لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حمد بن خليفة.. صانع القوة الناعمة لقطر (بروفيل)

07:08 م الإثنين 24 يونيو 2013

الدوحة -الأناضول:

يستعد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان (61 عامًا)، لتسجيل سابقة نادرة في التاريخ الحديث للعالم العربي، في حال تنازله عن السلطة لولي العهد، نجله الشيخ تميم (33 عامًا)، وذلك بعد نحو 18 عامًا من توليه الإمارة.

وأحاط أمير قطر المجتمعين بمجلس كبار رجال العائلة الحاكمة و''الحكماء''، اليوم الإثنين، علما بقراره تسليم السلطة لولي عهده الشيخ تميم‎، من دون صدور إعلان رسمي من السلطات أو يتم تحديد موعد لتلك الخطوة.

ومجلس العائلة هو ''كبار رجالها سواء من أصحاب المناصب والمسؤولين الحاليين أو السابقين وكبار رجال الأعمال وشيوخ العائلة دون تصنيف يميّز أحدهم على الآخر.

الأمير حمد، الذي كان محور حديث العالم العام 1995 بعد توليه السلطة بانقلاب أبيض على أبيه، أضحى مجددًا هذه الأيام محور اهتمام العالم، منذ أسابيع إثر تواتر تقارير عن قرب نقله السلطة لنجله، بعد سنوات قليلة من نجاح الانتفاضات وثورات الربيع العربي التي دعمتها بقوة بلاده في الإطاحة بحكام ديكتاتوريين مكثوا في مناصبهم لعقود عدة.

ويعد أمير قطر من طراز فريد من حكام الخليج، قاد نهضة اقتصادية وتنموية في بلاده خلال فترة حكمه، وساهم في تطور قطر من جميع النواحي العمرانية والاقتصادية والعلمية والرياضية، حتى أضحى المواطن القطري أعلى دخلاً على مستوى العالم في عهده، وصارت دولة قطر الصغيرة صاحبة قوة ناعمة كبيرة في المنطقة العربية.

ورغم أن قطر لم تعرف أي احتجاجات متأثرة بالربيع العربي، إلا أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 أنه سيتم إجراء أول انتخابات لمجلس الشورى في تاريخ بلاده في النصف الثاني من 2013.

كما جرت في عهده أول انتخابات للمجلس البلدي المركزي في 8 مارس/آذار 1999.

كذلك شهدت البلاد خلال حكمه نهضة دستورية وقانونية، حيث تم في عهده إقرار دستور قطر الدائم عام 2004 بعد الاستفتاء عليه عام 2003.

وأصبحت قطر لاعبًا رئيسيًّا في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد دعمه ثورات الربيع العربي في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا.

ولد حمد بن خليفة آل ثان، في 1 يناير عام 1952، وتولى السلطة بالإمارة في 27 يونيو 1995 بعد قيامه بانقلاب أبيض على أبيه الشيخ خليفة بن حمد آل ثان.

تلقى بن خليفة دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس قطر، ثم التحق بكلية ساند هيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة، وتخرج فيها شهر يوليو/تموز عام 1971م.

وفي نفس عام تخرجه (1971م ) انضم إلى القوات المسلحة القطرية برتبة مقدم وعيّن قائدًا للكتيبة القطرية الأولى والتي أصبحت تسمى الآن: ''كتيبة حمد المتحركة''.

وفي 31 أيار/مايو 1977م بويع وليًا للعهد، كما عيّن وزيرًا للدفاع في التاريخ نفسه.

كما عيّن رئيسًا للمجلس الأعلى للتخطيط الذي يعتبر بمثابة الركن الأساسي في بناء الدولة العصرية.

شغل بن خليفة منصب رئيس المجلس الأعلى لرعاية الشباب منذ إنشائه في عام 1979م وحتى عام 1991م، وقد أولى عناية كبيرة بالأنشطة الرياضية والشبابية من خلال المجلس الأعلى لرعاية الشباب والأندية والأجهزة الرياضية المختلفة.

ويعتبر آل ثان راعي النهضة الرياضية المدنية في قطر، والتي كللت جهوده بفوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

ومنذ توليه مقاليد الحكم عام 1995، قام الأمير حمد بفتح المجال أمام هامش من حرية الصحافة والإعلام بعد إلغاء وزارة الإعلام.

وبعد نحو عام من وصوله لسدة الحكم، تم إطلاق شبكة تليفزيون ''الجزيرة'' التي كان لها دور بارز في تغطية ودعم الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن.

على الصعيد الاقتصادي، شهدت قطر نهضة كبيرة في عهده، حيث أنشأ سوقًا للأسهم، ووسّع الاستثمارات الوطنية في استغلال المعادن الطبيعية في باطن الأرض وذلك بعد الكشف عن امتلاك قطر لأكبر حقل غاز منفرد وثاني أكبر احتياطي في العالم من الغاز الطبيعي.

وكان له رؤية في أهمية التعليم ومردوده على جميع أشكال الحياة، فأوكل مهام تطوير التعليم لزوجته الشيخة موزا بنت ناصر، وأنشأ مدينة تعليمية للتعليم العالي متكاملة من جميع النواحي لتوفّر للطالب المناخ المناسب للتعليم المتميّز، كما أنه استقطب أفضل الجامعات العالمية مثل جامعة كومنولت فرجينيا وكلية كورنيل الطبية فرع قطر وجامعة تكساس أي اند إم وجامعة كارنجي ميلون وجامعة جورج تاون.

على صعيد السياسة الخارجية، لعب أمير قطر دورًا هامًا في حل خلافات بعض دول المنطقة وخارجها كإنهاء الخلاف اللبناني - اللبناني في مايو/أيار 2008 عند رعايته لحوار الفرقاء اللبنانيين الذي انتهى بالتوقيع على اتفاق الدوحة، وساهم أيضًا بتسوية الخلافات بين بعض الدول كالخلاف بين إثيوبيا والسودان، وما زال يرعى مفاوضات من أجل تحقيق السلام في دارفور.

ويذكر له الجميع مبادرته بزيارة غزة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2012، والذي قدّمت قطر خلالها خمسة مشاريع لإعادة إعمار القطاع المحاصر بمبلغ 400 مليون دولار.

ورغم الدور التي تقوم به لدعم صمود أهل غزة، فقد ظلت علاقة قطر بإسرائيل، والتي توطدت بعد افتتاح مكتب تجاري إسرائيلي في الدوحة، في بداية حكم الأمير أحد أسباب توجيه انتقادات له، قبل أن تسوء العلاقة بين البلدين تدريجيًّا في العلن، في أعقاب الدعوات المتوالية لقطر بتحقيق دولي في كل العمليات الإسرائيلية بالقدس ورفضها تهويدها، وتم غلق المكاتب الدبلوماسية الإسرائيلية بالدوحة نهائياً بدأت بالتدريج منذ مارس/آذار 2011.

وإضافة للعلاقات الإسرائيلية، ظلت استضافة قطر قاعدة السيلية وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط والتي ساهمت بشكل كبير في الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، محل انتقاد أيضا من الإعلام القطري أحيانا، إلا أنه إجمالا حظي باحترام كبير من الشعوب العربية لدوره في إشاعة حرية الإعلام في العالم العربي من خلال نموذج فناة ''الجزيرة'' وأبضا دعمه الكبير لثورات الربيع العربي..

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان