إعلان

مرشد الإخوان يمتدح ''البنا'' في ذكرى رحيله

09:41 م الخميس 14 فبراير 2013

كتب- إبراهيم عياد:

 قال محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ''في مثل هذه الأيام من كل عام تُذكِّرنا دماء الإمام الشَّهِيد حَسَن البَنَّا، ببذل روحه في سبيل رفعة الوطن، وحُبِّه الصادق، والعمل على نهضته الدائمة، رغم أن الذي قتلته أيْدٍ مصرية آثمة تتبرَّأ مصر منها، وساعدها إرهاب مؤسسات فاسدة، وحمل جنازته النِّساء فقط بالقهر ورجل شُجاع مسيحي مصري واحد يذكره التاريخ ولا ينساه، ولم يسترد أولاده حقّهم الدنيوي حتى الآن، ولكن القيم التي غرسها والرجال الذين ربَّاهم لخير مصر والعالم يشهدون له، ويضيفون بإذن الله تعالى لحسناته الخير الكثير''.

 وأضاف بديع: "من أجل هذا تبقى هذه الأسس التي أحياها الإمام في الأمة، من مطاردة اليأس والإحباط، وغرس الأمل والتفاؤل، خاصة وهي تواجه المحن والشدائد؛ لتحقيق آمال الشعوب ونهضتها، خاصة وهي تواجه الكثير من الصعاب والفتن، ومن السعي إلى التَّقدُّم المنشود، وإقامة العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، رغم كيد الخصوم، ومكر المتربِّصين ببلداننا، وكأنِّي بدماء الشَّهيد تقول لأبناء الأمة: إن النصرَ آتٍ لا ريب فيه بمقتضى سنن الله تعالى، فما أحوجنا اليوم قبل الغد، إلى أن نستلهم من العمل والإنتاج ما يحقِّق طموحات الشعوب التي تحتاج إلى الهمم الكبيرة والأنفس المخلصة".

 وتابع المرشد العام خلال رسالته الأسبوعية: "فقد أجمع المنصفون على أن الإمام البَنَّا خاض في البداية أكبر التحديات لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن العلاقة بين الدين والسياسة التي غرسها الجهل والهوى؛ وذلك بالتصحيح والتصويب والتمسُّك بالقرآن والسنة، فجمَّع الأمة على النبع الصافي، رغم أنماط النفوس المختلفة، ووحَّد الصف رغم تباين المشاعر والإدراكات والأعمار والأوساط، وهو الأمر الذي يعمل الإخوان المسلمون دائمًا على تحقيقه في أبناء الأمة، من تجميع الشمل المُتفرِّق، وتوضيح الهدف الغائم، والمتمثل في بذل كل طاقاتهم ووسائلهم لتقديم الخير لأوطانهم، والدفع نحو العمل والإنتاج، يقول المفكر مالك بن نبي عن الإمام الشهيد: "وقد استمر على رأس جماعة الإخوان المسلمين عشرين سنةً، لم يَعِش فيها لغير الإسلام والحركة، ويكاد عمله يستغرق الليل والنهار، وهذه طاقة لا تتوفَّر إلا عند المُصْطَفَيْن الأَخْيَار"، وهكذا مضى الإمام وبقي ما غرسه في الأمة".

 واستطرد بديع: "في "رسالة المؤتمر الخامس" يقول الإمام البنَّا عن فريضة حب الوطن، والتفاني في خدمته: "إن الإسلام قد فرضها فريضة لازمة لا مناص منها: أن يعمل كل إنسان لخير بلده وأن يتفانى في خدمته، وأن يُقدِّم أكبر ما يستطيع من الخير للأمة التي يعيش فيها، فكل مسلم مفروض عليه أن يسدَّ الثغرة التي هو عليها، وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه، ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية, وأعظمهم نفعًا لمواطنيه؛ لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين".

 وتطرق المرشد العام: "معنى حب الوطن والتعلق به، فذلك أمر مركوز في فِطَر النفوس من جهة، مأمور به في الإسلام من جهة أخرى، ومن يُحبّ الوطن لا يُخرِّب أو يقتل أو يُدمِّر أو يُروِّع الآمنين أو يُثِير الفوضى أو يهدم البناء، ومعنى تقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد، بأن يكونوا يدًا واحدة، في إيثار المصلحة العامة، والتعالي على المنافع الشخصية والمصالح الحزبية، ومعنى الوحدة الوطنية، أن جميع عناصر الأمة إنما هم نسيج واحد متساوون في الحقوق والواجبات، فالتعاون والتكافل وبناء الوطن ونهضته مسئوليتهم جميعًا، وواجب عليهم جميعًا".

 وشدد بديع على أن ليس معنى ذلك أن يكون الجميع قوالب واحدة، فذلك مُخالف لفطرة الناس، فالله عز وجل خلقهم على اختلاف في التفكير والعلم والقدرة والمواهب، ولكن لا بد أن يُوظَّف هذا الاختلاف والتنوع في التكامل والتسابق لإعمار الأرض وليس لإفسادها.

 وأشار بديع  إلى تحذير الإمام من الوطنية الزائفة، والتي يقول فيها الإمام، وكأنَّه يحذرنا اليوم، من مظاهر التَّهلكة، والمتمثلة في: "تقسيم الأمة إلى طوائف تتناحر وتتضاغن وتتراشق بالسّباب وتترامى بالتُّهم، ويكيد بعضها لبعض، وتتشيَّع لمناهج وضعية أملتها الأهواء وشكَّلتها الغايات والأغراض، وفسَّرتها الأفهام وفق المصالح الشخصية، والعدوُّ يستغل كل ذلك لمصلحته، ويزيد وقود هذه النار اشتعالاً، ويُفرِّقهم في الحق، ويجمعهم على الباطل، ويُحرِّم عليهم اتصال بعضهم ببعض وتعاون بعضهم مع بعض، ويُحِلّ لهم هذه الصلة به والالتفاف حوله، فلا يقصدون إلا داره، ولا يجتمعون إلا زوَّاره، فتلك وطنية زائفة لا خير فيها لدعاتها ولا للناس"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان