إعلان

أزمة ''النور'' تصل ذروتها .. والحزب بين هيئة ''منشقة ورئيس ''منزوع الثقة''

08:43 م الخميس 27 سبتمبر 2012

تقرير- محمود الطباخ:

وصلت أزمة حزب النور السلفي، لنقطة شديدة التعقيد، فأصبحت تشبه ''الحبكة الدرامية'' التي تبدأ أحداثها بالبطئ ثم الوصول لمنتهى المشكلة وصعوبتها، وتنتهي بالحل أو النهاية.

فهكذا أصبح حال حزب النور السلفي، الذي استمرت الأزمة الداخلية به لعدة أسابيع تتطور وتكبر حتى وصلت، أمس للعقدة، عندما أصدرت الهيئة العليا للحزب قرارها بسحب الثقة من رئيس الحزب الدكتور عماد الدين عبدالغفور.. فماذا حدث بعد ذلك؟

قرارسحب الثقة يُشعل الخلاف

في اجتماعها الذي انتهى فجر الأربعاء الماضي، أصدرت الهيئة العليا لحزب النور قراراً بسحب الثقة من عماد عبدالغفور رئيس الحزب، مشيرةً إلى أنها اتخذت هذه الخطوة بعد تقلد عبد الغفور منصب مساعد رئيس الجمهورية للتواصل المجتمعي.

وأشارت الهيئة في قرارها أنها عينت السيد مصطفى حسين خليفة رئيساً للحزب، لحين انعقاد أول جمعية عمومية لانتخاب هيئة عليا ورئيس جديد للحزب.

وأشار اسماعيل أبو حبيب، مسئول لجنة شئون العضوية بحزب النور بمحافظة الجيزة، أن الهيئة العليا سحبت الثقة من عبد الغفور رئيس حزب النور بعد موافقة أعضاء الهيئة العليا بالأغلبية على هذا القرار، في اجتماعها الأربعاء، استناداً للمادة 136 من اللائحة والتي تنص على ''أن وكيل مؤسسي الحزب هو رئيسة حتى الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب والشوري في سبتمبر 2011''، مشيراً إلى أن هذة الفترة قد انتهت وأنه يحق تطبيق اللائحة.

وكان لأعضاء الهيئة العليا الأخرين للحزب بعد انقسامه قراراً أخر، حيث أكد الدكتور هشام أبو النصر، القيادي السلفي وأمين حزب النور بالجيزة سابقاً، أن القرار الذي اتخذه أعضاء في الهيئة العليا لحزب النور، بسحب الثقة من الدكتور عماد الدين عبدالغفور، هو قرار غير شرعي وليس قانوني.

وأشار أبوالنصر، في تصريحاته لمصراوي، أن عدد أعضاء الهيئة العليا للحزب هم 41 عضواً وأن 9 أعضاء فقط من اتخذوا قرار إقالة رئيس الحزب، مؤكداً في الوقت نفسه أن الهيئة العليا ليس منوط بها اتخاذ مثل هذه القرارات بل هي تخص الجمعية العمومية لحزب النور.

بينما قال محمود عباس، عضو الهيئة العليا ومنسق جبهة إصلاح حزب النور، أن القرار الذي اتخذته الهيئه بسحب الثقة من الدكتور عبدالغفور ''غير صحيح''، وأن عبدالغفور هو الرئيس الفعلي لحزب النور حالياً، مشيراً أن الانتخابات الداخلية تم إلغائها.

رد الفعل .. اجتماع طارئ لبقاء عبد الغفور

لم يمر على قرار سحب الثقة من رئيس الحزب عدة ساعات، واجتمع أعضاء بالهيئة العليا بمقر الحزب في المعادي، وقرروا جميعاً أن عبدالغفور هو الرئيس الحالي الشرعي لحزب النور.

ومن جهته، أكد محمد نور، المتحدث الرسمي للحزب، أن معظم أعضاء الهيئة العليا حزناء نتيجة ما يحدث داخل الحزب، مشيراً أن ماحدث هو إجراء غير قانوني فيوجد هيئة عليا للحزب مكونة من 41 عضواً ولايصح أن يتخذ 9 اعضاء فقط فيها قراراً بإقالة رئيس الحزب وينفردوا بقرارهم.

بينما وصف محسن مخلوف، عضو الهيئة العليا للحزب، قرار أعضاء الهيئة بسحب الثقة من رئيس الحزب بأنه ''جهل'' باللائحة الداخلية، مضيفاً خلال مشاركته في الاجتماع الطارئ الذي عقده الحزب مساء الأربعاء، لمناقشة قرار سحب الثقة من عبدالغفور، أنهم جميعاً غاضبون من تحول الخلاف الداخلي للحزب حول مسألة الانتخابات إلى هذا الحد.

وأشار مخلوف، أن المادة 95 من اللائحة الداخلية للنور تنص على '' أن رئيس الحزب لايخضع لأي سلطة إلا للجمعية العمومية''.

واستطرد أن المادة 68 من اللائحة تنص على ''أنه لا يجوز عزل أي عضو من أعضاء المجلس الرئاسي إلا بعد الرجوع للمجلس التنفيذي للحزب، وموافقة أغلبية أعضاء المجلس، ويستثني من هذه المادة رئيس الحزب فعزله يتطلب قرار من أغلبية ثلثي الجمعية العمومية''، مؤكداً أن القرار هو خروج عن القانون.

تفعيل قرارات رئيس الحزب

اتفق أعضاء الهيئة العليا على تنفيذ قرارات عبدالغفور بحل لجنة شئون العضوية والانتخابات الداخلية، مشيرين أن إجراء الانتخابات في هذا الوقت غير مناسب، مؤكدين على بدأئها بعد انتخابات البرلمان القادم.

ومن جانبه أكد محسن مخلوف، أن قرار حل لجنة شئون العضوية، وإلغاء الانتخابات الداخلية للحزب، قرار صائب حيث أن لجنة شئون العضوية هي التي تتسبب في العديد من المشاكل بسياسة ''الغلق'' التي تأخذ بها، عندما تسمح بدخول أشخاص معينين في الحزب حسب شئون العضوية معناه عمل ولاء لأشخاص بعينهم، بعكس ما نريده في حزب النور أن يكون حزب سياسي منفتح يقبل الجميع للدخول فيه بما فيهم المسيحيين.

وذكر محمد نور، أن لجنة الانتخابات الداخلية وشئون العضوية لحزب النور تم حلهما بكامل أعضائهما، حسب قرار رئيس الحزب، مؤكداً أن أي متحدث عن الانتخابات الداخلية للنور سيتعرض للمسألة القانونية.

الهيئة المنشقة تتجاهل القرارات وتبدأ الانتخابات غداً

تبدأ المرحلة الثانية من الانتخابات الداخلية لحزب النور، غداً الجمعة، رغم القرار الذي اتخذه رئيس الحزب الدكتور عماد عبدالغفور وبعض أعضاء الهيئة العليا بإلغاء الانتخابات وهيئة شئون العضوية الخاصة بحزب النور.

وأكد الدكتور يونس مخيون، عضو الهيئة العليا المنشقة، أن المرحلة الثانية من الانتخابات الداخلية للحزب تبدأ غداً، في 19 محافظة لإختيار أمناء المحافظات وأمين الصندوق والـ4 وكلاء، والسكرتير، وفي 9 محافظات على مستوى أمناء المراكز، مشيراً أن الانتخابات ستبدأ الساعة 2 ظهراً حتى الساعة 9 مساءاً.

ومن جانبها، اعترضت الهيئة العليا الأخرى للحزب الرافضة لإجراء الانتخابات على هذا الأمر، مؤكدةً على لسان  محمد نور،المتحدث الرسمي لحزب النور، أن الانتخابات الداخلية للحزب تم إلغائها طبقاً لقرار رئيس الحزب، وأي فرد يتحدث عن الانتخابات سيتعرض للمسألة القانونية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان