محمد بهنس.. حينما يموت الشعراء بردا على الرصيف!
كتب- أحمد جمعة وإبراهيم عياد:
يأبى البرد أن يمر سلاما دون أن يأخذ معه بعضًا من ''مُلاك الأرصفة''، لا يفرق بين شاعرًا فقيرًا أو طفلًا يتيمًا أو عجوزًا ارتكن إلى الحواري.
أزمة نفسية حادة تدفع أحدهم إلى ترك بلاده والارتحال، يتخذ من رصيف شوارع القاهرة ملاذا، يحسبه الجاهلون ''متسولا'' من الجوع.
لا يزال محمد حسين بهنس على عهده قبل عامين حين وصل المدينة التي لا ينام أهلها قادما من العاصمة السودانية الخرطوم، بغرض إقامة معرض لأعماله التشكيلية، لكنه قرر الإقامة في قاهرة المعز بعدما انقطعت به كل السبل نحو عيش كريم.
''في بطنه أحجار جافة.. حطب مسنون.. عويل وجنون.. يضربه يمنيا ويسارا.. فتتساقط أنات الليل.. من خشب وحديد.. وبقايا صديد.. لتنام في عرض شوارع.. لا تعرف أبدا أن الرجل الجالس جنبي يصرخ صمتا.. ليس مريضا وليس غريبا وليس شريدا.. لكنه فقط جائع''.. هكذا نعى الدكتور عمار علي حسن وفاة السوداني محمد بهنس، يوم الخميس.
''عازف جيتار.. مطربا يلحن أغانيه.. فنان تشكيلي.. روائي''.. هكذا تعددت مواهب ''بهنس''، لكنه لم يجن من وراء ذلك إلا المبيت على أرصفة شتوية قارسة البرودة أودت بحياته الثرى.
وبعد أن انقضى مشروعه الذي ترك بلاده الأولى من أجله بلا عائد، أوى ''بهنس'' إلى تجمعات من أصدقائه في المكتبات وبوسط ميدان التحرير، يعزف أشعاره ويبكي حاله.
أقام بهنس معرضه التشكيلي الأول في الخرطوم عام 1999، ثم شارك في معارض تشكيلية أخرى في أديس ابابا ومدن أوروبية منها باريس حيث تزوج فرنسية أنجبت له ابنا عام 2005 ثم طلقها وعاد إلى بلاده، وكتب رواية ''راحيل'' التي ذاع صيتها داخل وخارج السودان.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: