إعلان

''سيد خالد''... ذكرى رحيل ''الطفل الباكي''

09:55 م الإثنين 18 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إشراق أحمد:

وجه صغير، ألهبت الدموع عيناه وانهمرت على ملامح مكفهرة بدت عليها التعب والإعياء؛ صورة هي كل ما بقى عن ابن العشر سنوات جوار كلمات '' الشهيد البطل ..بطولاته تخطت رجال''.

وسط غياهب سحابة الغاز الكثيف الذي يتم إطلاقه بين الحين والآخر ليسقط معه أعداد اختناقًا، مقابل إطارات سيارات مشتعلة لتخفيف حدته، شق ''سيد خالد'' الصفوف في شارع ''محمد محمود'' بصغر حجمه ويداه الدقيقتين، يقذف بكل ما أوتي من قوة ما جمعه من حجارة، ومعها يقذف غضبه المشتعل منذ 2 فبراير 2011.

يومان مرا، هذا يعنفه للعودة أول الشارع وآخر يشد يده للسبب ذاته لكن دون جدوى، ''سيد'' يأبي الاستسلام لمثل تلك الأحاديث دون نيل شيء لا أحد كان يعلمه، فما بخلده أطبق عليه صمته تاركًا غضبه ودموعه يتولى إجابة السائل وكفه عن السؤال.

تلك الدموع المنهمرة التي التقطتها عدسة كاميرا وحفظتها صورة، ما ذرفها ''سيد'' إلا على شقيقه الكبير لحظة سقوطه قتيلًا على أرض ميدان التحرير في 2 فبراير 2011 المعروف إعلاميًا باسم ''موقعة الجمل''؛ اشتعل الحزن والغضب في نفس الصغير على شقيقه مَن رافقه للميدان بهتاف ''عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية''.

شهر مر على وفاة الأخ، ليقرر ''سيد'' ألا يبرح الميدان الذي لم يعرف ملازموه والمترددون عليه عن ذلك الصغير سوى دموعه وغضبه على الفراق؛ فتواجد بين جموع المعتصمين في التحرير باعتصام شهر مارس الذي تم فضه في 9 من الشهر ذاته، ليعود مع دعوة اعتصام الشهر التالي والذي تم فضه أيضًا في 8 أبريل 2011.

فما بين الاعتصامات والمسيرات اختار ''سيد'' مكان مصيره ودموعه لترافق إجابته عن سبب تواجده وإصراره على البقاء رغم أعوام الصغيرة، ليبلغ غضبه ذروته مع فض الاعتصام الذي بدأ في 27 مايو وفضه بأول أيام شهر مضان أغسطس 2011 .

وفي 19 نوفمبر 2011 مع فض اعتصام أسر الشهداء كانت مسيرة غضب الصبي قد اكتملت، التي لم تعبر كلماته عنها بل لحظة دموعه عبرت؛ فقد أثر رفقة الصمت حتى الرحيل.

أحداث ''محمد محمود'' لم تكن جديدة على ''سيد'' بل كانت كلمات نهاية لدموع صبي أبت السنوات أن تضيف عنه غير تلك الصورة التي حُفظت له، وأخرى لم يظهر فيها بابتسامة الأطفال في مثل سنه، بل شابها رغم تحسن ملامحه فيها عن التعب الذي أشقاه في الصورة ''الباكية'' لكن الحزن كان رفيق عيناه بها أيضًا.

يومان أُضيفا إلى ثمانية أشهر مرت على وفاة الأخ لم يُجبر فيها الصبي على توقف دموعه إلا تلك المرة الأولى والأخيرة بفعل الرصاصة التي اخترقت قلبه، ليلحق بأخيه الكبير وتلحق بهما ثلاث سنوات في غمار أحداث حملت ذكرى مزيد من ''الشهداء''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان