قصة الاعتداء على طلاب وطالبات معهد تمريض طنطا أمام مجلس الوزراء
كتب- محمد قاسم:
طالت وقفتهم أمام مكتب الشكاوى لمجلس الوزراء، ينتظرون الفرج على أبوابها بقرار من المهندس إبراهيم محلب ينقذهم من فخ كان بطله عميد معهد خاص للتمريض بجامعة طنطا. بحسب رواية طلاب وطالبات المعهد الذي يُؤهل للالتحاق بالمعاهد الحكومية مثل "معهد فني صحي - كلية التمريض" بعد دراسة عامين، رفضت المعاهد الحكومية قبولهم من عام 2012، رغم أنها كانت تقبل الدفعات السابقة بدعوى عدم اعتماد المعهد الملتحقين به فلجأوا إلى وزارة الصحة التي وجهتهم إلى وزارة التعليم العالي التي لم تعيرهم فلجأوا للاحتجاج أمام رئاسة الوزراء.
العشرات من الطلاب والطالبات أتوا من محافظة الغربية للمرة الثانية أمس الأحد، بحسب قول بعضهم. يبدو عليهم البساطة ولهجتهم تشير إلى أنهم ليسوا قاهريين أو جنوبيين، منذ الصباح وقفوا أمام مكتب الشكاوى يرددون الهتافات بينها "مسرحية.. مسرحية" انتقلوا إلى شارع القصر العيني لتوصيل صوتهم أكثر فتفاهمت معهم القيادات الأمنية وأقنعتهم بالعودة إلى مكتب الشكاوي في شارع حسين حجازي المجاور لشارع مجلس الشعب.
سهل لهم مسؤولو الأمن بالمجلس الدخول إلى مكتب الشكاوي وتركتهم منذ بداية الوقفة من الصباح حتى بعد الساعة الرابعة رغم أنهم لم يحملوا تصريح الجهات الأمنية لعمل الوقفة بحسب قانون التظاهر، وأثناء تشاورهم بعد انتهاء مقابلة بعض زملائهم مع مسؤولي مكتب الشكاوى الذين طالبوهم بالمجيء في 4 نوفمبر المقبل، ظهر عزم بعضهم على عدم الرحيل من أمام المكتب دون القرار مما أثار القوات الأمنية المحيطة بهم وطول فترة ترقبهم لهم وانتظار انتهاء وقفتهم فحدث أن تم القبض على شاب يقود الهتافات في الوقفة وبدأت الأحداث.
وسط الضرب تم إدخاله إلى عربة الترحيلات، وانتفض الجمع وحاولوا استعادة زميلهم إلى أن هبت القيادات مع على كراسيها التي افترشت جانب الرصيف من شارع حسين حجازي، وأمروا بدفعهم وطردهم بدعوى "صبرنا عليهم كثير.. قلة أدب" قام بعض رجال الشرطة بدفع الطلبة بقوة بل وقاموا بالقبض على آخر.
نال هذا الطالب الآخر من الضرب ما نال إلى أن وصل إلى عربة الترحيلات هو الآخر ليرافق زميله، تفرق جمع الطلاب وهرولوا مبتعدين ناحية السفارة التركية، إلا أن الطالبات رفضن وتساءلن عن زملائهم فإذا بفرد أمن يقبض على أخرى ويتعدى عليها بالضرب إلى أن قابلتها زميلاتها وأمسكوا بها.
وسط صراخ وبكاء لم ينقطع من قبل بقية الفتيات، رجاءا للإفراج عن الفتاة التي ألقي القبض عليها، حتى جاء رد أحد الضباط "هنسيبها بس بمزاجنا"، وهو ما تم غير أنه أثناء الرجيل على صوت أحد رجال الشرطة سبا لفتاة مطالبا إياها الرحيل دون صوت، إلا أن بكاءها وصراخها تردد صداه في أرجاء المكان حتى جاء خطيبها "الذي رافقها من القرية مؤازرا وحارسا لها" المنشغل بلم ما تبقى من الطلاب تمهيدا لإعادتهم إلى القرية.
لم تشأ الفتاة الرحيل عن المكان، وأخذت تصرخ معترضة على الخوض في عرضها بالسب، فأوقفها خطيبها وطالبها بالصمت وعاد بها إلى مسئول الأمن للشكوى في سب خطيبته إلا أنهم طالبوه بعمل محضر في قسم قصر النيل، وهنا لم يجد مفر إلا كتم غضبه والرحيل عن هذا المكان.
استكملوا سيرهم نهاية الشارع، وسط مطاردات مستمرة، ينشادهم أصحاب المحلات والمارين بكل شفقة بالرحيل، وليس الأهالي فقط بل أحد مندوبي الشرطة البسطاء، اعتقد أني كنت بجمعهم مشارك "خدهم وأمشي بقا كفاية بقا" يقولها بكل شفقة.
عاد بعضهم إلى سؤال أفراد الشرطة حول مصير زملائهم مناشدين إخراجهم مؤكدين أنهم سيرحلون في سلام، تباينت الردود على قسم قصر النيل سيتم ترحيلهم، والآخر على نيابة السيدة زينب صباحا حيث سيتم التحقيق معهم، إلا عادوا إلى حيث أتوا تاركين زملائهم في مصير غامض.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: