إعلان

يوسف زيدان لمرسي: أخطأتَ مُجدّداً يا رئيس الجمهورية

03:21 م الأحد 14 أبريل 2013

كتب – محرر مصراوي:

قام الدكتور يوسف زيدان بالتعليق على خطاب الرئيس محمد مرسي الذي ألقاء بمكتبة الإسكندرية يوم السبت، موجها عدة انتقادات للرئيس فيما يتعلق بالمكتبة والترجمة السبعينية للتوراة وكونها انجزت بالإسكندرية وليست المكتبة كما تحدث مرسي.

وأضاف زيدان في تدوينات له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الأحد، صدرت جريدةُ الأهرام اليوم مُهلّلةً لكلمة الرئيس مرسى عصرَ أمس فى اجتماع مجلس الأمناء "الدولى" لمكتبة الإسكندرية ، فجاء "المانشيت" بحبرٍ أحمرِ و خطٍّ سميك وهو يقول ما نصُّه : نرفض التمييز . . مكتبةُ الإسكندرية مصريةُ الجذور، دولية الأبعاد، عالمية الرسالة".

ووجه حديثه للرئيس مرسي قائلا: " يا رئيس الجمهورية، ليس كل "تمييز" مذموماً ، فتمييزُ الحقّ من الباطل مطلوبٌ ، ومكتبةُ الإسكندرية ليست مصرية الجذور، فقد أقيمت على أرض مصرية لكن أصولها كلها يونانية، فالملوك البطالمة هم الذين أقاموها و قاموا برعايتها ( وهم يونانيون ) و مُدراؤها الكبار لم يكن فيهم شخص مصري، فى أى يوم من أيام نشأتها الأولى ( و كلهم يونانيون ) وعلماؤها لم يكتبوا حرفاً باللغة المصرية طيلة القرون الطوال الأولى ( و كتبوا باليونانية )".

وتابع: " هنا كان يجب "التمييز" يا رئيس الجمهورية، ولا يجب القفز الذى جاء فى كلمتك حين قلتَ بعد ذلك، بغير مواربة ولا مناسبة : النهضة شجرة أصلها ثابت فى تاريخنا وحضارتنا وعقيدتنا !".

واستطرد زيدان قائلا: " ليس لمكتبة الإسكندرية شأن بعقيدتنا، على علوٍ قدرها، فقد قامت المكتبةُ وازدهرت فى زمنٍ يصفه الجُهال بالزمن الوثنى، ثم خرّبها المتعصّبون لعقيدهم سنة 391 ميلادية، احتفالاً بصدور مرسوم إمبراطوري من "ثيودوسيوس الأول" ينصُّ على أن المسيحية هى الديانة الرسمية للإمبراطورية".

وأوضح استاذ الفلسفة الاسلامية ومدير قسم المخطوطات بمكتبة الاسكندرية السابق، أن " العقيدةُ التى تظنُّها أصلاً لوهج المكتبة القديمة، هى معول الهدم الذى أفنى المكتبة، من قبل ظهور الإسلام بعشرات السنين، وهنا كان يجب عليك (التمييز) وليس الخلط بين الحق والباطل، بين تاريخ المكتبة و مشروعك المسمى "النهضة"

وتساءل زيدان: " تقول يا رئيس الجمهورية ، أو جعلك كاتُبك تقول ، إن الترجمة السبعينية للتوراة تمت فى المكتبة . فهل أردتَ مغازلة اليهود ؟"، متابعا: " حتى إذا أردت ذلك ، فاجعل كلامك على النحو الصحيح، الترجمة السبعينية تمت فى مدينة الإسكندرية، أثناء إنشاء المكتبة أو فى أيام افتتاحها ، و لم تتم فى المكتبة و لا قام بها أهلُ الإسكندرية ، و لا علماؤهم . و إنما أنجزها أثنان و سبعون حَبراً يهودياً، استقدمهم من فلسطين (بطليموس الثانى) الذى افتتح المكتبة، واستقدم من أثينا مُديراً لها".

وقال صاحب اللاهوت العربي: " ليس صحيحاً، يا رئيس الجمهورية، ما كتبوه لك من أن المكتبة "كانت بمثابة أكاديمية للعلوم ومركز للأبحاث، هذا خطأ، ففى الإسكندرية كان المعهد العلمى أو الموسيون ( بيت ربّات الفنون ) هو مكان البحث العلمي والأكاديمى، وكانت ملحقة به مكتبةٌ، هى التى اشتهرت لاحقاً و سطع اسمها فى سماء الإنسانية باعتبارها مكتبة الموسيون، الذى كان يديره "كاهن".

وتابع: " المكتبة لم تستقبل (الفتيات) كما زعمت فى كلمتك التى كتبوها لك، ووضعوا على فمك العبارات ذاتها التى طالما كتبوها لسوزان مبارك، و قرأتها على الملأ، ويمكنك إذا أردت التأكد، مقارنة ما قلته بالأمس بما قالته سوزان مبارك مراراً" .

وتساءل زيدن: "كيف يصحّ يا رئيس الجمهورية أن تقول فى كلمتك كنيسة الإسكندرية هى الكنيسة الكبرى فى العالم المسيحي لعدة قرون، وحتى مجمع خلقيدونية سنة 451 ميلادية، هذا خطأ، ففى الإسكندرية كانت آنذاك كنيسة كبيرة، لكنها لم تكن يوماً هى الأكبر، ولم ينعقد بقربها أى مجمع مسكونى (عالمى ) لرؤساء الكنائس الكبرى  ولم تعترف بسلطتها الكنائس الكبرى، والأكبر كنيسة روما  كنيسة أنطاكية، كنيسة القسطنطينية، فإذا أردت ،، مغازلة المسيحيين لسببٍ أو لآخر، فغازلهم بالتى هى أدقُّ و أفصح!".

وعن قول الرئيس مرسي بعدم تعرضه للحرية ، قال يوسف زيدان : ما بالنا اليوم نُحاكم بالاتهامات المجانية المسماة ازدراء الأديان، إهانة الرئيس، و غير ذلك من الاتهامات التى ما أنزل اللهُ بها من سلطان ؟، ثم تقول " الكل سواسيه أمام القانون " فما بال نائبك العام ليس فى "السواسية" و ما بال مدير المكتبة الواقف بجوارك فى الصورة، وهو الذى أنطقك بما أنطق به سوزان مبارك من قبل، ليس فى السواسية".

وواصل زيدان انتقاداته للرئيس متسائلا: " ألا تعلم يا رئيس الجمهورية إن المدير الواقف بجوارك تجاوز السن القانونية للعمل فى المكتبة، بستة أعوام، وهو يدير المكتبة تحت رئاستك، بينما يُحاكم فى قضايا تخصُّ المكتبة، وجلسات المحاكمات مسترة منذ عامين  وإلى الآن ! و هو جعلك تلتقى بمجلس الأمناء فى القاهرة ، لأنه لا يجرؤ على عقد الاجتماعات فى المكتبة ، اتّقاء لثورة الموظفين الذين دخلوا عليه مكتبه العام الماضى فقفز مديرك من شباك الدور الخامس ، محمولاً على أكتاف العسكر".

و اختتم زيدان رسالته لمرسي قائلا: " يا رئيس الجمهورية  يعلم الله أننى لا أكرهك ولا أحبّك وأننى لا أنتظر منك خيراً و لا شّراً، فما أنا إلا ناصحٌ ، يحزنه الكذبُ و يحزّ فى نفسه التخليطُ و عدمُ التمييز، لاسيما إن جاء على لسان رئيس مصر!".

فيديو قد يعجبك: