لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد فوز مرسي.. هواجس خليجية وإسرائيلة وفرح إسلامي

11:32 ص الثلاثاء 26 يونيو 2012

لندن - رويترز :

ربما يفتقر الرئيس المصري الجديد لنفوذ حقيقي في السياسة الخارجية في الوقت الراهن لكن الحقيقة المجردة المتمثلة في ان أحد اعضاء جماعة الاخوان المسلمين بات على رأس السلطة في أكبر دولة عربية سيشجع إسلاميين اخرين يسعون إلى التغيير الثوري في انحاء الشرق الأوسط.

ويقول محللون إن تولي محمد مرسي منصب رئيس الدولة سيقلق على الارجح إسرائيل ويسعد إيران الخصم اللدود لإسرائيل ويفزع المنتقدين العلمانيين للإخوان في الداخل والخارج الذين يجادلون بان الإسلام السياسي ليس ترياقا للبطالة والاقتصاد المتعثر والبؤس الاجتماعي.

وسيثير فوز مرسي أيضا الهواجس بين بعض دول الخليج العربية التي لا تزال تواجه صعوبات في التأقلم بشكل فعال مع إسقاط حليفهم القديم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

ويقول محللون إن أي تفاوت في تدفق المساعدات من الخليج ربما يكون مؤشرا على حالة العلاقات مع القاهرة.

وقال أبو يزن وهو ناشط من مدينة حماة السورية التي كانت مسرحا متكررا لسفك الدماء خلال الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهرا ''فوز مرسي لن يفيدنا بشكل مباشر. ولكنه رمز لثورة منتصرة.''

وأضاف لرويترز ''مرسي وفوزه يوضحان ان الثوريين لن يهدؤوا إلا بعد ان يجنوا ثمار عملهم.''

وقال مصطفى السيد استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية يؤكد على اتجاه بدأ في تونس وهو ان القوة السياسية التي من المرجح ان تتولى السلطة في معظم الدول العربية بعد سقوط انظمتها هي القوة الإسلامية.

والإخوان المسلمون هم أقدم حركة إسلامية معاصرة وأكثرها رسوخا ولها نفوذ واسع في العالم العربي مع أن اتباعها غالبا ما يتعرضون للقمع في الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة مثلما كان الحال في مصر.

وبعد فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية في تونس والمغرب فإن انتخاب مرسي يدفع العالم إلى التفكير مجددا بشأن كيفية التعامل مع المؤيدين للحكم الإسلامي.

لكن من المتوقع ان يحتفظ الجيش المصري بقبضة قوية على السياسة الخارجية وسيحمي معاهدة السلام مع إسرائيل التي تجلب له 1.3 مليار دولار كمساعدة عسكرية من الولايات المتحدة سنويا.

ونتيجة لذلك قد تكون قدرة حكومة مرسي على تقديم الدعم المادي المباشر للقوى السياسية المماثلة في الدول العربية الأخرى محدودة.

وعلى أي حال ستكون مهامه الملحة في الداخل هي تحقيق الاستقرار والازدهار للمصريين إذ أنهم في حاجة ماسة لذلك بعد ركود وفساد في ظل حكم مبارك الذي اعقبه 16 شهرا من الأزمات.

لكن تركيزه على الشؤون الداخلية لن يوقف منتقدي جماعة الإخوان من النظر اليها بارتياب.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يحترمون نتيجة الانتخابات ويتوقعون أن تواصل القاهرة الحفاظ على المعاهدة. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر قال في مقابلة مع راديو إسرائيل إن معاهدة السلام ستستمر لكنها ستكون ''أكثر برودة'' في المستقبل.

وقال بن اليعازر ''ليس هناك أدنى شك في أننا استيقظنا على عالم جديد عالم مختلف عالم أكثر تدينا عالم إسلامي معاد لإسرائيل.. الرجل معروف بآرائه المتطرفة المناهضة لمعاهدة السلام مع إسرائيل.''

وتنتقد بشدة جماعة الإخوان المسلمين إسرائيل التي تشهد صعود الإسلاميين في مصر بقلق متزايد.

وتأمل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تحكم قطاع غزة أن تخفف رئاسة مرسي قيود الحصار الاقتصادي لغزة الذي تقول إسرائيل أنه يهدف إلى وقف تدفق الأسلحة إلى غزة.

وقال مايكل ستيفنس الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في الدوحة ''السؤال هو كيف سيكون رد فعل الدول الغربية إذا ما عزلوا حماس أكثر وحاولوا الضغط عليهم لإبعادهم عن السلطة. بالطبع ستتحول حماس إلى جماعة الإخوان المسلمين للحصول على الدعم وهذا منطقي.''

وأضاف ''هم طرف عملي يحرص على تلقي المساعدة من أي شخص.''

وقال مركز ابحاث كويليام في بريطانيا إن الموضوع الذي يجب متابعته عن كثب هو زيادة الهجمات الصاروخية من سيناء التي ''قد تؤدي إلى زعزعة العلاقة بين مصر وإسرائيل لا سيما إذا سعت إسرائيل إلى عمل من جانب واحد داخل الأراضي المصرية.''

وفي ليبيا لم يتضح بعد ما الذي سيفعله حزب العدالة والبناء المرتبط بالإخوان في أول انتخابات حرة في 7 من يوليو لأن الجماعة لا تتمتع بنفس الشعبية المؤسسية كما هو الحال في تونس أو مصر.

لكن خبراء وليبراليين ليبيين يعتقدون أن فوز الإخوان المسلمين في مصر سيعزز الثقة في نظرائهم الليبيين.

وقال المحلل السياسي عمر عشور ''جماعة الإخوان في ليبيا سترى ذلك ليس انتصارا لمصر فحسب لكن انتصارا لجماعة الإخوان المسلمين (عموما)''.

وقال إنه إذا نجح الاخوان في ليبيا المنتجة للنفط والتي تملك احتياطيات مالية كبيرة فسيتطلع نظراؤهم المصريون إليهم للحصول على عقود وفرص لمساعدة الاقتصاد المصري.

وفي ليبيا ينظر العلمانيون لمرسي ببعض القلق.

وقال محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا وقت الحرب الذي استقال من منصبه في أكتوبر تشرين الأول الماضي بينما كان يشاهد اعادة لخطاب الرئيس المصري على قناة إخبارية صباح الاثنين في مكتبه إن فوز مرسي في مصر من شأنه ''بالتأكيد'' تعزيز فرع جماعة الإخوان في ليبيا.

وقال إن القوى الديمقراطية تدعو إلى اقامة دولة مدنية وتدعو إلى المساواة في الحقوق بين جميع الليبيين وتدعو إلى عملية ديمقراطية حقيقية وهذا سيجعل مهمتنا هنا أصعب كثيرا.

وكان رد فعل دول الخليج العربية حذرا على فوز مرسي.

وقال شادي حميد من مركز بروكنجز الدوحة إن فوز مرسي يمثل أول صعود حزب إسلامي إلى سدة الرئاسة في العالم العربي.

وأضاف ''هناك قوة رمزية مقلقة بالتأكيد لزعماء دول الخليج لا سيما في السعودية والامارات لأنهم يخشون بشكل متزايد معارضة الإسلاميين لديهم.''

وقال نعمان بن عثمان أحد كبار المحللين في كويليام إن دول الخليج تريد ''مصر ضعيفة'' التي اعتادوا عليها في عهد مبارك ولا يريدون لها أن تستعيد ثقلها الدبلوماسي الذي كان لديها في خمسينات وستينات القرن الماضي في أوج القومية العربية.

وقال ''الإخوان جماعة لديها قوة ناعمة ونفوذ يجعلها قادرة على أحياء مصر وجعلها مرة أخرى البلد الأكثر نفوذا في الشرق الأوسط.''

''انظر إلى التعاون الاقتصادي مع دول الخليج. هل سينفذون المشروعات التي وعدوا بها؟ لا أشك في ذلك.''

وقال حميد من بروكنجز إن دول الخليج ستستخدم نفوذها الاقتصادي للضغط على جماعة الإخوان المسلمين. وقال ''مصر ستكون في حاجة إلى مساعدة - قروض واستثمار أجنبي مباشر - وسيستخدم زعماء دول الخليج إذا كانوا أذكياء ذلك لمصلحتهم الخاصة.''

وبتشجيع من النفوذ المتزايد للإسلاميين صعد أعضاء جمعية الإصلاح في الإمارات من المطالبة بمزيد من السلطة بانتخاب نصف مجلس الشورى.

وقال المحلل السياسي الإماراتي مشعل القرقاوي ''انه أمر عظيم السماح للإسلاميين بالفوز والسماح لهم بازالة الغموض واظهار انهم لا يملكون تفويضا خاصا لخلق فرص العمل أو حل القضية الفلسطينية هم اناس عاديون.''

وأضاف ''الوظائف والاقتصاد والمجتمع والهوية - كل هذه القضايا التي يشعر الناس بالقلق بشأنها في الخليج ولا يملك الإسلاميون ميزة في التصدي لهذه الاشياء.''

اقرأ أيضا :

الدعوة السلفية تشكر مرسي لوفائه بأول وعوده بالاستقالة من الحزب والجماعة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان