الألعاب النارية.. احتفال بالانتصارات وسلاح في الاشتباكات
كتبت- هبة البنا:
نصعت صورة الموجة الأولى من الثورة المصرية في 2011، من خلال البصمات المصرية الخالصة المتجسدة في خفة ظل المتظاهرين، والنكات ذات الإسقاطات الواضحة، وطافت العالم بهذه السمعة حتى أطلق عليها ''الثورة الضاحكة''.
لم يتوقف المصريون عن ابتداع الجديد، فهذه الموجة التي بدأت في 26 يونيو الماضي، أيضا كان لها سماتها، التي لم تملأ فقط ميادين مصر، وإنما فضاءها أيضا.
الألعاب النارية كانت عنصرا أساسيا في هذه الموجة، فإذا مررت بسماء أي ميدان من ميادين الثورة لابد وستلاحظ بوضوح الانفجارات المبهجة التي تضيئها بألوان الطيف بين الحين والآخر، بصخبها المخيف أحيانا، والذي يزداد بعثا للخوف مع ارتباطه بأحداث شغب أو اشتباكات، خاصة وأن صوتها يشبه كثيرا صوت طلقات الرصاص.
ومع هذا يبدو المتظاهرون بالميادين معتادون على هذه الانفجارات المتكررة، بل إنهم في معظم الأوقات لا يعيرونها انتباها.
لم تكن الألعاب النارية بجديدة على الثوار، فقد اعتاد ''الألتراس'' على استخدام ''الشماريخ'' سواء في المباريات أو التظاهر، لكن الألعاب النارية التي تصل إلى السماء لم يبرز استخدامها لهذا الحد إلا في الأيام الأخيرة.
أول ما ظهرت، ظهرت يوم الجمعة 26 يونيو في شكل احتفالي حيث تزينت سماء ''قصر الاتحادية'' بأنوارها حين تجمهر المتظاهرون لديه للمطالبة برحيل الرئيس السابق محمد مرسي.
ورأيناها في تسجيلات للأحداث الأخيرة لدى ''الحرس الجمهوري'' حيث استخدمها المتظاهرون في اشتباكاتهم مع قوات الجيش.
وأكد أحد بائعي الألعاب النارية بميدان التحرير على ذلك حيث قال إن بعض المتظاهرين يشترون الألعاب النارية وقت الاحتفالات، والبعض يبتاعها في وقت الاشتباكات لاستخدامها كسلاح.
كذلك أكد أحمد 24 سنة - أحد المتظاهرين بميدان التحرير- أن الألعاب النارية سلاح فعال في أية اشتباكات فهي بمثابة قنبلة، إذا أطلقت على ارتفاع قريب فإن لها آثارا مؤذية على الجانب الآخر.
يتواجد في ميدان التحرير وحده نحو خمسة عشر بائع لهذه السلعة الجديدة في السوق المصرية، بين متجولين وأصحاب عربات، يزدادوا الليل وفي التظاهرات الكبيرة، وفي أوقات الاشتباك.
وقال بائع آخر إن أسعار الصواريخ ''الألعاب النارية''، تتراوح بين 15 جنيه، و200 جنيه، وتختلف في قوتها وعدد الطلقات بها وكم الألوان عند الانفجار، فأفضل نوع هو ''التورتة'' وهو يصنع ألوانا كثيرة في السماء على ارتفاع عالي وبانفجار كبير، وهو يبدأ من 85 جنيه العلبة الصغيرة، وصولا لمائتي جنيه علبة بها 49 طلقة.
وأكد أن رواج سلعته يزداد في الليل وفي الاشتباكات أو الاحتفالات، مشيرا إلى أنه حقق مبيعات قياسية في 30 يونيو وما بعده، حيث قال ''ياريت الدنيا تفضل على طول كدا، نبقى مبسوطين أوي''.
وأوضح أنه يبيع بين 30 لـ 60 صاروخا في أيام التظاهرات الكبيرة، بينما قد تمر عليه أياما في الأوقات العادية دون أن يبيع.
فيديو قد يعجبك: