خبراء: إجلاء السفارة الأمريكية لرعاياها إجراء تأميني لا يعبر عن موقف سياسي
كتبت- علياء أبو شهبة:
أعلنت السفارة الأمريكية في القاهرة صباح اليوم السبت عن إجلاء 45 من أسر العاملين والدبلوماسيين فيها ، حفاظا على حياتهم بعد التطورات الأخيرة في مصر، و يأتي هذا في الوقت الذي أذاعت فيه شبكة CNN الأمريكية عن أنه تم وضع حوالي مائتين من قوات المارينز، المتمركزة في ايطاليا واسبانيا، بحاله تأهب حال اندلاع اعمال عنف قد تهدد مواطنيها.
يأتي هذا بعد بيان وزارة الخارجية الأمريكية أمس، عن قلقها من تطور الأحداث في مصر، و عن سماحها لموظفي السفارة والقنصلية وعائلاتهم بمغادرة مصر جراء عنف متوقع خلال احتجاجات 30 يونيو الجاري، استبقتها مصادمات واشتباكات بين موالين ومناهضين للرئيس.
كما واكب ذلك التصريحات المؤثرة لأسرة المواطن الأمريكي الذي لقى مصرعه أمس في محافظة الإسكندرية خلال الاشتباكات، بسبب طعنة في الصدر أسقطته قتيلا، وهو ما تداولته وسائل الإعلام العالمية بكثافة خلال الساعات الماضية.
كل هذه الإجراءات تثير التساؤل حول مدى تأثيرها على مجريات الأحداث في مصر، وهل ترتبط بموقف الإدارة الأمريكية من النظام الحالي، و مدى تأييده له، ''مصراوي'' رصد أراء الخبراء حول هذه الاجراءات و تأثيرها على الأحداث الحالية.
ليس له تبعات سياسية
وذكر اللواء عمر الطاهر، وكيل اللجنة الدستورية و التشريعية السابق في مجلس الشعب، أن القرار الذى اتخذته السفارة الأمريكية مجرد إجراء احترازي، مستبعدا أن يكون له أي تبعات سياسية.
كما أكد الطاهر على أن الوقت مازال مبكرا على استباق الأحداث فيما يتعلق بتداعيات مظاهرات الغد، المناهضة للنظام الحالي، مشيرا إلى المحاولات التي يبذلها الجيش من أجل تحقيق المصالحة الوطنية بين كافة الأطراف، وهو ما يتوقع أن يساعد في تحقيق التهدئة.
وأضاف اللواء عمر الطاهر قائلا لمصراوي إن السفارة الأمريكية كانت قد حذرت رعاياها قبل يومان من الأحداث من التواجد في أماكن حدوث الاشتباكات، كما أعلنت أيضا عن توقف نشاطها يومي الأحد و الاثنين، وهو ما يعنى أن الاجراءات ليست وليدة تطور الأحداث، ويشير إلى أن المواطن المتوفى في الإسكندرية أمس خالف تعليمات السفارة، ونزل على مسؤوليته الشخصية.
إشارة للتخلي الإخوان
وقال دكتور سامي الشريف، أستاذ الإعلام في الجامعة الأمريكية، إن المتابع لوتيرة الأحداث في مصر يمكنه أن يتبين تصاعد حدة التوترات في الشارع المصري، نظرا لما نشهده من انقسام و هو ما يعتبر تهديد حقيقي لأمن و استقرار مصر، وبالتالي فإن إجراء السفارة الأمريكية يعتبر رد فعل طبيعي.
كما أشار الشريف في تصريحاته لمصراوي، إلى أن تأمين دولة كبرى لرعاياها يعتبر إجراء طبيعي، هدفه حماية مصالح المواطنين الأمريكيين، فضلا عن أنه إشارة لبدء تخلى الإدارة الأمريكية عن النظام المصري، وذلك من خلال التشكيك في قدرته على حماية مواطنيه.
أضاف بأن السلطات الأمريكية اتخذت نفس الإجراء خلال أحداث ثورة يناير، وبمرور الوقت تغير موقفها لتقف في صف الشعب المصري الذي أراد تغيير قيادته، لأنها رأت أن دفة الأمور تتجه ناحية الشعب، وهو ما يوضح أن احتجاجات الأيام القادمة سوف تحدده، لأن الإدارة الأمريكية في النهاية تبحث عن تحقيق مصالحها.
ليس لديهم ''عزيز ولا غالي''
أكد دكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، على أن الإدارة الأمريكية تتصرف بشكل استبقائي، و بالتالي فإن الإعلان عن تحرك جنود المارينز لتأمين سفارتها و مواطنيها يأتي لمواكبة الأزمة الأمنية المتوقعة عند حدوث مظاهرات 30 يونيو، حيث أن النظام الأمريكي برجماتية لا ينتظر وقوع الحدث للتحرك للتصدي له.
كما أشار سلامة إلا أن الإجراء يشير أيضا إلى أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية للنظام لن يستمر طويلا إذا ما فشل النظام في تحقيق مصالحها، لأنها ليس لديها عزيز و لا غالى.
من جانبها، أشارت داليا زيادة، مدير مؤسسة ابن خلدون لحقوق الإنسان، إلى أن الحالة الأمنية السيئة هي التي دفعت الإدارة الأمريكية للإعلان عن هذا الإجراء، وهو ما ترى زيادة أنه إجراء تم بالفعل اتخاذه قبل أسابيع، ولكن تم الإعلان عنه اليوم.
كما أوضحت زيادة ، أن جنود ''المارينز'' متواجدون بالفعل لحماية السفارة الأمريكية، ورفضت الربط بين هذا الإجراء الذي وصفته بأنه احترازي، وبين موقف الإدارة الأمريكية من النظام الحالي، والذى ترى ''زيادة'' أنه مازال مؤيدا لبقاء النظام، وهو ما أشارت إلى احتمالية تغييره خلال الأيام القادمة وفقا لمجرى الأحداث.
فيديو قد يعجبك: