صباحي: عزل مرسي ليس انقلابا عسكريا.. والشعب يريد تفعيل مكتسبات الثورة
باريس- أ ش أ:
قال حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى المصرى إن عزل الرئيس السابق محمد مرسى ليس ''إنقلابا'' عسكريا.
وأضاف صباحى -فى حديث لصحيفة "لوموند" نشرته اليوم على صفحتها الالكترونية- أن الشعب المصري, أوضح موقفه في 30 يونيو وقام بعزل مرسي "الذى انتهى" الآن..مشيرا إلى الشعب يريد تفعيل مكتسبات ثورة 25 يناير 2011 لبناء ديمقراطية حقيقية ومفيدة للجميع.
وتابع: إن مرتكبى أحداث العنف الحالية من جانب المؤيدين لمرسي, يريدون إغراق البلاد في حرب أهلية "وبعون الله, سوف نقوم بمنعهم وإعادة إطلاق الثورة".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن بناء ديمقراطية فى إطار "إنقلاب"..شدد صباحى على أن ما حدث فى الثالث من يوليو الجارى ليس إنقلابا لأن وجود رئيس دولة منتخب لا يعنى أن الشعب لا يحق له أن يحكم عليه "ونحن احترمنا نتائج الانتخابات.. لكن مرسي قد خطف العملية الديمقراطية لإقامة دكتاتورية جديدة".
وتابع "لقد رأينا ذلك بشكل واضح في نوفمبر الماضى عندما أعطى لنفسه صلاحيات استثنائية بمرسوم.. وسرعان ما وصلنا إلى نقطة شعر خلالها الغالبية من السكان بالاستهزاء بإرادتهم وبقيم الثورة, وهذا هو السبب في أننا قررنا الدعوة الى انتخابات مبكرة".
وأضاف صباحي "أن مرسى لم يعاملنا أبدا كشركاء حقيقيين واقترح علينا (المعارضة) مقعدين أو ثلاثة مقاعد فى الحكومة ليس أكثر لأن مفهوم الديمقراطية بالنسبة لمرسي "زخرفيا", ولم يسع (الرئيس المعزول) أبدا إلى فتح حوار بشأن القضايا الهامة وعلى رأسها العدالة الاجتماعية أو الانعاش الاقتصادي".
وعن اعتقال عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وإغلاق القنوات التليفزيونية الإسلامية..أكد صباحي أنه طالب الجيش بالإفراج في أقرب وقت ممكن عن العاملين في هذه القنوات "ولكن أوافق لفترة قصيرة على قرارات اغلاق تلك القنوات لانها تحرض على الكراهية بل والقتل".
وردا على سؤال عما إذا كان يمكن توجيه الأمر نفسه للعاملين فى القنوات الليبرالية..قال "انه ينبغى التوصل إلى مدونة وقواعد سلوك تطبق على جميع القنوات وليست الإسلامية فقط"..مضيفا انه يجب إعطاء فرصة جديدة للقنوات التي تم إغلاقها عندما يضعف التوتر (الحالى).
وأعرب عن معارضته للاعتقالات.. معتبرا أن الحوار الإقصائي الذي يردده البعض ضد الإخوان المسلمين ليس ظالما فحسب بل ويؤدي إلى آثار عكسية..مضيفا "لم نتظاهر ضد تواجدهم بل ضد سياستهم السيئة للغاية".
وعن توقعاته لردة فعل جماعة الاخوان المسلمين على المدى المتوسط..اعتبر صباحي أن هناك خيارين أمام قيادات "الإخوان المسلمين"..فالخيار الأول يتمثل في الموافقة على رغبة الشعب وبذل الجهد في فهم أسباب خروج الكثير من الناس ضدهم, وبذلك قد يتمكن الإخوان من الاندماج من جديد في العملية الديمقراطية وتحمل مسئوليتهم في تسيير البلاد.. والخيار الآخر يرتكز على العودة إلى السرية والعنف, وهذا سيكون أمرا سيئا لهم وللمجتمع.
وردا على سؤال حول ثقته فى الجيش ..قال صباحى "نثق في الجيش لأنه قام باختيار إرادة الشعب, وسيكون له تأثير واضح في إدارة المرحلة الانتقالية, ولكن لا أعتقد أن القوات المسلحة ترغب في إدارة البلاد"..مضيفا "اقترحنا أن تنتهي المرحلة الإنتقالية بعد ستة أشهر من خلال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية".
وحول رد فعله إذا ما ترشح إلى الانتخابات الرئاسية وفاز بها ولم يرض الإسلاميون عن سياسته وإحتشدوا فى مظاهرات على غرار حركة تمرد وطالبوا بعزله..أكد صباحى انه فى هذه الحالة سيتنحى "بدون تردد" وانه لن يسمح لنفسه في مثل هذا الموقف ب` "اللعب بمقدرات الوطن, وسينصاع لإرادة الشعب الذي يجب أن يجد رئيسا آخر أكثر كفاءة".
وردا على سؤال عما كان يتعين على مرسى القيام به لكي يتجنب هذا المصير.. اعتبر زعيم التيار الشعبى المصرى "أن الرئيس المعزول كان بإمكانه أن يقوم بأمور عدة , خاصة تشكيل لجنة لمراجعة الدستور الذي تمت صياغته في عجلة من الأمر, دون مشاورات مع المعارضة..وأيضا تأخير آجل الاستفتاء على هذا الدستور, مما كان سيعطي الوقت اللازم لإيجاد توافق في الآراء, كما كان بإمكانه أن يتجنب تعيين محافظين غير أكفاء يخدمون مصالح جماعة "الإخوان المسلمين" عوضا عن خدمة الشعب "ولكنه لم يفعل أيا من هذه الأمور".
فيديو قد يعجبك: