يقدموا تنازلات لأنه بدون التنازلات لا يمكن إقناع الناس -وليس فقط النخبة- ولا يمكن أن يفوزوا في المعركة، وتأييد قواعد الجماعة والسلفيين لمرسي لا يكفي لنجاحه موضحا أن التصويت للجماعة في انتخابات الرئاسة كان نصف التصويت الذي نالته في الانتخابات البرلمانية.
كان ماضي قد اصتقال من الجماعة في التسعينات ليشكل حزب الوسط لكن جهوده أحبطت من قبل حكومة مبارك عدة مرات وسجن بعد محاولته الأولى للحصول على ترخيص للحزب بمزاولة النشاط، وحصل الحزب على الترخيص بعد أيام من إسقاط مبارك مطلع العام الماضي.
وعلى الرغم من أن الحزب لم يحصل إلا على نحو اثنين في المئة من مقاعد البرلمان فإن التصويت له قدر بمليون صوت، وقال ماضي إن شفيق إذا فاز "سيعيد إنتاج النظام القديم لكن بطريقة جديدة."
وشدد رئيس حزب الوسط أنه لا يمكن لأحد أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لكنه سيحمي الفساد، وسيبقي على المسؤولين وسيعتمد على الجيش وأجهزة الأمن لقمع الناس وسيخوض المعارك الجديدة كما لو أن الثورة لم تنجح بعد، هذا هو خطر أحمد شفيق، وستبدأ (حينئذ) ما يشبه حرب الاستنزاف.
اقرا ايضا :
فيديو قد يعجبك: