لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

زيارة مرسي للرياض.. براجماتية تفرضها الحاجة للمال السعودي

11:48 ص الجمعة 13 يوليه 2012

القاهرة ـ دويتشه فيله:

اختار الرئيس المصري السعودية لتكون أول دولة يزورها منذ تولى منصبه رسميًا، في إشارة على ما يبدو إلى أنه يريد الحفاظ على التحالف الإقليمي القائم من زمن طويل، تحالف عززته جملة من المتغيرات والمصالح نقف عندها في هذا التقرير.

(استقرار المنطقة يستلزم استقرار مصر والخليج).. هذا ما ركز عليه الرئيس المصري محمد مرسي الآتي من جماعة الإخوان المسلمين قبل وأثناء زيارته للملكة العربية السعودية، فمرسي الذي اختار المملكة كأول وجهة له إلى الخارج يؤمن بالدور الذي تلعبه السعودية في خلق ودعم ذلك الاستقرار.

وتؤكد الزيارة حتمية العلاقة بين قطبي العالم العربي وحاجتهما المتبادلة للتعاون رغم التوتر في بعض الأحيان بسبب اختلاف المواقف السياسية حيال قضايا رئيسية في المنطقة، حيث أكد مرسي حرصه على أن تكون أول زيارة له خارج مصر إلى المملكة نظرًا لما تتمتع به العلاقات المشتركة بين البلدين من عمق تاريخي ممتد الجذور. وهو حرص من القيادة المصرية الجديدة على توطيد تلك العلاقة بعد ثورة 25 يناير التي أعقبها فتور في العلاقات.

ويرى المحلل السياسي السعودي عبد العزيز الخميس أن الزيارة التي يقوم بها مرسي للسعودية هي زيارة طبيعية جدًا بحكم العلاقات بين البلدين، لكن في الظروف الأخيرة، ومع صعود الإخوان وسيطرتهم على الرئاسة برزت الكثير من التكهنات بأن هناك ضعف مستقبلي للعلاقات بين البلدين وبالتالي احتمال زيادة حدة الفتور أو حتى المواجهة، إلا أن الزيارة خالفت كل التوقعات الموجودة وأظهرت براجماتية الرئيس المصري محمد مرسي ومن ثم براجماتية الإخوان في ضرورة إقامة علاقات مميزة مع الممول الرئيس للميزانية المصرية التي هي في حاجة ماسة إلى الأموال السعودية.

وتقول مصادر سعودية رسمية إن استثمارات الرياض زادت في مصر ولم تقل في مرحلة ما بعد الثورة وكذلك التبادل التجاري، حيث ارتفع عدد العاملين المصريين بالمملكة من مليون ونصف المليون قبل الثورة إلى مليون و650 الفا حاليا. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر اقتصادية أن حجم الاستثمارات السعودية في مصر يبلغ حوالي 27 مليار ريال (7.2 مليار دولار). وتشير إلى أن الرياض ما تزال الشريك التجاري الأول للقاهرة بحيث بلغ حجم التبادل بينهما 4.75 مليار دولار العام الماضي مقابل 4.1 مليار العام 2010. كما تقدم السعودية مساعدات لمصر آخرها مليار دولار كقرض ضمانة في المصرف المركزي مدته ثماني سنوات لكي تتمكن الحكومة من الاستدانة بفائدة متدنية، كما أن البنك الإسلاميالسعودي قدم لمصر مطلع تموز/يوليو مليار دولار لشراء المواد الغذائية والمشتقات النفطية.

كانت دراسة نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط قام بها المحلل السياسي والخبير في الشؤون العربية عبد الحليم المحجوب قال فيها إن العلاقات المصرية – السعودية، في ضوء تداعيات المتغيرات الراهنة، تكتسب أهمية خاصة وأن بحث تطوير هذه العلاقات لا يستهدف معالجة اللحظة الراهنة في مصر، وإنما الأمر يستهدف التصدي لفترة ما بعد المرحلة الانتقالية، خصوصا بعدما تبلورت معالم جديدة للأوضاع السياسية في مصر، مغايرة تماما لما كان عليه الوضع قبل 25 يناير 2011.

كانت العلاقات بين البلدين قد منيت بانتكاسة حادة في ابريل عندما استدعت الرياض لفترة قصيرة سفيرها بالقاهرة أحمد القطان بعد احتجاجات أمام السفارة السعودية على احتجاز محام مصري في المملكة. وسافر أعضاء بالبرلمان المصري بينهم شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين إلى السعودية لنزع فتيل التوتر.

وبينما كانت العلاقات بين السعودية ومصر وثيقة جدًا إبان عهد مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية في فبراير 2011، كان الإخوان المسلمون يتقربون من إيران. وهو الأمر الذي جعل الرياض تنظر إليه بعين الريبة خاصة بعد أن وصل الإسلام السياسي إلى سدة الحكم في أكبر بلد عربي. لكن يبدو أن زيارة مرسي للملكة السعودية والتصريحات التي أطلقها من هناك تثبت أن تلك المخاوف قد تبددت، وهو ما يذهب إليه المحلل السياسي السعودي عبد العزيز الخميس حينما قال لا يمكن لعاقل أو زعيم سياسي أن يقيم علاقة مع دولة (إيران) تعاني من مشاكل أمنية وسياسية واقتصادية، ومن ثمة فإن العلاقات بين البلدين (مصر والسعودية) ستتمتع بقوة قد تفاجئ الكثير من المراقبين الذين توقعوا حدوث صدام بينهما، فالمصالح هي التي تدير هذه العلاقة وليست التوجهات الفكرية.

وتلقى مرسي دعوة من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لحضور قمة حركة عدم الانحياز في طهران في 29 أغسطس لكنه لم يقبلها بعد. وقطعت العلاقات بين القاهرة وطهران في عام 1980 بعد الثورة لإسلامية في إيران واعتراف مصر بإسرائيل.

وتعتبر الرياض جماعة الإخوان منافسا فكريا يتبنى مذهبا سياسيا نشطا تخشى أن يزعزع استقرار حلفائها ويثير الشقاق داخل المملكة. غير أن انتخاب مرسي لم يترك أمام السعودية من خيار يذكر سوى محاولة مد يدها للرئيس الجديد.

وقال محللون إن الاستقبال الذي أعده الملك عبد الله لمرسي يظهر أن المملكة مستعدة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الإخوان المسلمين. وقال جمال خاشقجي المحلل السياسي السعودي لوكالة رويترز : إن الرسالة المقصودة هي أنه لا مشكلة لدينا مع الثورة أو الإخوان ودعونا نواصل العلاقات الراسخة بين السعودية ومصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان