شيخ الأزهر: إن لم نستطع مواجهة بغي القوى الدولية فلنسحب المبادرة العربية
كتب – محمد عاطف :
صرح الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في نداء موجه إلى رؤساء الدول المشاركة في مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد بجدة، أنه إذا لم يستطع قادة العرب التصدي، ومواجهة بغي القوى الدولية الذي يمثل جريمة صريحة في نظر القانونِ الدولي، والمواثيق المرعية بالقوة الملزمة، فلنسحب المبادرةَ العربيةَ التي استُقبِلَت أسوأ استقبال، ونشق طريقاً جديداً يقوم على الشفافية، والمصارحة لمواجهة هذه السياسات الظالمة.
ومن ناحية أخرى أشار الطيب في كلمته، اليوم الإثنين، إلى أن الأزهر الشريف يعبر عن ضمير الأمة، ومشاعر أبنائها كافة، في هذه الظروفِ التاريخية الدقيقة التي تستوجب الصدق، والمصارحة، يتوجه الأزهر إلى أئمة المسلمين، وقادتهم بالنصائح التالية:
أولا: إن كل من يتابع أحوال العالمِ الإسلامي المعاصر، ومشكلاته المتتابعة، وما يموج به من أزمات، يعلم علم اليقين أن مرد ذلك كله، إلى قضية القَضايا، ومنشأ المشكلات، والأزمات جميعاً، وهي قضية فلسطين، التي حرصت القوى الدولية أن تظل جرحا نازفاً في جسد الأمة، يتهددها بالأخطار، ويضع مقدساتها في مهب رياحِ الغدر والبغيِ، والتآمر الرخيص، فيا قادة العرب إن لم نستطع مواجهة هذا البغي فلنسحب المبادرة العربية التي استقبلت أسوأ استقبال.
ثانياً: إن الأزمة السورية الراهنة التي تتهدد الشعب السوري في وجوده بالاقتتال المستمر طوال عامٍ، ونصف العامِ، وتكاد تتحول إلى حرب أهلية ماحقة، أوتقسيمٍ مدمر للدولة، ليتحول الجميع إلى شعوب مسلوبة القدرة، والإرادة، حول دولة العدوان الصهيونية، التي يراد لها أن تسود المنطقة، فعسى أن يكون قراركم بهذا الصدد عمليا واقعيا صرِيحًا، وطوق نجاة للشعب المناضل المظلومِ.
ثالثاً: لقد شهدت أجهزة دولية بالأممِ المتحدة بما يعانيه إخواننا ''الروهنجيون'' في دولة ميانمار، من تصفية وتمييزٍ عرقي، وإنكارٍ لهويتهم الوطنية، وطردهم بالتضييق، والاضطهاد الجماعي إلى الدول المجاورة، فيا أيها القادة تستوجب دواعي المروءة الإنسانية، والأخوة الإيمانية، والمواثيق الدولية إنقاذ إخواننا في هذا الركنِ من العالم حتى يرتدع هؤلاء الذين يرتكبون ضد مواطنيهم المسالمين جرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وأخيراً: إنكم لأدرى بما يعانيه إخواننا في أفغانستان، والصومال، والعراق، ومناطق أخرى، بسبب التدخلات الأجنبية، الصريحة والمقنعة، والمسلحة وغير المسلحة تحت أغطية كاذبة من نشر الديموقراطية، أو مقاومة الإرهاب، أو أسلحة الدمار الشامل، وما هي إلا المصالح المادية، ولكنا عقدنا العزم ألا نكون حقلا لممارسات الطغاة، أو ضحايا لسياسات الاستعمار القديمِ أو الجديد، فتقدموا الصفوف، بموقف صريحٍ ضد هذه السياسات الباغية.
ووجه الطيب ندائه قائلاً: ''أيها القادة إننا ندعو لكم مخلصين، في هذه الأيامِ التي تفتح فيها أبواب الرحمة والقبول، ونذكركم مرة أخرى أن النفوس قلقة، والمشاعر مستفزة، والأخطار محدقة، والتاريخ يسجل المواقف، والشعوب أصبحت حكما لا يمكن خداعه أو تهميشه ''.
فيديو قد يعجبك: