''الأزهر والكنيسة''.. اتفقا على تجنب تأييد الرئيس
القاهرة - (الأناضول):
اتفقت المؤسسات الدينية المصرية الإسلامية والمسيحية الرسمية، في ما يبدو على موقف موحد تجاه مظاهرات المعارضة الأحد المقبل المطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، وتمثل هذا الموقف في تجنب اتخاذ موقف مؤيد للرئيس، كما أن البيانات الصادرة من المؤسسات الدينة لا ترفض الدعوات للتظاهر ضد الرئيس، من خلال التأكيد على شرعية المظاهرات ''السلمية'' المعارضة أو على أن المشاركة فيها ''حرية شخصية''.
وجاءت البيانات الرسمية التي تعكس هذا الموقف لكل من الأزهر والكنيسة القبطية بعد يوم واحد من لقاء الرئيس مرسي مساء الثلاثاء الماضي كل من أحمد الطيب شيخ الأزهر والأنبا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية.
وأوضح مصدر كنائسي مقرب من البابا تواضروس، أن الرئيس محمد مرسي طالب شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية خلال لقاء الثلاثاء بـ''التصدي للخارجين على الشرعية، وإعلاء رفضهما لجر البلاد إلى مستنقعات العنف التي ستأتي علي الأخضر واليابس ولن يفوز فيها أحد''، على حد قوله.
إلا أنه، وصبيحة اليوم التالي، أصدر الازهر بياناً رسمياً قال فيه إن ''المعارضة السلمية لولي الأمر جائزة ومباحة شرعاً، ولا يجوز تكفير أحد من المعارضين لخلافه مع الحاكم''.
وأضاف أن ''العنف والخروج المسلح معصية كبيرة ارتكبها الخوارج ضد الخلفاء الراشدين ولكنهم لم يكفروهم ولم يخرجوهم من الإسلام''.
وهو ما يحمل إشارة ضمنية بجواز الخروج علي الحاكم، ودفع هذا الموقف عدداً من قيادات التيار الإسلامي المؤيد للرئيس إلى توجيه انتقادات حادة إلى مؤسسة الأزهر، واعتبرت موقفها تحريضاً ضد مؤسسة الرئاسة، خاصة وأن بيانها يتناقض وما صدر عنها قبل ثورة يناير 2011 من تأييد ضمني للرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به هذه الثورة.
من جانبه، قال الأنبا تواضروس في بيان مقتضب الأربعاء بأن المشاركة في تظاهرات 30 يونيو ''حرية شخصية''.
وكانت السفيرة الأمريكية آن بأترسون قد إلتقت تواضروس قبل يوم واحد من لقائه الرئيس للوقوف على موقف الكنبسة من مشاركة المسيحيين في المظاهرات المتوقعة ضد الرئيس محمد مرسي 30 يونيو الجاري، وأكد لها بابا الكنيسة الموقف نفسه قائلاً: أن المشاركة ''حرية شخصية''، بحسب مصادر مسؤولة في الكنيسة.
وتقدر نسبة المسيحيين في مصر بـ8 إلى 10% من إجمالي السكان البالغ نحو 90 مليوناً، بحسب تقديرات غير رسمية، ولا يوجد إحصاء رسمي بذلك.
وحظيت مؤسستا الأزهر والكنيسة القبطية في مظاهرات المعارضة أمس الجمعة بهتافات تأييد لموقفهما، ورفع متظاهرون معارضون في ميدان التحرير بالقاهرة شعارات من قبيل: ''الأزهر والكنيسة..خط أحمر''، في إشارة إلى رفضهم أي تهديد لهم من جانب السلطة.
وفي الوقت الذي انحازت فيه بشكل ضمني المؤسسات الدينية الرسمية في إلى جانب الشارع، فيما كانت مواقفها إبان ثورة 25 يناير، شبه مؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك، أعلنت ''الهيئة الشرعية للإصلاح'' دعمها للرئيس محمد مرسي، وشارك علماؤها في المظاهرات المؤيدة له، واعتبرت قيادات حركة ''تمرد'' المعارضة الداعية للتظاهر ضد مرسي خارجة على الحاكم.
وتعد الهيئة الشرعية للإصلاح ،هيئة غير رسمية، تشكلت أبان ثورة يناير لمواجهة موقف الأزهر شبه المؤيد لمبارك في ذلك الحين، ـوتضم الهيئة أكثر من 200 عالم من مختلف التيارات الإسلامية وفي مقدمتهم الإخوان المسلمون والتيار السلفي.
فيديو قد يعجبك: