لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حزب النور.. تضارب في المواقف ونسف للأيدولوجية (تحليل)

02:10 م الخميس 02 أكتوبر 2014

يونس مخيون رئيس حزب النور

كتب- عبدالله قدري:

أبرز وصف حزب النور داخل كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي بأنه حزب ''ديني'' مخالف للدستور، ردود فعل قد تكون برجماتية من قِبل قيادات الدعوة السلفية وحزب النور، الذين راحوا يدفعون عن الحزب هذه الشبهة واعتبروا أن وصف الحزب بـ''الديني'' يُعد تشويهًا لحزب النور.

فما هي مرجعية حزب النور؟

اعتبر أشرف ثابت نائب رئيس حزب النور، أن الحزب لَيس جماعة دعوية، كما يَتهمه البعض، موضحا أن الحزب لم يُصدر في يومٍ من الأيام بياناً أو تَصريحاً يُكفر فيه المسيحيين أو غيرهم، قائلاً: ''الحِزب لا يَتدخل في عَقائد الآخرين''.

قال ثابت هذه التصريحات بينما لاتزال فتاوى ياسر برهامي وهو رئيس اللجنة الصحية في حزب النور ونائب رئيس الدعوة السلفية، تصدح في الأفق مثل فتاوى ''ميكي ماوس''، ''تحريم تهنئة الأقباط في أعيادهم''. أليست هذه فتاوى دينية وتدخل في عقائد الآخرين من مسؤول حزبي وديني في نفس الوقت؟.

يقول عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمي للدعوة السلفية ''إن وحدة العمل الأساسية في هيكل الدعوة السلفية هي المسجد، إلا أن هناك إدارات هيكلية أو فنية لتغطية الأنشط الخاصة، مثل: الأنشطة الطلابية أو العمالية''.

ويضيف في مقال التصنيف السياسي لـ''حزب النور'' وعلاقته بـ''الدعوة السلفية''، أن'' التصور المبدئي هو أن يكون العمل السياسي قسمًا من الأقسام الإدارية أو الفنية في الدعوة إلا أن هذا الأمر غير ممكن قانونًا حيث يفصل بين عمل الجمعيات الخيرية وعمل الأحزاب السياسية مما يستوجب إنشاء الحزب ككيان قانوني مستقل مع بقاء الرابطة المنهجية، بل والتكتيكية مع الجماعة الأم''.

من هنا يبرز ارتباط الحزب المنهجي بمنهج الدعوة السلفية، وهو وجوب مرجعية الشريعة في كل مناحي الحياة، والعمل بالممكن من الشريعة مع العمل على إزالة العوائق أمام غير الممكن، لكنه لا يمكن تصديق وجود استقلال إداري لحزب النور عن الدعوة السلفية كما يقول الشحات، حيث يضم مجلس إدارة الدعوة السلفية الحالي مالا يقل عن خمسة أعضاء يمثلون قوام الحزب وهم ''ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية ورئيس اللجنة الصحية في حزب النور، يونس مخيون عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ورئيس حزب النور، أشرف ثابت عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ونائب رئيس حزب النور، محمد إبراهيم منصور، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية والمجلس الرئاسي لحزب النور وممثله السابق في لجنة الخمسين''.

نعود مرة أخرى لعبد المنعم الشحات الذي يتحدث عن ''الأحزاب البرجماتية'' فيقول ''هي الأحزاب التي تتخلى عن الأيديولوجية وتبحث لها في كل انتخابات عن حزمة سياسات تتبناها تضمن لها تأييد عدد كبير من الناخبين أو من جماعات المصالح، وهذا التخلي إما أن يكون كليًّا وإما أن يبقى معه قدر من الانتماء المجمل لأيديولوجية ما''.

هل تخلى النور عن أيدولوجيته؟

المتتبع لمواقف حزب النور الرسمية يرى أن الحزب يتبع سياسة'' مالا يدرك كله لا يترك جله'' ويسير على طريق أن السياسة ''هي فن الممكن'' وهو ما قاله عبدالمنعم الشحات خلال مؤتمر جماهيري لدعم عبدالمنعم ابو الفتوح في انتخابات الرئاسة قبل السابقة، ''الدعوة السلفية لا تقدس الأشخاص والسياسة هي فن الممكن''، مما يُعد تناقضًا في تصريحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة، فكيف يمكن الجمع بين ''فن الممكن'' الذي تحدث عنه الشحات دون التنازل عن بعض مبادئ الحزب التي وصفها بأنها ''براجماتية''؟.

أمر آخر، وهو تنازل الحزب الواضح والصريح عن المادة 119 التي أصر على وجودها في دستور 2012 ولم ينص عليها دستور 2013، وقام الحزب بالتنسيق مع الاخوان في تنظيم مظاهرة '' الشرعية والشريعة'' للضغط على ضرورة تضمين هذه المادة في الدستور، وكان السلفيون وقتها يروجون لدستور 2012 بهذه المادة، فماذا يقول سلفيون2012 لسلفيين 2013؟.

الكذب لمصلحة الدعوة!

يقول ياسر برهامي '' أقول بلا مداره ولا مداهنة ولا كذب لمصلحة الدعوة ولا تعريضًا كما يحاول البعض أن يتهمنا، وللعلم نحن لا نرى الكذب لمصلحة الدعوة؛ بل الكذب يضر الدعوة''.

يرى الرجل القوي في الدعوة السلفية أن الكذب يضر بالدعوة أكثر مما يفيدها، ولأن الكذب ملح الرجال، راح برهامي ينثر حبيبات الملح على أقواله، ليُعطي بها مذاقًا اخر، فقال مثًلا'' إن قادة الدعوة كانوا يقولون للناس أن ''هذا الدستور لا يخالف الشريعة''، بينما تناقض هذا تماما مع تصريحاته السابقة عن ''أكل الميتة'' حيث قال '' ''الذي يدعونا للدعوة إلى التصويت بنعم على الدستور هو النظر إلى المألات والبدائل، وأحيانًا لا يكون أكل الميتة للمضطر مباحًا، بل يكون واجبًا إذا غلب على ظنه الهلاك إذا لم يأكل''، فكيف يكون دستورًا لا يخالف الشريعة وفي نفس الوقت يكون التصويت عليه مثل ''اكل الميتة''.

ولا يفوتنا هنا، حينما نفى ياسر برهامي حينما كان في ضيافة الاعلامي وائل الابراشي زيارة المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق قبل جولة الإعادة في انتخابات 2012 الرئاسية وقال ''لم أزر الفريق شفيق لكن حدث اتصال هاتفي بيني وبينه لكى أعرف نواياه مع جماعة الإخوان المسلمين على خلفية ما نسب له بأنه في حالة وصوله للحكم سيقوم بتصفية الجماعة''.

إلا أن شفيق أكد زيارة برهامي له ليلة الاعادة وتحدث معه عن مستقبل مصر حال فوز شفيق، ومستقبل الحزب ونصيبه في الحقائب الوزارية إذا ما فاز شفيق. فهل كان الكذب هنا على الملأ مصلحة للدعوة السلفية أم أن برهامي اعتبر نفسه في موقف حرب يجوز له أن يكذب على اعدائه؟.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان