لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يهود على النيل.. الطائفة الدينية الأصغر في مصر

10:48 ص الأربعاء 12 يونيو 2013

القاهرة - دويتشة فيلة:

مؤخراً ناقش مجلس الشورى المصري موازنة العام المالي الجديد للحكومة، وقد شهدت مناقشات العام المالي إلغاء بند من موازنة الحكومة كان مخصصاً في السابق للطائفة اليهودية، ويقدر بـ 100 ألف جنيها مصريا (أي حوالى 11 ألف يورو).

ناقش مجلس الشورى المصري موازنة العام المالي الجديد لحكومة هشام قنديل، حيث تم إلغاء  بند من الموازنة كان مخصصا للطائفة اليهودية. نادية هارون نائبة رئيسة الطائفة في مصر تعلق لـDW عربية قائلة :'' هو ليس قراراً وإنما مناقشة خاصة بالميزانية داخل مجلس الشورى ولم تقر بعد، ولقد أرسلنا وجهة نظرنا بالفعل للجهات المعنية لوقف هذا الإجراء''.

كما لا تعتبر هارون أن هذا الموقف يعد مؤشراً لتوجه جديد من جانب الحكومة المصرية تجاه الطائفة، حيث توضح ''أفضل أن امتنع عن تفسير الموضوع بأي شكل كان طالما أن القرار لم يتخذ بعد''. لا تشعر نادية هارون بأن طائفتها مهددة، حيث تؤكد ''نحن مواطنين مصريين، وسيسرى علينا ما يسرى على كافة المصريين''.

اختفاء جزء من المجتمع!

الجالية التي كانت تضم أكثر من 20 ألف يهوديا من أصول وجنسيات مختلفة في مصر الأربعينيات بدأت في التناقص عقب حرب السويس عام 1956 بشكل تدريجي حتى صار تعدادها لا يتجاوز العشرات الآن، وتعلق على ذلك مخرجة الأفلام التسجيلية المصرية نادية كامل، والتي تنحدر من عائلة ذات أصول يهودية حيث تقول لـ DW عربية:'' الطائفة صارت صغيرة جدا، أحيانا أفكر ما هي دوافع بقاء بعض اليهود في مصر؟

ولكن لا أجد إلا مبررات وطنية وسياسية، مثلا عائلة هارون التي تنتمى إليها رئيسة طائفة اليهود المصريين، هي عائلة تنتمى لليسار المصري، لكن النسبة الأكبر من اليهود غادرت البلاد حينما صارت الأوضاع صعبة، ولكن كيف تحملت العائلات اليهودية القليلة أوضاع صعبة أحاطت بها؟''.

تروى نادية كيف كانت تستشعر تلك الحساسية حينما تخبر أحداً بأن لديها عرقا يهودياً، أحياناً ما كان يطرح موضوع مثل ''الموقف من إسرائيل''، وقد لمست هذه الحساسية حينما تم عرض  فيلمها ''سلطة بلدي''، والذى يعتمد على حكايات والدتها ماري روزينتال وهى مصرية يهودية من أصل إيطالي، حيث كانت ماري واضحة في مبرراتها لزيارة إسرائيل، بأنها تريد فقط أن تشاهد عائلتها التي هاجرت إلى هناك منذ 60 عاماً، ولكنها ''لا تقصد من هذه الزيارة أنها ضد حقوق الفلسطينيين''. كما تقول كمال لـ DW عربية :'' ألا يتعجب المصريون من اختفاء جزء من المجتمع!؟''.

لا تتوقف نادية عند أسباب رحيل أو اختفاء هؤلاء اليهود، لكنها توضح :''لم يهتم أحد بالبحث عن الأسباب، حينما أتكلم مع الناس حول طبيعة عائلتي، والتي تحتوى على جد يهودي وأم يهودية، أجدهم يعلقون نعم، كان هناك يهود كثيرين في مصر، ثم يصمتون ولا يحرك الفضول أحد منهم لطرح أسئلة من نوعية أين رحلوا؟ أو  كيف كانوا يعيشون في مصر؟..

ثم تكتشف أن الموضوع محاط بصمت رهيب''، وتضيف نادية :''يبدو أن السكوت مريح. حينما تكلمت والدتي أثناء إعداد الفيلم خرجت مشاعر كثيرة لم أكن أعلمها من قبل رغم أننا كنا نتكلم في الموضوع.

كما أنها أعربت عن  غضب كبير''، في النهاية استطاعت ماري أن تحقق رغبتها حيث زارت عائلتها قبل أن تموت، (وكان ذلك موضوع سلطة بلدي) والآن تقوم ابنتها بإعداد مذكرات ماري اليهودية المصرية للنشر والتي كانت الراحلة ماري روزينتال قد سجلتها بالعامية المصرية.

مزار سياحي

داخل حي الفسطاط بمصر القديمة وهو واحد من أقدم أحياء العاصمة المصرية تتجاور الأديرة القبطية والكنيسة المعلقة مع المعبد اليهودي إلى جانب أقدم جامع في مصر، الذى بناه عمرو بن العاص وحمل اسمه. داخل هذه المنطقة القديمة يقع المعبد اليهودي كنيس بن عزرا، في مشهد سياحي لتناغم الأديان الثلاثة.

يتوسط هيكل خشبي أثرى المعبد اليهودي الصغير. في أكثر من موقع يقف الشمعدان المميز في مواجهة الداخل، بينما تغطى نقوش متنوعة الجدران المكسوة بالأخشاب. يقف عامل عجوز، يتلقى راتبه من وزارة الآثار المصرية، وهو يتساءل كل لحظة ''هل تم صرف المرتبات أم لا!؟'' وأحيانا يجيب عن أسئلة الزوار.

العامل يقف خلف واجهة عرض تتراص داخلها قبعات ''الكيباه'' وبعض الكتيبات السياحية، يسأله أحد الزوار لماذا توجد هذه النجمة؟ مشيراً إلى نجمة داوود المتكررة على الجدران الخشبية، ثم يتابع الزائر المصري بلهجة واثقة :''أليست هذه النجمة خاصة بعلم إسرائيل؟''، فيجيبه العامل ببرود لأنها نجمة النبي داود، ثم يشرح له دلالات نجمة اليهود المقدسة.

طائفة من 20 سيدة

من جانبه يرى المخرج المصري أمير رمسيس صاحب الفيلم التسجيلي ''عن يهود مصر'' أن ''أخطر شيء حينما تتعامل مع هذه الطائفة هو التعميم''، خاصة أن هناك صورة نمطية تم تكريسها منذ الخمسينيات حول اليهود المصريين عموماً ولا تزال مستمرة إلا أنه يوضح لـDW عربية قائلاً :'' يمكنك أن تعتبر أن اليهود المصريين هم ضحايا هذه الصورة النمطية''، حيث يشير رمسيس إلى عملية الربط التعسفية بين اليهود وإسرائيل، ويؤكد أن هذه الصورة النمطية لا يزال لها تأثير حيث أن الملمح الأبرز لأبناء الطائفة اليهودية ''هو الخوف من المجتمع لتوقع وجود كراهية''. كما يقول رمسيس لـ DW عربية أن ''التردد كان سمة الجميع. لهذا كانت عملية إقناع اليهود المصريين للظهور والتكلم أمام الكاميرا عملية صعبة، واستغرقت وقتا طويلا''.

مؤخراً تم انتخاب ماجدة هارون كرئيسة للطائفة اليهودية بمصر، عقب وفاة الرئيسة السابقة كارمن وينشتين، ووسط احتفال مهيب ومقدس داخل المعبد اليهودي الرئيسي بوسط البلد، وهو المكان الوحيد المخصص لشعائر الديانة اليهودية تم جلب حاخام فرنسي من أصل مغربي للصلاة على  كارمن التي رحلت عن عمر يناهز 82 عاماً، هناك لمح المخرج المصري أمير رمسيس سيدة يهودية ترتدى قبعة ضخمة تخفى وجهها تماماً، كان وجهها غاطس داخل قبعة حتى لا يميز أحد ملامحها وهى في طريقها إلى المعبد اليهودي بشارع عدلى وسط القاهرة، والذى تحيط به الحراسات الأمنية طوال الوقت. هكذا تعبر السيدة الخائفة عن شعور منتشر -حسبما يؤكد رمسيس- بين الطائفة المصرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان