إعلان

مرشد الإخوان: علينا امتلاك زمام المبادرة وإنهاء ثقافة ''البلد بلدهم''

09:39 م الخميس 10 يناير 2013

كتب – إياد أحمد :

دعا الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، في رسالته الأسبوعية الخميس، إلى العمل وعدم الوقوف موقف المتفرج للارتقاء بالأمة والنهوض بالدولة وأجهزتها، محذرًا مما وصفه باستمرار ثقافة ''البلد بلدهم'' التي كانت وقت النظام البائد تدفع إلى السلبية وعدم الولاء أو الانتماء.

ونبه بديع إلى ضرورة انطلاق كل الطاقات في عصر الحرية والولاء والانتماء لمصر الثورة ولمشروعها العظيم، قائلاً إن علينا امتلاك زمام المبادرة، بأن يتقدم كل مواطن بما يملك وبما يستطيع من عمل صالح ينفع الناس ويعود عليهم بالخير، ومن لا يستطيع ذلك، فليحثّ غيره على العمل والمساهمة في البناء.

وقال بديع: '' إن الأمة الإسلامية تمرُّ بمرحلةٍ فاصلة في حياتها ترسم من خلالها نهضتها ومستقبلها، وتحدِّد مكانتها بين الأمم، وترسم معالم الهوية الإسلامية التي يجب أن تكون قاطرة للعالم لتخلصه من آلامه وشقائه، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وجوره واستبداده وطغيانه، وتوقف نزيف الدم الذي لم ينقطع؛ بسبب سياسة الكيل بمكيالين، والتمييز العنصري المقيت، والصراع على المصالح والاستيلاء على مناطق النفوذ، وأماكن الثروات والكنوز البترولية والمعدنية والزراعية وغيرها؛ حيث إن الإنسان قد وضع نظامًا من عنده يتحكم في غيره من البشر لتحقيق مصالح ضيِّقة''.

وأضاف: '' الإسلام حين يُطهِّر العالم من هذا الفساد فإنه ينشر على البشر راية العدل والرحمة والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية دون تفرقة بين البشر لا بجنس ولا لون ولا طبقة ولا دين؛ فالكل أمامه سواء؛ لأن الذي أنزله هو خالق البشر جميعًا، (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ) (تبارك: 14)، وهو الرحمن الرحيم، والحكم العدل الذي لا يظلم الناس مثقال ذرة: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (يونس: 44)''.

وتابع: لما للمال والاقتصاد من أهمية في حياة الأمم ونهضتها نرى أن رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقام المسجد وأنشأ السوق، وقال: هذا سوقكم، وكانت قريبة من سوق يهود بني قينقاع، فأقبل كعب بن الأشرف فدخلها، وقطع أطنابها، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ''لا جرم، لأنقلنَّها إلى موضع هو أغيظ له من هذا''، فنقلها إلى موضع سوق المدينة. ثم قال: هذا سوقكم، لا يحجر، ولا يُضرب عليه الخراج، وتم تطبيق كل صور البيوع الإسلامية الحلال لتقديم البديل الصالح في مواجهة كل صور بيوع الغش والتدليس والربا في سوق اليهود بالمدينة المنوَّرة، وقد ذهب الزَّبَد وبقي ما ينفع الناس، ومحق الله الربا وأربى الصدقات ''أي ضاعف الجزاء عليها''.

وواصل: الاقتصاد في النفقة علامة فقه الرجل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ''مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ رِفْقُهُ فِي مَعِيشَتِهِ''. كما أن المقتصد لا يحتاج لأحد، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ''مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ''. أَي مَا افْتقر من لَا يسرف فِي الْإِنْفَاق وَلَا يَقتر. وقال صلى الله عليه وسلم: ''من اقتصد أغناه الله، ومن بذَّر أفقره الله، ومن ذكر الله عز وجل أحبه الله''. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سُئِل: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: ''نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان