نرصد أحزان أسر شهداء الدقهلية في حادث رفح
الدقهلية - رنا الجميلى:
خيم السواد والحزن على محافظة الدقهلية، بعد أن استشهد ثلاثة من أبنائها المجندين فى سيناء مساء الأحد، فى العملية الإرهابية التى شهدتها المنطقة الحدودية رفح، والتى وقع على إثرها عشرات القتلى والمصابين وإحراق مدرعة للقوات المسلحة.
قرية ''بساط كريم الدين''، التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية، تعد مسقط رأس الشهيد ''وليد ممدوح زكريا''، 22 سنة، حاصل على كلية الخدمة الاجتماعية، وأحد شهداء الواجب الوطنى، حيث تجمع الآلاف من أبناء قريتة حول منزله الاثنين، وسط حالة من الحزن الشديد بعدما تأكدوا من خبر استشهاده، ووقعت والدته مغشياً عليها إثر سماعها الخبر، فضلا عن إصابتها بأمراض الضغط والسكر، بينما خيم السكون على والده والذى يعمل موظف بمجلس محلى القرية ولم يستطع النطق عقب وصول خبر استشهاد نجله.
وحاول جميع نساء القرية تهدئة والدة الشهيد والتى تدعى ''عزة عبد الرحيم زهرة''، 45 سنة، التى تعالت صرخاتها مرددة ''أنا عاوزة حق ابنى من القتلة.. ربنا ينتقم منهم.. أنا كنت حاسة ان هيحصل حاجة لوليد''، مرتدية الملابس السوداء، ولم تفارق الدموع وجهها منذ أن علمت أنه أصيب في الحادث وخيم صمت رهيب علي وجهها.
وقالت والدة الشهيد: ''اتصلت بوليد يوم الأحد اللى فات ولم يرد علي، وعلمت بعدها أنه لم يكن معه رصيد ليتمكن من الاتصال بي وبعدها حاولت الاتصال أكثر من مرة ولم يرد، لكن لن تبرد لي نار حتى نأخذ بثأره ونقتص من القتلة''.
وأضافت أنه في أخر زيارة للقرية قبل شهر رمضان قالت له أنها تستعد لتخطب له من إحدى بنات القرية بعد انتهاءه من أداء الخدمة العسكرية.
وأضاف شقيقة طارق ''25 سنة'' تلقيت اتصال من شقيقي قبل الحادث بساعة واحدة، وطلب مني أن أحول له رصيد وهو يبكي وطلب مني البحث عن طريق لنقله من هذا المكان نظرا لصعوبة الإقامة به، وطلب مني أن أسلم له على أبي وأخوتي وكان عندي هاجس أنه يودعنا جميعا، ووليد هو الأخ الثالث وشقيقنا الأكبر محمد حاصل علي بكالوريوس تجارة وكريم طالب بالصف الثالث الثانوي.
وأكد خالد عبد العزيز قنديل ''ابن عمه'' أن وليد محبوب بين أهل قريته، وكان يقف بجوار أصدقائه دائما، وعندما علم بإصابة صديقه ''توحيد صقر'' قبل رمضان في حادث أخذ أجازة وذهب إلي توأم روحه المصاب وجلس معه الأجازة كاملة، ولم تكن أجازته لأسرته فقط بل كان يقضيها معنا.
وقال معتز قنديل ''عم الشهيد'' أننا لم نتلقى أي إخطار من أي جهة رسمية بوفاتهم أو التنسيق معنا لحضور الجنازة العسكرية والتي تتردد الأخبار بشأنها ولا نعلم متي سندفنه، مطالبا المسئولين بالشفافية وألا يكون هذا الحادث مثل الحوادث الماضية في الحدود مع إسرائيل، ولابد أن يحصل الشهداء علي حقوقهم خاصة بعد ثورة 25 يناير فهذا الحادث أهان كل المصريين.
وفى قرية ''الستايتة'' التابعة لمركز المنزلة بمحافظة الدقهلية خيم الحزن على أهلها بعد نبأ استشهاد أحد أبنائها وهو المجند ''محمد ابراهيم عبدالغار''، 22سنة، وسط حالة من الصراخ والعويل لأسرة المجند والذين صدموا بخبر استشهاده، خاصة وأنه كان يستعد لزفاف شقيقته.
ودخلت والدته فى غيبوبة تامة إثر سماع خبر استشهاد نجلها، أما والده فانهارت حالتة الصحية بالإضافة إلى عدم قيام إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة بالاتصال بهم أو التنسيق لاستلام جثث زويهم.
وقال شقيق الشهيد ويدعى ''ابراهيم'' إن محمد كان من أفضل أشقاؤه، حيث كان يهتم بأبناء الأسرة بالكامل نظرا لمرض والدنا واحتياجه للأدوية وأكياس من الدم، ويقول شقيقه عنه أنه كان دائما المتبرع له، مضيفا: ''يوم الحادث كان والدى يسأل كثيرا عن محمد وهل اتصل أم لا، خاصة قبل الإفطار، وقلنا له سنتصل به بعد الإفطار، لكن عندما اتصلنا به كان التليفون مغلقا، وبعد عدة ساعات اتصل أحد زملائه واخبرنا بخبر استشهادة''.
وأضاف أننا لم نتوقع أن محمد لن يعيش فى وسطنا مرة أخرى خاصة أنة السند للأسرة رغم أنه كان يبعد لفترات طويلة نظرا لأداؤه الخدمة العسكرية، ولكننا كنا سننتظره حتى يكون وسطنا لكن إرادة الله كانت فوق كل شئ، وأكد عدد من الأهالي بالقرية أن أسرة الشهيد كانت تستعد لزفاف شقيقته (صبرة) ثالث يوم العيد.
وقال محمود أحمد، صديق الشهيد: ''سمعنا الخبر من أحد زملائنا بالجيش بسيناء الذى اتصل بنا بعد الحادث بـ5 ساعات، وأخبرنا بوفاته، ولم يستطع أشقاؤه السيد وإبراهيم إخفاء الخبر عن والدهم المريض، لأنه كان يسأل عنه وكأنه يشعر بشيء، خاصة أنه كان مرتبطا بمحمد حيث كان يساعده فى تجهيز أخواته البنات، حيث شارك فى زواج شقيقته نجلاء، وكان يساهم فى تجهيز شقيقتيه نصرة ومنى''.
وأضاف: ''أسرته كانت في انتظار حصوله على إجازة، وقال لهم إن الضابط وعده بمنحها له لحضور فرح شقيقته''.
أما أسرة الشهيد حامد عبد العاطي عبد العزيز حامد (22 سنة) فتعالت صرخات والدته التى انهمرت فى بكاءها وعويلها على نجلها الذى راح ضحية الغدر، حيث قالت والدته: ''حاولت الاتصال به أكثر من مرة فى رفح ولم تنجح فى الوصول إلى أى معلومات عنه فتيقنت أنه أصابه مكروه ولم أعلم بنبأ استشهاده إلا بعدها بساعات طويلة''.
وأشار والد الشهيد (52 سنة – فلاح) إلى أنه متابع حادث رفح وكان يحاول الاتصال بابنه على تليفونه الخاص ولكنه لا يرد ليطمئن عليه ومعرفة ما حدث.
وأكد أنه أمضى معهم أول 5 أيام من رمضان انشغل فيها بتجهيز شقته، التى سوف يتزوج فيها فى خامس أيام عيد الفطر المبارك، وأنه اتصل بهم أمس قبل الإفطار للاطمئنان عليهم .
الجدير بالذكر أن الدقهلية بها ثلاثة من الشهداء هم محمد إبراهيم إبراهيم عبد الغفار من ''المنزلة''، وحامد عبد المعطي عبد العزيز حامد من ''نبروة''، ووليد ممدوح زكريا قنديل من ''شربين''.
فيديو قد يعجبك: