إخوان سوريا: التواصل مع إخوان مصر لم ينقطع
القاهرة - (د ب أ):
وصف المراقب العام لإخوان سوريا رياض الشقفة اتهام السلطات السورية للمعارضة باستخدام السلاح الكيماوي بأنه "كلام فارغ لا يستحق الرد أو التعليق عليه لكونه خارج نطاق العقل أصلا"، مضيفا أن تواصل إخوان سوريا مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر لم نقطع.
وتساءل الشقفة في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"هل من المعقول أن تقتل المعارضة أبناءها؟"، موضحا أن "كثيرا من الأطفال في القرى والبلدات التي ضربت بأسلحة كيماوية هم من أبناء المقاتلين وعائلاتهم".
ووصف الشقفة سقوط آلاف القتلى والمصابين جراء استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وفقا لما تؤكده المعارضة، الأسبوع الماضي بأنه "جريمة بشعة لنظام لا علاقة له بالإنسانية".
وأضاف :"أستغرب لماذا لم يسمح للمفتشين الأمميين المكلفين بالأساس بالتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية بالوصول إلى موقع الهجوم ليوثقوا ما حدث وهم على مسافة قريبة جدا منه .. إذا كان النظام يمنعهم من التحرك فهذا نظام مجرم وهذا أمر متفق عليه ، أما إذا لم يتحركوا هم من تلقاء أنفسهم فهم شركاء له بالجريمة".
وأردف :"لماذا لا يسمح النظام للمفتشين بالتحقيق إذا كان بريئا ولم يفعل شيئا؟.. ولماذا لا تسرع المنظمات الدولية للتحقيق في وقوع تلك الجريمة ومن وراءها؟.. أما ترك الأمور هكذا للاجتهاد من بعد فهو أمر لم يعد مقبولا".
وحمل المراقب العام لإخوان سوريا النظام مسؤولية تفجير الصراع بين الأكراد ومقاتلين إسلاميين متشددين من المعارضة السورية في المناطق ذات الأغلبية الكردية بسورية.
وأوضح :"تحليلاتي الأولية حول هذا الصراع أن نظام بشار (الأسد) هو من يلعب تلك اللعبة التحريضية.. هو يريد أن يقول للعالم إنه إذا سقط أو اختفى فسيختفي الجميع أيضا.. يريد تحديدا أن يخيف الأقليات من سقوطه".
وتابع :"هناك متطرفون في الجانبين.. أي مقاتلي دولة العراق والشام الإسلامية والبيدا الكردية.. كلاهما له ارتباطات خارجية".
وأردف :"حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) له ارتباطات وتنسيق مع النظام السوري الذي سلمهم المعابر على الحدود مع العراق ليسيطروا عليها، ومن هنا بدأ الخلاف".
واستبعد الشقفة أن يكون هذا التصعيد قد نتج عن محاولة مقاتلين إسلاميين السيطرة على مناطق نفوذ تتميز بعائداتها المالية ومواقعها الجغرافية بعد ما تردد عن احتمال شراء الاتحاد الأوربي النفط من المعارضة السورية.
وأضاف :"هذا كلام فارغ.. فحتى لو أقدم الاتحاد الأوروبي على تلك الخطوة، فهو لن يشتري النفط من جبهة النصرة أو مقاتلي دولة العراق والشام الإسلامية أو حزب الاتحاد الديمقراطي.. هناك مجالس حكومية تشكلت في المناطق المحررة والأخيرة هي من سيتعامل معها المجتمع الدولي".
ورفض الشقفة اتهامات وجهت له من قبل بعض القيادات الكردية بتأييد جبهة النصرة وغيرها من الفصائل المسلحة المتشددة، مقللا من تأثير هذه الاتهامات على مستقبل الإخوان بالعمل السياسي بسوريا.
وأكد :"لا علاقة لنا بالنصرة ولا ننشئ أي علاقة مع أي جهة متطرفة بالأساس.. نحن تيار وسطي ونعمل على نشر تلك الوسطية في عموم البلاد".
كما استبعد الشقفة وجود تأثير للأحداث الراهنة بمصر على مستقبل الإخوان بسوريا، ورأى أن من وصفهم بـ "قوى الاستكبار العالمي" لا يريدون نشر الديمقراطية في البلاد العربية.
وقال :"يؤيد الجميع الديمقراطية إلا إذا نجح الإسلاميون، وهذا منطق غير أخلاقي.. الديمقراطية هي إرادة الشعب.. والشعب المصري انتخب الإخوان فبأي حق يتم الانقضاض على ذلك.. صناديق الاقتراع وحدها هي من تعطي التفويض لا المظاهرات بالشارع".
واستنكر الشقفة القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان في مصر محمد بديع وتقديمه وآخرين من قيادات الجماعة للمحاكمة، كما استنكر ما تردد حول احتمالية حظر الجماعة أو حلها.
وشدد :"جماعة الإخوان تعتبر مدرسة ومؤسسة لها كيان وفكر ووجود بالمجتمع المصري، كما أنها تؤمن بالديمقراطية والسلمية، ومن ثم فإن حظر عملها يعد اعتداء علي حقوق الإنسان".
وحول احتمال تأثر العلاقات بين مصر وسوريا إذا تمكن الإخوان من المشاركة في السلطة في المستقبل، قال الشقفة :"نحن سنهتم ببلدنا أولا.. فهي تحتاج منا عشرات السنوات لنبني ما تهدم، قبل أن نفكر في علاقتنا مع باقي الدول".
وتابع :"يجب أن يعي الجميع أننا لسنا ضد الانقلاب العسكري الذي حدث بمصر لكونه انقلب على الرئيس محمد مرسي أحد قيادات الإخوان بل لأنه بالأساس انقلب على الديمقراطية".
ونفى الشقفة وجود أي توجهات لدى التنظيم الدولي للإخوان للعمل على زعزعة الاستقرار في مصر، موضحا :"التنظيم الدولي ليس تنظيما مترابطا بالشكل الكامل المعني، وما يحدث من اجتماعات تشارك بها قيادات التنظيم من كل بلد لا تعدو كونها اجتماعات لتبادل الخبرات ووجهات النظر".
وأكد :"لم يحدث أن اجتمع التنظيم الدولي بعد عزل مرسي كما تردد.. فهناك اتفاق داخل التنظيم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة".
وأردف :"التنظيم يهتم في المقام الأول بالعمل الدعوي والتربوي .. وموقفنا في التنظيم أننا ضد الانقلاب العسكري في مصر أيا كان الحاكم المنتخب الذي تمت الإطاحة به وليس لكونه قيادة إخوانية".
وكشف الشقفة أن التواصل بينه وبين قيادات الإخوان في مصر لم ينقطع ، مشددا على أن ذلك يأتي في إطار الموقف الطبيعي والإنساني، وقال :"هل تتوقعون منا أن نبتعد ونقطع الاتصال.. نحن نتصل لنطمئن عليهم وهذا أمر طبيعي وموقف إنساني.. ولا صحة لتوجيه دعم لأننا لسنا دولا لنقدم دعما ، باستثناء الدعم المعنوي عبر الأحاديث والتصريحات".
وجدد الشقفة التعهد بالتزام إخوان سورية بنتائج أي انتخابات ستجرى بالمستقبل أيا كان الفائز بها، وقال :"نحن دعاة ديمقراطية، وقرارنا أنه حتى لو تحققت لنا الأغلبية فلن نحكم بمفردنا وسنشرك الآخرين".
وكشف مراقب عام إخوان سوريا اعتزام تنظيمه فتح مكاتب تتبعه في المناطق المحررة بربوع الأراضي السورية، وقال :"افتتحنا مؤخرا مكتبا لنا في حلب وسوف نفتح مكاتب في باقي المناطق المحررة التي نجد فيها عونا وتعاطفا من قبل الأخوة أهل تلك المناطق.. وأتوقع أن يكون لنا مكتب بكل محافظة حتى نعود لبلدنا ونمارس عملنا".
فيديو قد يعجبك: