2013 في تاريخ الإخوان.. الجماعة على طريق الانهيار وقياداتها بالسجون
تقرير - إبراهيم عياد وعبد الله قدري:
عانت قيادات جماعة الإخوان المسلمين كغيرهم من القوى السياسية التي عارضت نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من التنكيل والقبضة الأمنية الحديدية التي كانت تسيطر على البلاد، ولكن كانت ثورة 25 يناير كفيلة بأن تعوضهم عن هذه المعاناة، بعد الإطاحة بمبارك ونظامه، وخروج قيادات الإخوان من السجون والعودة للحياة السياسية بقوة، والمشاركة في كافة الاستحقاقات الانتخابية.
ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلًا فلم تستوعب الجماعة وقياداتها عقلية الشعب المصري ولم تستطع تلبية احتياجاته ولم يتم تحقيق أهداف ثورة 25 يناير التي تمثلت في: العيش والحرية والكرامة الإنسانية، بالرغم من تواجد الإخوان في البرلمان بغرفتيه ''الشورى والشعب'' بجانب التواجد بقوة في لجنة المائة التي وضعت الدستور، حتى وصول الإخوان إلى كرسي الرئاسة، وتشكيل حكومة غلب عليها الطابع الإسلامي، فخرج الشعب في 30 يونيو للمطالبة برحيل هذا النظام.
وألقى وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بيان في 3 يوليو، لإعلان عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وإسناد إدارة البلاد إلى رئيس المحكمة الدستوري، وإيقاف دستور 2012، الذي وضعته لجنة المائة التي كان ما يقارب من 50% من أعضائها محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، والتيار الإسلامي، بجانب إنهاء عمل حكومة هشام قنديل، التي وصفها المتظاهرون بأنها عاجزة عن تلبية مطالبهم، وتشكيل أخرى من شخصيات ورموز وطنية.
وكذلك تمت إقالة كافة المحافظين المعينين من الرئيس السابق محمد مرسي، في آخر حركة محافظين، والتي اشتملت على 6 من جماعة الإخوان و1 من الجماعة الإسلامية، من أصل 17 محافظ، ولعل أبرزهم، أسامة سليمان، محافظ البحيرة، وحسام أبو بكر، محافظ القليوبية، والدكتور أحمد محمد أحمد البيلي، مسئول مكتب إداري لجماعة الإخوان بدمياط، محافظًا للغربية، صبحي عطية أحمد يونس، محافظ للدقهلية، بجانب وجود حسن البرنس، القيادي الإخواني، نائبًا لمحافظ الإسكندرية.
وسرعان ما عاد قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى السجون، مرة أخرى، بعد هذه المظاهرات الحاشدة التي طالبت بالإطاحة بالنظام ومحاكمته على عدد من الجرائم، أبرزها أحداث قصر الاتحادية في 5 ديسمبر 2012، إبان حكم الرئيس السابق محمد مرسي والتي راح ضحيتها 10 مصريين منهم، المصور الصحفي الحسيني أبو ضيف، بجانب اتهام الرئيس السابق في قضية التخابر مع حماس واقتحام السجون أثناء أحداث 25 يناير، بجانب تهم تتعلق بالتحريض على العنف والاعتداء على قوات الأمن والشروع في قتل والتحريض عليه خاصة في أحداث مكتب الإرشاد، وشارع البحر الأعظم.
ومن أبرز قيادات الإخوان المحبوسين على ذمة قضايا، الرئيس السابق محمد مرسي، ومحمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ونائبيه، رشاد البيومي، وخيرت الشاطر، ونجل الأخير، سعد، بالإضافة إلى سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق، ورئيس حزب الحرية والعدالة، بجانب عصام العريان، نائب رئيس الحزب، محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي، مصطفى الغنيمي، عضو مكتب الإرشاد، عمرو زكي، القيادي بالحزب، سعد الحسيني، عضو المكتب التنفيذي، ومحافظ كفر الشيخ السابق، رجب البنا، أمين الحزب بكفر الشيخ، حسن البرنس، نائب محافظ الإسكندرية والسابق والقيادي بالحزب، صبحي صالح، قيادي بحزب الحرية والعدالة، باسم عودة، وزير التموين السابق، أسامة ياسين، وزير الشباب السابق، جمال العشري، القيادي بالحزب، وحلمي الجزار، امين حزب الحرية والعدالة بالجيزة، خالد الأزهري، وزير القوى العاملة السابق، أحمد عبد العاطي، مدير مكتب رئيس الجمهورية، ونائبه، أسعد شيخة، أحمد سبيع، امين الإعلام بحزب الحرية والعدالة بمحافظة القاهرة.
وأصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة المصرية يوم الاثنين الموافق 23 سبتمبر الماضي، حكما قابل للطعن بحظر نشاط جماعة وجمعية الإخوان المسلمين، وأي كيان منبثق عنهما، ومصادرة جميع مقراتهما، والتحفظ على أموالهما مع تشكيل لجنة لفحص هذه الأموال والممتلكات.
وفي ضوء هذا الحكم فإنه يمكن أن يشمل الحل والمصادرة مقار وأصول حزب ''الحرية والعدالة'' الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي وقانوني بعد ثورة 25 يناير 2011، بحسب مصادر قانونية.
والجماعة ليست لها صفة قانونية إلا من خلال الجمعية التي أسستها مؤخرا وهناك دعاوى ومطالبات لوزارة التضامن الاجتماعي بحلها.
وقال ثروت الخرباوي، الإخواني المنشق، أن جماعة الإخوان المسلمين وجهت كل تفكيرها إلى السيطرة على مفاصل الدولة، واخونة كافة الأجهزة القيادية بالدولة، ولم تفكر في تحقيق اهداف 25 يناير، من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، وسعت إلى السيطرة على الجيش لكنها فشلت.
وأشار الخرباوي، في تصريحات خاصة لـ''مصراوي''، إلى أن حركة المحافظين التي أعلنها الرئيس السابق قبل أيام من 30 يونيو، كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، لذلك نزل الشعب في 30 يونيو، للمطالبة برحيل نظام جماعة الإخوان المسلمين الذي لم يلبي طموحاتهم.
وأضاف الخرباوي، أن الرئيس السابق وجماعة الإخوان المسلمين يتحملون مسئولية الدماء التي سالت في عهد مرسي.
وبذلك أصبح عام 2013، نقطة تحول في تاريخ جماعة الإخوان، حيث حظرها وعودة قياداتها إلى السجون، بعد ان وصلوا إلى قمة السلطة في البلاد، ممثلة في رئيس الجمهورية محمد مرسي، ابن مكتب الإرشاد، والحصول على اغلبية في مجلسي الشعب والشورى، ووضع دستور للبلاد.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة… للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: