الخرباوي في ندوة مصراوي: أيام الإخوان معدودة والانتخابات فخ ومرسي جندي بالصف
كتبت - هبة البنا:
تحدث القيادي الإخواني السابق، ثرت الخرباوي، ومؤلف كتاب سر المعبد، الذي يحكي فيه عن أسرار جماعة الإخوان المسلمين، عن نفسية الفرد الإخواني، قائلاً أن الجماعة تزرع فيه تقليل لذاته وشأنه، فيقولون دائما إن الجماعة بك أو بغيرك، أما أنت لا شيء بدون الجماعة.
واستطرد خلال لقائه المفتوح مع قراء مصراوي، الذي تم بثه على الهواء مباشرة من مقر الموقع على قناة أون تي في، قائلا، إننا لا يجب أن نبحث عن مصطلح آخر لجماعة الإخوان المسلمين، والجماعات السلفية، غير مصطلح، التيار الإسلامي، موضحا أنه مصطلح مضلل، وأن من يدعي السعي لإيصال الإسلام إلى كرسي الحكم، هو في الوقع يسعى هو للوصول إلى الحكم.
طقوس غريبة
وكشف خلال اللقاء عن بعض الطقوس الغريبة، التي يمارسها أعضاء الجماعة، والتي تتمثل في البيروقراطية الشديدة، التي تشبه النظام العسكري، في كل الإجراءات والقرارات، بالإضافة لإجراء تدريبات لممارسة الطاعة العمياء، مثل تكليف الأفراد داخل الجماعة بتكليفات معدومة الهدف، ومبهمة الأسباب، وذكر منها أن قد يطلب من أحد الأفراد المنتمين إلى الجماعة أن يذهب ليتعبد بالمقابر ليلا، دون إيضاح أي سبب منطقي.
وعاب الخرباوي على الجماعة كون الطاعات الدينية فيها تمارس بالأمر، وبالمراقبة، وأن هناك من يتابعون من يؤدي صلاة الفجر في المسجد ومن لا يؤديها، وقال في هذا إن الشعب تعود أن يجد من يعطيه الحقيقة خاصة في مجال التقرب إلى الله، وهذا غير سليم، ويجب أن تكون العلاقة مع الله مباشرة وبدون وساطة.
انشقاقات منهجية أم إدارية؟
وتحدث الخرباوي عن موجة الانشقاقات عن الجماعة قائلا، إن هناك نوع من الانشقاقات يحدث لأسباب إدارية، مثل مختار نوح ومحمد حبيب، إلا أن عبد المنعم أبو الفتوح مثلا، فقد كان مختلفا منهجيا منذ البداية.
وأوضح عن أبو الفتوح إن خيرت الشاطر عندما يسمع إن أبو الفتوح هو صاحب البناء الثاني، وهو صحيح بحسب تأكيده، ''بيتنطط'' من الغيظ، وأنه يطيق أن يحتضن ويقبل شيمون بييرز ولا يرى أبو الفتوح.
واستطرد إن الشاطر لا يحب أحدا على الإطلاق، أما أبو الفتوح فهو صاحب البناء الثاني فعلا، لأنه كان يجمع شمل أعضاء التيار الإسلامي مرة أخرى عندما انفرط عقد الجماعة وبالفعل جمع كافة ألوان التيار الإسلامي باستثناء المسلحين والجهاديين.
وقال الخرباوي، إن العقل الجمعي هو الذي يحرك الجماعة، بمعنى أن ليس كل فرد يتخذ قرارته بنفسه، وهذا العقل الجمعي يعطي خلفية دينية وإسلامية لأية موضوع دون إيضاح لطبيعة المكون الإسلامي في هذا الموضوع، حتى أن بعض القرارات يتم تأييدها قبل معرفتها، كما يتم تأييد إلغائها أيضا، وهو إن دلل يدلل على عدم اتباع منهج عقلي، وإنما فقط انسايق وراء كلمة، المنفعة الإسلامية.
ووجه كلامه لمن يطالبوه بالترفق في نصح الجماعة أو حتى نصحها سرا، قائلا، أنا أنصح الأمة من الجماعة وأحذرها، فقد ظللت أنصح الجماعة سرا لثلاث سنوات إلا أنها جماعة لا تنتصح، وأضاف إن المصريين سيرتكبون جريمة إذا ساعدوا على استمرار الأخوان في الحكم، قائلًا: '' إن حدث فحال مصر سيتدهور للأسوأ''.
واستنكر عدم الاستعانة بعقليات مصرية مميزة من قبل الحكومة، مثل الدكتور جلال أمين، الذي وصفه بالعبقرية الاقتصادية، ووصف كل من يحكم مصر الآن بأنهم عقليات ضعيفة وضحلة.
مرسي الإخواني.. من هو؟
وقال ثروت الخرباوي عن الرئيس مرسي إنه كان عضو في الجماعة يتسم بالسمع والطاعة، فهو شخصية تنفيذية من الدرجة الأولى، ضحل الثقافة، يحفظ مجموعة من الخطب المنبرية عن ظهر قلب، ما يفسر نزعته للخطابة في كافة لقاءاته، وهو قطبي أكثر من سيد قطب، فهو بحسب وصفه ''جندي في الصف''.
وأكد أن مرسي لا يستطيع، تنظيميا، أن يتخذ أي قرار بأي خصوص إلا بأمر من رئيسه المباشر، مضيفا ''مرسي أهان منصب الرئاسة''.
وأعطى الخرباوي مثالا لشروط الترقي في الجماعة، بأن حكى طرفة رمزية، ''أن أحدهم توجه إلى المرشد يطلب منه أن يصير مرشدا، فكان رد المرشد، هل أنت غبي، فأجابه الآخر، وهل الغباء من الشروط؟''.
وأضاف خلال ندوة مصراوي، إن قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، أو الغاية تبرر الوسيلة، يعتمد عليها الإخوان بشكل حياتي، في حين أنها في الأصل قاعدة فقهية استثنائية، وقال إن الجماعة تمتلك خبراء ومحترفون في ''المعاريض''، وهي فن إخفاء الحقيقة دون التلفظ بعكسها، وقال إنها تستخدم حتى في التصريحات الرسمية، حيث تم نفي زواج عمر محمد مرسي من ابنة هشام قنديل، في حين لم يتطرق التصريح إلى الحقيقة، وهي خطبتهما، وأضاف إن من يقرر أن يظل على كرسي الحكم بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات يجب أن يعالج نفسيا.
المصريون ضحية التجسس المستمرة
وعن قضية التجسس على المصريين قال، إنه تم نشر أن الجماعة قد أنشأت في مقرها، دورا كاملا دون ترخيص، ليكون شبكة للتجسس، إلا أن هذا الدور تم تخريبه من قبل محترفين حين اقتحم المقر، كما تمت سرقة تسجيلات بعينها، وهو ما يطرح تساؤلات أخرى.
وتابع: ''بالإضافة لتصريح الشاطر بأنه تم رصد مكالمات بين المجلس العسكري والرئاسة، ووصف تصريحات العريان حول تسجيل المكالمات، ثم نفيه للتصريح بعد ذلك، قائلا، يبدو أن العريان لديه عريان آخر فقط لتبرير وتكذيب تصريحاته''.
وقال إن الجماعة استغلت حالة الانفلات الأمني لإدخال هذه الأجهزة، ويعلم الله، إن كان قد أدخلت بدائل عنها في صناديق خيرت الشاطر أم لا.
لياليهم معدودة
وعن استمرار الإخوان في الحكم قال، إنها مسألة مستحيلة وضد التاريخ، وعبر عن ذلك بأن لياليهم في الحكم معدودة، والدليل على ذلك أنهم لا يستطيعون الإطلال من نافذة في بورسعيد.
وقال إن المطلوب في المرحلة الحالية الإعداد لمرحلة انتقالية، ذات حكم مدني عسكري مشترك، وعدم الالتفات إلى فخ الانتخابات الذي ينصبه الإخوان، مؤكدا أن لديهم دراسة دقيقة لإلهاء الشعب بها، تيمنا بنموذج ثورة 19 والبرلمان.
فيديو قد يعجبك: