دراسة: مدارس التحرير وطلابها تعرضوا لاغتيال تعليمي ونفسي
القاهرة – (أ ش أ):
تبدأ الدراسة الأسبوع المقبل في النصف الثاني من العام الدراسي الحالي (2012/2013) وسط صعوبة المضي قدما في العملية التعليمية لعدد من المدارس الموجودة بمحيط ميدان التحرير والتي اغتالتها تعليميا موجات العنف المتلاحقة التي شهدها الميدان مما أصاب تلاميذها وطلابها بأعراض نفسية أكدتها دراسة علمية حديثة أجريت على تلاميذ وطلاب هذه المدارس مؤكدة أن 67 في المئة منهم أصيبوا بالتوتر والقلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة.
استهدفت موجات العنف التي صاحبت الاحتجاجات والمظاهرات المستمرة منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن منشآت الدولة التي يملكها الشعب محدثة بها تلفيات نتيجة لاستمرار العنف وتصاعد موجاته.. وميدان التحرير ومحيطه أصدق دليل على العنف المنفلت الذى طرأ على الشخصية المصرية التي لم تتسم من قبل بالعنف.
وقد طالت دوائر العنف مدارس الحوياتي ثانوي بنات بشارع محمد محمود والليسيه بشارع يوسف الجندي وقصر الدوبارة بميدان سيمون بوليفار محدثة فيها خرابا وتفحما نتيجة لإلقاء زجاجات المولوتوف عليها وسرقتها وتدميرها وحرق معظم متعلقاتها لتتسع دوائر العنف من مساحاتها المحدودة داخل الميدان إلى نطاق المناطق المحيطة بها وتخرج حرية التعبير عن حدودها إلى مساحة جديدة تنتهك بها حرية الآخرين.
وتحتاج مدرسة الحوياتى إلى ميزانية لا تقل عن 5 ملايين جنيه ومدة 6 أشهر لكي يتم إصلاح ما وقع بها من تلفيات مما ترتب عليه نقل طلابها وعددهم 600 طالبة إلى مدرسة عابدين الثانوية لإتمام العام الدراسي الحالي من خلال فترة مسائية تبدأ من الساعة الحادية عشر والنصف صباحا وتنتهى في الرابعة عصرا، فيما شهدت مدرسة الليسيه أحداث عنيفة خلال إحياء ذكرى الثورة فقام بعض البلطجية بسرقتها وإحراق الحضانة والمكتبة وأرشيف الحاسبات وهو ما قدرت خسائره ب 350 ألف جنيه.
ورغم ذلك سوف تنتظم الدراسة بالمدرسة بشكل طبيعي في موعدها الرسمي بعد غد السبت، حيث قررت إدارة المدرسة بدمج الفصول في مبنى البنين لاستيعاب الموقف الحالي حتى تتمكن من إصلاح ما تم تدميره.
ولم تقف تلفيات موجات العنف عند هذا الحد بل إنها نالت من التركيبة النفسية لتلاميذ وطلاب المدارس في المنطقة المحيطة بميدان التحرير، حيث أشرفت الدكتورة داليا عنبة مدرس الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة القاهرة على إجراء دراسة متخصصة حول أثر أحداث العنف التي شهدتها تلك المنطقة أثناء ثورة 25 يناير على تلاميذ وطلاب المدارس الموجودة بها مستهدفة التعرف على الأعراض النفسية المسجلة للأطفال.
وتم إجراء الدراسة على 515 طفلا من تلاميذ الصف الخامس والسادس الابتدائي في 6 مدارس خاصة ومدرستان حكوميتان و3 مدارس تجريبي.
وكشفت نتائج الدراسة أن الإناث أكثر تأثرا بأحداث العنف بنسبة 44 في المئة وأن أعراض هذه التأثير من اكتئاب وتوتر كانت أكثر انتشارا بين تلاميذ المدارس الحكومية والتجريبية عن المدارس الخاصة.
وحددت الدكتورة داليا في دراستها انعكاس مظاهر هذه الأعراض النفسية في تعرض التلاميذ لكوابيس وأحلام مفزعة وضعف في التحصيل الدراسي والتواصل مع الآخرين.
فيديو قد يعجبك: