موجة عنف جديدة في ''دلتا مصر'' قبل أيام من 30 يونيو
القاهرة - الأناضول:
حملت حركة تغيير المحافظين الجديدة، التي تضمنت 7 محافظين من جماعة الإخوان المسلمين، موجة عنف جديدة، في دلتا مصر، شمال القاهرة، وسط توقعات بأن تكون هذه المنطقة الأكثر اشتعالا في مظاهرات 30 يونيو الجاري المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وكان للدلتا النصيب الأوفر من المحافظين المنتمين لجماعة الإخوان في التعيينات الجديدة، بالرغم من أنها أكثر المناطق المصرية تصويتا ضد الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة خلال الانتخابات الرئاسية العام الماضي؛ حيث تم تعيين 5 محافظين إخوان فيها؛ ليرتفع بذلك عدد المحافظين الإخوان إلى 6 من إجمالي 8 هم عدد محافظي الدلتا.
واعتبر معارضون أن تخصيص هذا العدد لمحافظات الدلتا ''تحديًا'' لهم، وتنفيذًا لما يصفونه بـ ''أخونة'' الدولة، الذي يقصدون به استئثار جماعة الإخوان بالمناصب الهامة في الدولة، كما انه يجهض كافة المبادرات الرامية لتهدئة الأوضاع السياسية في مصر وتجنب العنف..
وفي المقابل، صدرت تصريحات عن عدد من المحافظين الذين تم تعيينهم مطلع الأسبوع الجاري أكدوا فيها أنهم سيخلعون ''عباءة الانتماء الحزبي والسياسي'' وسيعلمون من أجل صالح المواطنين.
وأعلنت الرئاسة الأحد الماضي تعيين 15 محافظا جديدا، بالإضافة إلى نقل اثنين في حركة تعينات جديدة، شملت 6 من العسكريين و7 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ومحافظ واحد من حزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية.
وتركز معظم المحافظين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في محافظات الدلتا، وهم: صبحي عطية يونس (الدقهلية)، وأحمد شعراوي (المنوفية)، حسام أبو بكر الشحات أبو العز (القليوبية)، وأحمد البيلي (الغربية)، وأسامة سليمان (البحيرة)، إضافة إلى جابر عيطة إبراهيم (الفيوم) جنوب غرب القاهرة، وعادل عبد المنعم (بني سويف) جنوبا.
وفي الغربية (وسط الدلتا) وقعت أمس مواجهات عنيفة بين مؤيدين ومعارضين خلال تواجد عدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين أمام مبنى المحافظة لتأمين انتقال أحمد البيلي، المحافظ الجديد، إلى استراحة المحافظة (مكان إقامته) المحاصر من جانب المعارضين، أسفرت عن إصابة 26 شخصا من الجانبين، بحسب إحصاءات وزارة الصحة.
كما قام المئات من المعارضين بإشعال النيران في مقر جماعة الإخوان بمدينة طنطا (مركز المحافظة)؛ ما أدى لتفحم محتوياته بالكامل.
وفي الدقهلية (شمال شرق الدلتا) ألقى مجموعة من المعارضين على مبنى المحافظة قنابل المولوتوف الحارقة، مساء أمس؛ ما ألحق أضرارا ببعض الأبواب والأثاث، وهو ما تبعه اشتباكات محدودة بينهم وبين عدد من المؤيدين المناصرين لجماعة الإخوان.
ويتواصل، اليوم، حصار المعارضين لمقر المحافظة لليوم الثاني على التوالي في محاولة لمنع المحافظ الجديد، صبحي عطية يونس، من دخوله.
وفي المنوفية (جنوب الدلتا)، من المتوقع أن يحتشد أفراد من جماعة الإخوان، اليوم، أمام مقر المحافظة لتمكين المحافظ، أحمد شعراوي، من دخوله؛ نظرا لأنه محاصر من عشرات المعارضين المعتصمين الذين أغلقوا الأبواب بالجنازير.
ويوجد اعتصام آخر للمعارضين أمام مقر محافظة القليوبية (جنوب الدلتا) لمنع المحافظ، حسام أبو بكر، احتجاجا على تعيينه.
وظهرت مشاهد للعنف في محافظة كفر الشيخ (شمال الدلتا)، بالرغم من أنها لم تكن ضمن المحافظات التي شملتها حركة تغيير المحافظين الجديدة، غير أنه يتولاها منذ أواخر العام الماضي محافظ من جماعة الإخوان أيضا، وهو سعد الحسيني، الذي يواجه منذ توليه منصبه احتجاجات، وتصاعدت في اليومين الماضيين.
وصباح اليوم صدر بيان من المحافظة يتهم أنصار الرئيس السابق، حسني مبارك، ومعارضين من حملة ''تمرد'' الشبابية بإحراق سيارته أمام منزله، وهو ما لم يصدر من الحملة رد فوري عليه.
وفي وقت سابق اتهمت الحملة محمد الحسيني، شقيق المحافظ، بالوقوف وراء اقتحام مقرها في محافظة الغربية.
وبالرغم من أن الهدوء يعم محافظات الصعيد الثمانية (جنوب مصر)، والتي حصل فيها الرئيس محمد مرسي على أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، إلا أن محافظة الأقصر السياحية تشهد احتجاجات، خالية من العنف، على تعيين محافظ لها ينتمي لـ''الجماعة الإسلامية'' المتهمة بارتكاب ما اشتهر باسم ''مذبحة الأقصر'' التي راح ضحيتها عشرات السياح، وأوقفت الأنشطة السياحية في المدينة ومصر عامة عام 1997.
ودعت قوى معارضة، على رأسها حملة ''تمرد'' الشبابية الجديدة الشعب المصري إلى التظاهر يوم 30 يونيو الجاري، المواكب للذكرى الأولى لتولي مرسي الحكم، بهدف إجباره على القبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بدعوى ''فشله'' في إدارة البلاد.
في المقابل، شدد حزب ''الحرية والعدالة'' في بيان صحفي له اليوم الأربعاء علي تمسكه بالحوار ودعوة المعارضة للاستجابة للمبادرات العديدة التي تدعو لنبذ العنف، كما أكد علي ''ثقته في وعي الشعب المصري وقدرته على إفشال كافة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضده وتستهدف النيل من أمنه واستقراره''.
ويرشح محللون ''الدلتا'' لتتصدر الاهتمام في وسائل الإعلام خلال مظاهرات 30 يونيو المرتقبة، بموجة عنف جديدة، مستندين في ذلك إلى الحقائق التالية: -
- الدلتا كانت أكثر المحافظات تصويتا لأحمد شفيق، المرشح المنافس لمحمد مرسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو 2012، وبالرغم من ذلك كان لها نصيب الأسد من المحافظين التابعين لجماعة الإخوان.
- ميراث عام من أحداث العنف المتبادل بين المعارضين من جانب وقوات الشرطة أو مؤيدين للرئيس من جانب آخر في محافظات الدلتا، خاصة خلال مناسبات مثل ذكرى ثورة 25 يناير.
سقوط عدد من القتلى بينهم نشطاء سياسيون معارضون خلال هذه الاشتباكات في محافظاات الدلتا، من أشهرهم محمد الجندي، عضو تحالف التيار الشعبي المعارض، ومحمد الشافعي الذي قتل في محافظة الغربية.
- سهولة انتقال أعمال العنف من محافظة لأخرى بالدلتا نظرا لتقاربها.
- تمركز أعداد كبيرة من الموالين لنظام الرئيس السابق، حسني مبارك، في الدلتا، حيث كانت في عهده صاحبة النصيب الأوفر في تولي الوظائف الهامة في البلاد.
وفي المقابل يفسر محللون سبب اختيار محافظين من جماعة الإخوان لمعظم محافظات الدلتا بأنها محاولة من الجماعة للتحكم في الوضع الأمني قبل استفحاله ضد مرسي والجماعة في 30 يونيو.
ومن اللافت أن تفجر الاحتجاجات في الدلتا لم يصاحبه- حتى ظهر اليوم- تفجرا مماثلا في محافظات قناة السويس الثلاثة (السويس والإسماعيلية وبورسعيد)، وهي المدن التي شهدت في يناير الماضي، احتجاجات ضد مرسي هي الأقوى منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011؛ سقط فيها عشرات القتلى من أبناءها خلال مواجهات بين محتجين وقوات الشرطة على أحد الأحكام القضائية.
وسعت السلطات إلى تعويض أهالي القتلى عبر إعلان معاملة أبنائهم بمعاملة ''شهداء ثورة 25 يناير''، وتخصيص تعويضات مادية لهم.
وكان نصيب محافظات القناة في حركة المحافظين الأخيرة حسن رفاعي (مستقل) لمحافظة الإسماعيلية، وسماح قنديل (عسكري) لمحافظة بورسعيد المعروفة بعلاقتها الودية مع الجيش .
فيديو قد يعجبك: