موسى: مصر لا يمكنها فعل شيء لسوريا.. والطوارئ لا تمثل عودة للخلف
باريس- أ ش أ:
أكد عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق ورئيس لجنة صياغة الدستور الحالي أن الشعب المصري أسترد مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو.
وأكد موسى – في حديث لصحيفة ''لوفيجارو'' الفرنسية في عددها الصادر اليوم /الجمعة/ - أن مصر تشهد أزمة كبرى منذ عامين ما بين الفوضى والمظاهرات والاحتجاجات ، وقال إنه لابد من أن ننظر إلى المستقبل ب''أمل'' ، وهذا الأمل هو عامل جديد ، بعد تجربة الإخوان المسلمين في الحكم والتي كانت ''فشلا حقيقيا''، مضيفا أن العديد من زعماء المعارضة - ومن بينهم موسى نفسه - لم يكونوا ضد الإخوان المسلمين ولكنهم عارضوا حكمهم السيء للبلاد والذى تسبب في إضعاف مكانة مصر في المنطقة.
وأوضح رئيس لجنة الخمسين أنه إذا كان ينظر إلى قتل المواطنين بوصفه جريمة ، فإنه يرى أيضا أن مهاجمة الجيش هو قتل أكثر بشاعة ، وكان هناك في فض اعتصامي رابعة والنهضة قتلى من الجانبين ، وهؤلاء المتظاهرين لم يكونوا أبرياء بشكل مثالي فهم استخدموا العنف أيضا.
وعما إذا كان العسكريون قد حققوا انتصارا من خلال عزل (الرئيس السابق) محمد مرسى.. أكد موسى أن الأمر ليس كذلك ، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه ''هل كان يمكننا أن نخسر عام آخر مع مسئولين سياسيين عاجزين؟''، مشددا على أن الشعب المصري أسترد مصر ، أما عن الجيش ، فإنه طرح خارطة الطريق التي يجب علينا الآن متابعة تنفيذها.
وعن رأيه في الطريقة التي يدير من خلالها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الأوضاع، أوضح أمين عام الجامعة العربية السابق أن السيسي ليس هو فقط من يدير الأمر ولكن هناك المسئولين السياسيين ، الرئيس المؤقت ، والحكومة ، والوزراء الذى يبلغ عددهم 37 وزيرا ، وأضاف أن هدف الفريق أول عبد الفتاح السيسي الآن هو سيناء ، حيث تغيب دولة القانون هناك بالإضافة إلى عدم وجود الخدمات (الأساسية) لاسيما التعليم والصحة '' ، والوضع يستدعي ردا قويا'' في سيناء.
وأكد أن فرض حالة الطوارئ ، وحظر التجوال ، لا يمثل عودة إلى الخلف ، وأن التراجع كان في عهد مرسى خلال عام ''رهيب''، معتبرا أن الإدارة الجديدة ليست مثالية ، ولكنها أفضل من سابقتها ، وأضاف أن الحكومة تواصل عملها ، واللجنة الدستورية تعمل حاليا على صياغة الدستور، كما أن الاعداد للانتخابات القادمة بدأ بالفعل.
وردا على سؤال لـ''لوفيجارو'' عن أسباب صياغة الدستور الجديد بينما تشهد مصر أزمة ، قال موسى إن صياغة الدستور الجديد للبلاد يمثل جزاء من حل الأزمة ، مضيفا أن النص (الدستوري) الذى نعمل عليه الآن سيكون جديدا بشكل حقيقي حيث سيتم تعديل بعض المواد ، واستبدال مواد ، وإلغاء مواد أخرى ، وأوضح أن النص الذى يتم مناقشته حاليا لا يتضمن المادة 219 ، ولكنها لا تزال قيد المناقشة، مشيرا إلى أن هناك مواد سيتم الابقاء عليها وهى تلك المتعلقة باحترام الديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، والفصل بين السلطات ، واستقلال القضاء ، وحقوق المرأة.
وعن كيفية صياغة الدستور الجديد في مصر بدون الإسلاميين، أكد رئيس لجنة الخمسين ان الإسلاميين ممثلين، أما إذا كان الحديث يتعلق بمشاركة ''الإخوان المسلمين'' فقد تمت دعوتهم للمشاركة ولكنهم رفضوا ذلك، مشددا على أن جامعة الأزهر ممثلة في اللجنة بالإضافة إلى وجود قوى إسلامية أخرى.
وعما إذا كان يرى أن الفريق السيسي سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، قال موسى إن هذا الأمر لم يتقرر وليس وشيكا ، حتى أن الفريق السيسي ينفي رغبته في أن يكون مرشحا، معتبرا انه لا شيء يمنع السيسي من الترشح كأي مواطن مصري.. ولكنه لم يقرر ذلك.
وحول الدور الذى يمكن أن تقوم به مصر في (حل) الأزمة بسوريا.. قال وزير الخارجية الأسبق أن مصر لا يمكن أن تفعل أي شيء الآن ، فالأمر يشبه المسرحية حيث تم توزيع كل الأدوار ، وقاعة المسرح كاملة بالفعل، وعلى نطاق أوسع ، فإن المنطقة بأسرها هي الآن في حالة اضطراب ، وحتى الآن فإن الآثار سلبية ''ولكن ذلك لن يدوم''.
فيديو قد يعجبك: