العربية لحقوق الإنسان تطالب بتجميد إجراءات فض اعتصام رابعة ''مؤقتا''
كتبت - هاجر حسني:
أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عن عميق قلقها من إجراءات وتداعيات فض تجمعات جماعة الاخوان المسلمين وحلفائها، في تقاطع رابعة العدوية القاهرة وميدان نهضة مصر بمحافظة الجيزة، بدءًا من الساعة السادسة والنصف صباح اليوم الأربعاء، ليشهد سلسلة من المواجهات والاقتحامات للعديد من المراكز الأمنية ومؤسسات الحكم المحلي في عدد من المحافظات.
وأكدت المنظمة فى بيان أصدرته مساء اليوم، إدانتها للجوء السلطات المصرية إلى خيار فض التجمعين بالقوة، والذي أدى إلى سقوط العشرات من القتلى ومئات الجرحى.
كان الدكتور محمد فتح الله المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، قد أعلن عن ارتفاع عدد حالات الوفاة والمصابين جراء الاشتباكات التي وقعت اليوم بالقاهرة وبعض المحافظات إلى 95 حالة وفاة و874 مصاب.
من جانبها أوضحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن قياديين بجماعة الإخوان المسلمين قد أكدوا ان عدد القتلى يبلغ المئات ويتزايد بين ساعة وأخرى، بينما أفادت مصادر ميدانية وشهود عيان أن عدد القتلى يجاوز 50 قتيلاً، بينهم 7 من رجال الشرطة، وأن قرابة 25 منهم سقط في تجمع تقاطع رابعة العدوية، بينما سقط آخرون في تجمع ميدان نهضة مصر وثلاث محافظات خلال محاولة تجمعات الاخوان وأنصارهم اقتحام مراكز أمنية ومؤسسات الحكم المحلي.
ورأت المنظمة أنه بينما لا يمكن وصف التجمعين المتواصلين منذ أكثر من شهر بصفة التجمع السلمي، نظرًا للجوء قطاع من المتجمعين لحمل واستخدام الأسلحة الآلية والمسدسات والخرطوش، والممارسات التي رافقت التجمعين خلال الأسابيع الخمسة الماضية، والتي يشكل بعضها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وسيادة حكم القانون، فإن كلفة خيار فض التجمعين بالقوة تبقى باهظة للغاية بغض النظر عن أعداد الضحايا من قتلى وجرحى، وبالرغم من رفض المحتجين التجاوب مع دعوات السلطات لفض التجمعين اختيارًا، وبغض النظر عن مدى التزام القوات الأمنية، بقواعد التعامل مع الإضطرابات المدنية وقواعد الإشتباك المسلح.
كما رأت المنظمة أن خيار فض التجمعين بالقوة، يشكل انتقاصًا من القوة الأخلاقية التي تمتعت بها ثورة الثلاثين من يونيو 2013، مطالبةً السلطات المصرية بأقصى درجات ضبط النفس، بتجميد الإجراءات الجارية تجاه تجمع تقاطع رابعة العدوية مؤقتًا، والسماح بممرات آمنة لخروج الموجودين في التجمع.
وشددت المنظمة على ضرورة إجراء تحقيق مستقل في الأحداث التي جرت؛ لبيان مدى الالتزام بتطبيق قواعد مواجهة الإضطرابات المدنية وقواعد الإشتباك، وذلك للنظر في الإدعاءات بشأن الإفراط في استخدام القوة، وضمان محاسبة المخالفين.
وأعربت المنظمة عن إدانتها، لقيام بعض أعضاء جماعة الاخوان المسلمين وحلفائهم للعنف واستخدام الأسلحة الفردية المتنوعة، سواء في مواجهة إجراءات الشرطة لفض التجمعين، أو في أثناء التحركات الغاضبة في عدد من المناطق والمحافظات وفي اقتحام بعض المنشآت العامة، مؤكدةً أن الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام صحيحة، إلى جانب صحة ما أوردته مصادر ميدانية وشهود عيان من قيام عدد من الموجودين، بتجمع تقاطع رابعة العدوية باستخدام بنادق آلية ومسدسات وخرطوش لاستهداف قوات الشرطة فور شروعها في محاولة فض التجمع، وتكرر المشهد في حوالي الواحدة ظهرًا في شارع جامعة الدول العربية بالجيزة، حيث قام بعض المتظاهرين بإطلاق رصاص البنادق الآلية على مصفحات الشرطة، التي أطلقت الغازات المسيلة للدموع لمنعهم من إحراق سيارات الشرطة واقتحام محطة وقود، ثم محاولة إقامة اعتصام جديد في ميدان مصطفى محمود بنفس المنطقة.
وأكدت المنظمة أن بعضًا من عناصر الإخوان، أضرموا النيران في عشرات من السيارات الخاصة بسكان محيط منطقة رابعة العدوية، ما فسره أحد المصادر بالرغبة في إحداث سحابة دخانية لمنع تقدم القوات الأمنية، كذلك قام أعضاء جماعة الاخوان المسلمين باستخدام الأسلحة النارية خلال مسيرات في ست محافظات، على نحو أثار حالة من الذعر بين المواطنين، وقد انتهت هذه المسيرات باقتحام ثلاثة مراكز أمنية في الفيوم ''طامية'' والجيزة ''الوراق'' والبحيرة ''دمنهور'' وإحراقها بالكامل، فضلًا عن محاولة اقتحام سجن المنصورة العمومي، ومحاولة اقتحام ستة أقسام شرطة أخرى تصدى خلالها الأهالي؛ لمعاونة الشرطة في صدها.
وتابع البيان أن هذه المسيرات تواصلت وقامت باقتحام دواوين محافظات البحيرة والإسكندرية والفيوم وإحراقهم بالكامل، فضلًا عن إحراق منزل محافظ الفيوم، وإطلاق النار على موكبه، ما أدى لإصابة سائقه، كذلك جرت محاولة اقتحام ديوان محافظة السويس وتراجعت بعد تصدي قوات الجيش لها بإطلاق النيران التحذيرية المكثفة في الهواء، كما وردت أنباء غير مؤكدة عن محاولة اقتحام ديوان محافظة الجيزة.
وأشارت المنظمة إلى تواصل استهداف الكنائس، في ثلاثة محافظات، بعد موجة من الهجمات على الكنائس والمنازل والمحلات التجارية، المملوكة لمسيحيين خلال الأيام العشرة الماضية، وجرى اليوم الإعتداء على خمسة كنائس وإحراق اثنتين منهما بالكامل في محافظتي سوهاج والمنيا.
ورأت المنظمة أن قيام قطاع من أعضاء جماعة الاخوان وأنصارهم، باللجوء للعنف واستخدام الأسلحة الحية والخرطوش، يقوض وصف السلمية عن تجمعاتهم واحتجاجاتهم، ويغذي إثارة الرأي العام ضدهم، ويضر على نحو بالغ بحقهم المشروع في الاحتجاج.
وقالت المنظمة أنه وبغض النظر عن الانقسامات السياسية الحالية، فإنه من واجب السلطات المصرية أن تعلن الحداد العام على أرواح الضحايا من مختلف الإنتماءات، مؤكدةً أنها ستواصل العمل المكثف خلال الساعات المقبلة؛ لتدقيق المعلومات الواردة إليها، والتفاعل مع ما يستجد
فيديو قد يعجبك: