لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

القصر الرئاسى مغلق للصلاة

11:16 م السبت 28 يوليه 2012

بقلم - محمد أمين :

لفت نظرى، كما لفت نظر الكثيرين غيرى، امتلاء صفحات الصحف، بصور المسؤولين، سواء فى المساجد، أو على سجادة الصلاة. الظاهرة من كثرتها تستحق النظر، لو قرأنا الصور.. الرئيس مرسى يصلى الآن تحت الأضواء.. المؤكد أنها رسالة للشعب مرة، وللخارج مرات.. رئيس الوزراء المكلف أيضاً، يلتقى المرشحين للوزارة، بين الصلوات المكتوبة، والتراويح، إلى الفجر!

هل هى رسالة مقصودة، أم مصادفة؟.. لا أستطيع أن أقطع بشىء واضح.. من يتابع نشاط الرئيس، سوف يرى أنه التقى فلاناً وصلى معه الظهر، والتقى علاناً وصلى معه المغرب.. الطريف أن كل هؤلاء قالوا جملة واحدة: لم يعرض علينا الرئيس أى منصب رسمى.. هل هذه الرموز، تذهب للصلاة، مع الرئيس؟.. هل الرئيس قائم يصلى فى القصر، وهناك من يدير شؤون الرئاسة، من المقطم؟!

لا أظن أن جاهلاً يتصور أننى ضد صلاة الرئيس.. لا أنا ضد الصلاة، ولا حتى ضد الرئيس.. فقط أنا ضد تصوير الرئيس فى الصلاة، وإرسال الصور إلى الصحف.. فلا أحد يشكك أن الرئيس يصلى، ولا نحن فى حاجة إلى دليل وشهود.. الرئيس يصلى قبل الرئاسة وبعد الرئاسة.. لا ننكر التزامه ولا ننكر دماثة خلقه.. ولا ننكر أننا فى دولة متدينة.. سواء قبل الرئيس أو بعد الرئيس!

بدا الرئيس، فى كثير من الصور، أنه انقطع للعبادة.. زهد فى الحكم بعد وصوله للرئاسة.. يصلى بوفد حماس، ويؤم رواد القصر الرئاسى.. اللافت أن كل العائدين من الصلاة مع الرئيس، لا تولوا منصباً، ولا أدلوا بتصريح فى الموضوع، غير أنهم صلوا الظهر أو العصر أو المغرب.. المحظوظ منهم من يصلى التراويح خلف الرئيس، سيكون من حظه أن يقضى ساعة مع الرئيس، فى القصر الجمهورى!

لا أخفى سراً أننى من هواة قراءة الصور.. معروف أن الصورة بألف كلمة.. الصورة تعبر عن أشياء كثيرة، فى أقل وقت ممكن، وحين أفتح الصحف الصباحية، لأجد صور الرئيس، وهشام قنديل والجنزورى، هى الصور الرئيسية، بينما هم فى المسجد للصلاة، لابد أن ينتابنى شعور أننا إزاء دولة دينية، لا دولة متدينة.. والفارق كبير بين دولة متدينة ودولة دينية، تغلق القصر الرئاسى للصلاة!

حديث الصور شرحه يطول.. تستطيع أن تقرأ صورة الرئيس مرسى، مع إسماعيل هنية فى القصر الرئاسى يؤمه للصلاة.. تستطيع أيضاً أن تقرأ صورة «هنية» فى لقائه مكتب الإرشاد، يستقبله «بديع».. كأن «هنية» ذهب إلى قصر الرئاسة، ليصلى مع «مرسى»، بينما ذهب إلى المقطم، ليتفاوض مع «بديع».. هناك أيضاً صور قديمة منذ شهور، كان الهمس ثنائياً، وكان «مرسى» متفرجاً(!)

هل كان «مرسى» قبل الرئاسة شيئاً، وبعد الرئاسة شيئاً آخر، فى علاقته بإسماعيل هنية، ومرشد الإخوان؟.. هنا مربط الفرس.. أرى أن الأمر لم يختلف.. صحيح حين يكون التوقيع سيكون مع مرسى، أما المفاوضات فهى مع المرشد.. ليس غريباً أن يطالب البعض بإسقاط دولة المرشد.. «هنية» يصطحب وزراءه، إلى مقر مكتب الإرشاد بالمقطم.. وفد حماس لا يزور دولة، وإنما يزور جماعة(!)

لا أحد يقلل من قيمة الصلاة، فى الدنيا والآخرة.. ولا أحد ينكر على الرئيس حقه فى الصلاة.. الأصل أن العبادة بين العبد وربه.. الأفضل أن تظهر صور الرئيس فى مواقع العمل.. خاصة أن الدولة خرجت منهكة بعد الثورة.. أقول للرئيس مرسى «كفاية».. المعيار ليس هو الصلاة، ولا إطلاق اللحى.. إن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة!

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان