رفيق حبيب: الدولة العميقة تقود ثورة علمانية مضادة
كتبت - راتان جميل:
قال المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب، المستشار السابق للرئيس، إن الدولة تشبعت عبر عقود بسياسات علمانية، وظهر بعد الثورة تحيز العديد من مؤسسات الدولة للعلمانية وللقوى العلمانية، حتى باتت الدولة تدافع عن العلمانية ضد الخيارات الحرة للمجتمع، وظهر أن الدولة العميقة، أي القيادات المسيطرة على أجهزة الدولة، تقود ثورة علمانية مضادة للثورة الشعبية، وتحاول إقصاء قوى التيار الإسلامي، والسيطرة على مجرى الثورة، لتظل الدولة لها سياسات علمانية وتابعة للمنظومة الغربية العلمانية.
وأشار حبيب، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، الاثنين، إلى أن بقاء الدولة في تلك المعركة يجعل الدولة العميقة تحاول فرض العلمنة مرة أخرى على المجتمع، مما يجعلها تعادي المجتمع، وتتورط في صراعات سياسية، وهو ما يهدد بقاء الدولة.
وتساءل المفكر القبطي، "هل يمكن أن تنحاز الدولة للتيار الإسلامي بعد انحيازها العلماني زمن النظام السابق؟"، مؤكدًا أن الدولة لا يجب أن تنحاز لأي قوى سياسية، ولكن فقط تلتزم بالسياسات العامة والهوية والمرجعية، التي تتشكل تدريجيا من خلال خيارات الناس الحرة.
وأوضح حبيب أن هناك فرق بين التزام الدولة بهوية ومرجعية المجتمع، وبين انحيازها لقوى تيار سياسي، لأنه لا توجد قوة سياسية تمثل هوية ومرجعية المجتمع حصريا، بل توجد قوى متعددة تدافع عن هوية ومرجعية المجتمع، وتحاول تطبيقها بأسلوبها وبرنامجها. لذا فهوية ومرجعية المجتمع، ملكا حصريا له، وعلى الدولة أن تلتزم بها، حتى تتصالح مع المجتمع.
ولفت إلى أنه لا يمكن بأي حال أن تكون الثورة سببا في سقوط دولة، لأن الثورة الشعبية هي حركة مجتمعية لاستعادة الدولة إلى المجتمع، مشيرًا إلى أن النظام المستبد اختطف الدولة لصالحه، والثورة الشعبية تعيد الدولة إلى المجتمع لتصبح ملكا له وأحد أدواته لتحقيق النهضة والتقدم.
وأكد حبيب أن أمام قيادات الدولة خيارات محدودة، فإما بقائها بالحفاظ على الدولة، وإما انهيار الدولة وقياداتها معا، ولا يوجد سبيل للحفاظ على الدولة إلا بتغير أسلوبها لتصبح خادمة للمجتمع وليست وصية ومسيطرة عليه.
فيديو قد يعجبك: