محلب: العلاقات المصرية الاماراتية تطورت وأصبحت علاقة مصير واحد
القاهرة - (أ ش أ)
أكد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، أن مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجهة مشرفة للدول التي يربطها المصير المشترك والاحترام المتبادل وتطورت العلاقات بين البلدين وأصبحت علاقة مصير واحد.
جاء ذلك خلال اللقاء الإعلامي الإماراتي المصري والذي نظمه نادي دبي للصحافة للوفد الصحفي والإعلامي الإماراتي مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الدولة الإماراتي الدكتور سلطان الجابر حول العلاقات المصرية الإماراتية في كافة المجالات، والمشروعات التنموية التي تمولها دولة الإمارات في مصر وأثرها على الشعب المصري.
وقال المهندس محلب إن مصر هي أول دولة اعترفت بدولة الإمارات عند تأسيسها سنة 1971، بل وتواجدت مصر لمساندة الإمارات، مشيرًا إلى أن المغفور له ـ بإذن الله ـ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان فكره سباق، واصفا إياه بأنه قائد كان له رؤية ونظر وتمكن من أن يضع ركائز دولة الإمارات ، مشيرا إلى أنه منذ تأسيس الإمارات كان للشيخ زايد رؤية وإحساس بالمد العربي، انعكس على المصريين في مواقف كثيرة جدا، وخلال الفترة من 71 و73، لا يمكن نسيان الكلمات الباقية حتى الآن في قلب كل مصري ''أن الدم العربي أغلى من البترول العربي..وأن مصر هي قلب العروبة النابض''.
وأضاف ''محلب'' هذه العلاقة بدأت منذ نشأت الدولة أي أكثر من أربعين سنة، وتطورت هذه العلاقة على يد قائد الإمارات الذي خطط كي تبزغ حضارة حديثة في هذه المنطقة، مؤكدًا ان هذه العلاقة بنيت على أساس من الاحترام والإحساس بمدى احتياج كل طرف للأخر، موضحًا ان هذه العلاقة بنت دولة شارك المصريين بكل حب وجهد في وضع الأساس لها مع الشيخ زايد، وفي ذات الوقت لم يبخل الشيخ زايد على مصر أبدا بالدعم في كل الأوقات، بدءا من حرب التحرير 1973، وموقف الإمارات العظيم مع مصر بعد الحرب خلال مرحلة التعمير، وهذا ملموس نراه في محافظة الإسماعيلية مدينة يطلق عليها ''مدينة الشيخ زايد''، وفي القاهرة أيضا.
وقال المهندس محلب، أن العلاقة بدأت من هذا الموقف المساند والداعم، ثم تطورت إلى أنها أصبحت مصير واحد بما تحمله الكلمة من معنى، موضحًا أن ما يحدث في المنطقة يؤكد أنه في أي وقت من الأوقات لا يمكن الابتعاد عن بعضنا، بين مصر والإمارات وأيضًا هذا وقت اللحمة للأمة العربية، منبهًا من ان الهجمة شرسة، والمخطط هو إسقاط دولة تلو الأخرى، ولننظر إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال، مشيرًا إلى ان تلك الأحداث خطة استراتيجية محكمة لتفتيت المنطقة العربية، واصفًا انها استراتيجية مبنية على الهدم، لافتًا إلى مصر خلال السنة قبل 3 يوليو داخلة في الترتيب السابق للدول المشار إليها، لكن هذا لم يحدث بفضل الله وستره، وإرادة شعب مصر.
وتحدث ''محلب'' عن شعب مصر صاحب حضارة سبعة آلاف سنة، وله جينات أساسها الحب والسلام والتسامح، فلما أتى حكام لتغيير تلك الجينات رفض هذا الشعب تغيير شخصيته المصرية، وانطلاقه في الشوارع بالملايين في 30 يونيو 2013، لم يحافظ على مصر وحدها ولكن حافظ على الأمة العربية بالكامل، لأنه في حالة أن مصر ـ لا قدر الله ـ دخلت في المخطط السابق، كانت المنطقة كلها ستتغير.
وأضاف المهندس ''محلب'' أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تنظر خارج حدودها وترى أن هناك وحدة مصير وهو ما جعل هناك موجه قوية جدا وسعي قوي للمساندة والوقوف بجانب مصر في مرحلة في منتهى الحساسية والدقة، وهذا هو قوى أساس.
وقال عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ''أمن الخليج هو من أمن مصر وخط أحمر''، مشيرا إلى أن مصر والإمارات شعبين وثقا أن مصيرهما مشترك وأن مصر القوية هي الإمارات القوية، وأن هذا المصير لا يصلح أن يتم الاقتراب منه.
وخاطب ''محلب'' الحضور خلال حفل ''نادي دبي للصحافة''، قائلا ''الشعب المصري العظيم لا ينسى أبدا من سانده ووقف بجانبه، لكن يمكن أن ينسى الذي لم يقف بجانبه''.
وأكد على أن وجودنا لحمة واحدة كأمة عربية يجعلنا في منتهى القوة إذا جرى ذلك، معتبرًا أن من يبعد عن مصر في كثير من الأحيان يكون هو الخاسر.
ومن جانبه قال الدكتور سلطان الجابر ردا علي سؤال حول حبه لمصر لدرجة أنه في أحد اللقاءات طالب البعض بإعطائك الجنسية المصرية'' اولا انقل اليكم التحيات الصادقة من قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لأشقائنا في مصر.، واعرب عن شكره وتقديره لنادي دبي للصحافة، على المجهود الجبار لتنظيم هذه الزيارة المميزة، ولكل من شاركنا من الإخوة والزملاء الإعلاميين سواء من الجانب المصري أو الجانب الإماراتي إن كان من رؤساء التحرير أو مسؤولين في قطاع الإعلام.
وقال سلطان أحمد الجابر إن العلاقة بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، علاقة غنية عن التعريف، ولا تنتظر أي تفسير سواء مني أو من أي شخص أخر، فهي علاقة بنيت على أسس متينة لها دعائم صادقة مبنية على الاحترام المتبادل وعلى المحبة الصادقة والشفافية في التعامل والاتفاق الواضح والصريح على المصير وأهداف المنطقتين إن كانت في مصر أو الإمارات.
وأضاف الجابر خلال حديثه عن لقاء الرئيس السيسي مع الوفد الاعلامي الاماراتي امس أنني لمست بالفعل مصر الجديدة..عشتها في تلك اللحظة، ورأيت رؤية واضحة، وروح جديدة، وطموح، وأمل مبني على أسس..جد وصدق في العمل البناء الجاد..طاقة إيجابية بناءة، ونحن نعرف في الإمارات ما معنى الطافة الإيجابية البناءة لأنها كانت ركيزتنا الأساسية التي استطعنا من خلالها أن نبني دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف: رأيت أيضا خلال اللقاء مع الرئيس السيسي حب متبادل بين الجانب الإماراتي وفخامة الرئيس..قائلا: بالنسبة لي هذه هي المعادلة التي ينتظرها الوطن العربي، مشيرا إلى أنه لمس مصر الجديدة المرتقبة.
وقال سلطان الجابر أن المطلوب منا كمسؤولين من الجانبين وبالأخص المسؤولين الإعلاميين هو أن تعملوا كما عملتم في السابق، ولكن بالتركيز والدقة والموضوعية والفهم التام لما يحصل في المنطقة العربية والتداعيات التي نواجهها اليوم إن كان في مصر أو الدول المجاورة.
وقال إن الرئيس السيسي ركز على نقطة مهمة خلال اللقاء مع الوفد الإعلامي الإماراتي، ألا وهي أن القطاع الإعلامي جزء لا يتجزأ من أي نظام سواء سياسي أو اقتصادي.
وأكد الجابر أن هذه مسؤولية كبيرة في نشر الوعي والثقافة والفكر الصحيح والبعد عن التطرف والالتزام بمعايير المهنة الحقيقية التي أولويتموها مسؤولية صعبة، معربا عن الأمل والثقة في القيام بهذه المسؤولية وإن شاء الله، بدعم القيادة في دولة الإمارات، وكذلك الدعم اللامحدود الذي عايشناه في مصر من خلال الحكومة، لا يوجد أمامنا سوى النجاح غير المسبوق إن شاء الله.
وردا علي سؤال للمهندس إبراهيم محلب،بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال للوفد الإعلامي الإماراتي ''أن التحدي الأكبر هو عدم الوعي والإدراك والفهم الخاطيء للدين''.. وكيف ينظر المهندس ابراهيم محلب إلى دور الإعلام المصري والإماراتي في نشر التوعية والتصدي للهجمات الإعلامية السلبية سواء من داخل المنطقة او على المستوى الدولي، .. قال رئيس الوزراء المصري إن ما أثاره الرئيس عبد الفتاح السيسي، نتكلم فيه اليوم، وهو أن الدور علينا مضاعف، لأننا نريد أن نفهم الدين أيضا لغير المسلمين، وهذه مشكلة كبيرة جدا، لأن ما حدث ممن لا يفهموا الدين أساء للدين، وهذه مشكلة كبيرة جدا، واحيانا أفكر أننا كمسؤولين علينا دور سنحاسب عليه، لأننا لم ندافع عن ديننا، بالعكس من أساء لصورة الدين الإسلامي وربطوه بالإرهاب وهو أبعد كل البعد عن الإرهاب، يستلزم منا القيام بدور كبير نفكر فيه، كيف نشرح أن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام.
وقال ''محلب'' ديننا يحتاج إلى رسالة كبيرة للدفاع عنه، لأن هناك من تحت شعار الدين أضر بالدين، وهذه المعادلة الصعبة أمام الإعلام كيف ندافع عن ديننا؟، وكيف يعرف النشء الدين الحقيقي؟، وكيف يعرف الدين العظيم المتطور والذي بعد 1400 سنة يتطور هذا الدين ويتماشى مع العلم؟.
وانتقد المهندس محلب، من يرجعون بدلا من أن يتقدموا، وذلك برجوعهم إلى صغائر تضيع، لذا الإعلام هنا عليه توضيح من خلال الثقافة والتعليم والتواصل مع الشباب، مشيرا إلى أن الامكانيات والعقول موجودة، وعلينا أن نعمل برؤية.
وأضاف محلب نحن دول تدافع عن دينها وتحمي شبابها من التطرف أو التسيب أو حتى الإلحاد.
وتابع: دعونا نتحدث بصراحة، إذا لم نعمل سويا لندافع عن هذا الدين العظيم، ونتواصل مع شبابنا سنجد إما أناس تتطرف أو أناس والعياذ بالله ''تلحد''، مطالبا بالمواجهة والرؤية الحقيقة للإعلاميين، مضيفا نحن كتنفيذيين ومسؤولين ومواطنين نريد أن نوصل الرسالة وستصل عن طريقكم.
ودعا محلب، الإعلاميين قائلا انتم المحترفين ونجوم الإعلام في المنطقة العربية، كيف يمكن أن نوصل الرسالة للداخل والخارج، فالداخل مهم جدا والخارج أيضا مهم.
وشدد قائلا أن الإسلام ليس هو ''داعش'' وليس الإرهاب ولا التفجير وقطع الرقاب، قائلا: حرام علينا ما نفعله في ديننا، مقسما بالله سنحاسب إن لم نقول قول الحق، وهل يقول لنا الله هل هذا الدين الذي أنزلته بدل أن يكون في قلوبنا وعيوننا، مشددا أنه لا ينبغي ترك الساحة أبدا وهناك رسالة هامة على الإعلاميين أن يحملوها.
وقال سلطان الجابر، ردًا على سؤال حول دور الإعلام الإماراتي في دعم مشاريع الإمارات في مصر؟ أنه بكل صراحة ووضوح من خلال مبادرات دولة الإمارات في جمهورية مصر العربية عشت تجربة جديدة وفريدة من نوعها مع الإعلام الإماراتي مثل ما قدمت دولة الإمارات نموذجا فريدا من نوعه في دعم مصر في هذه التجربة رأيت نفس الصورة في الإعلام الإماراتي رأيت كفاءة مميزة وجد وعمل بإخلاص وتواجد دائم قائم في جمهورية مصر العربية وزيارات مباشرة ووصل دائم، للأمانة وبكل صراحة نوجه الشكر لرجال ونساء الإعلام الإماراتيين، ونقول لهم قمتم بدور مهم، جزاكم الله الخير ونحن نفخر بكم والله يوفقكم.
وعن المشاريع التي تمس حياة المواطنين اليومية كيف تم اختيار المشاريع؟ قال سلطان الجابر هذا سؤال مهم ولابد من توضيحه وعلى المسؤولين الإعلاميين فهم المعايير المستخدمة في اختيار هذه المشاريع، في بداية رحلة المبادرات الإماراتية في مصر كان التوجيه واضح وشفاف وصريح من قبل القيادة بأن تصب كل مساعدات ودعم ومشاريع دولة الإمارات في مصلحة المواطن المصري البسيط وبحيث تكون النتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن ونتائجها تكون مباشرة فعلية وعملية، وبالتالي ومن خلال هذا النموذج الفريد من نوعه الذي قامت به الإمارات، بجانب الحكومة المصرية استشفينا من خلال زيارات ميدانية قمنا بها في جمهورية مصر العربية ولقاءات مباشرة مع المواطن المصري البسيط في أماكن لم نكن نتصور أن نصلها في مصر، ووصلنا إلى قائمة من الاحتياجات الضرورية والتي لا بد أن تكون متوفرة ومتواجدة في أسرع وقت ممكن، ومن خلالها نستطيع أن نوصل هذه النتائج كما جاء بتوجيهات من قيادة الإمارات مباشرة سريعة وملموسة وهذه معايير واضحة.
وردا على سؤال حول نظرته للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر قال رئيس الوزراء المصري أنه يشكر دولة الإمارات الشقيقة والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكل من ساهم وقرر الوقوف بجانب مصر، قائلا كلمة من القلب أقولها الرسالة وصلت والحب وصل والمساندة وصلت، مشيرا إلى أنه كان له دور في اختيار تلك المشروعات عندما كان وزيرا للإسكان، في مجاميع العمل، مشيرا إلى أن العمل كان شاق ومنظم ومستوى إداري وفني تنفيذي احترافي على أعلى مستوى ، واستطعنا سويا أن نوصل الرسالة بضرورة انتشار المشاريع على الخريطة المصرية.
وقال إن توزيع المشروعات جاء بشكل متنوع في كافة أنحاء مصر حيث استهدفت هذه المشاريع القطاعات الحيوية جدا ، وعلى سبيل المثال بالنسبة لمشاريع الإمارات كانت هناك بعض المشروعات قد توقفت في 151 قرية وبدأ استكمالها ومشروعات لها علاقة بالصحة وإنتاج ''الأمصال'' كانت متوقفة وتم استكمالها وصوامع كنا نفقد الكثير جدا من طريقة التجميع أو التشوين وتم العمل على استكمال 25 صومعة، وكذا مشاريع مدارس وإسكان، كان لها مدلول إنساني يصل إلى القلب.
وقال المهندس إبراهيم محلب، نماء الدولة وحمايتها يجب أن يكون بتقوية الدولة اقتصاديا لأن المعركة كبيرة، ورسائل الإمارات ووقوفها بجانبنا وصلت رغم أن مشوار التحديات كبير.
وأضاف ''محلب'' أن مصر تواجه حرب كبيرة مع الإرهاب، ولكن في نفس الوقت الذي نخوض فيه تلك الحرب بكل الأحمال التي عليها، من سقوط شهداء وخسائر كثيرة، علينا أن ننبني في نفس الوقت، وهذا هو التحدي الذي أمامنا، بأن ندافع وفي ذات الوقت نبني، مشيرا أن تلك اللحمة مع دولة الإمارات مقدرة في هذا التوقيت الذي اعتبره توقيت حساس وفارق في تاريخ أمتنا العربية.
وقال إيمانا بالله وثقتنا في الشعب عندما يكون هناك قائد له رؤية وشعب له إرادة تبنى البلاد، مشيرا إلى مشروع قناة السويس الذي يؤكد رؤية قائد وشعب له إرادة إذ كيف استطاع بالرغم من الظروف الاقتصادية الضاغطة جدا أن يجمع الشعب في ثمانية أيام 8.5 مليار دولار، وبلا أي نوع من التردد وبلا أي نوع من الحسابات مثل التضخم وغيره..ولكن هناك إرادة لنبني وفعلا هذا يؤكد رغم كل حشيء نسير بحمد الله في الطريق الصحيح
وحول دور القطاع الخاص في الدولتين لدعم المشاريع في التنمية الاقتصادية في مصر قال وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر: هناك دلائل وشواهد بأن القطاع الخاص الإماراتي له دور كبير في جمهورية مصر العربية وهناك العديد من النماذج والأمثلة الناجحة، مشيرا إلى أن هناك فرصا واعدة من خلال خطة التنمية الاقتصادية التي تعمل عليها الحكومة المصرية وهي خطة واعدة وطموحة مدعومة بكافة الحوافز الاقتصادية وكذلك القوانين التي تستقطب استثمارات وتحمي من خلالها كل الاستثمارات في مصر بشتى القطاعات.
ووجه رسالة إلى القطاع الخاص في الإمارات ومصر،بضرورة الاهتمام الخاص بتنمية القطاع الاقتصادي المصري والنظر بجد في الفرص الاستثمارية الواعدة في جمهورية مصر العربية، داعيا أيضا إلى الشراكة بين القطاع الخاص في الإمارات والقطاع الخاص في مصر، لإيجاد حلول اقتصادية مستدامة لدعم التنمية الاقتصادية المصرية.
ومن جانبها أعربت منى غانم المري، المدير العام، المكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيس نادي دبي للصحافة في كلمتها خلال اللقاء الإعلامي المصري الإماراتي في القاهرة ، عن خالص امتنانها لرئيس الوزراء المصري لتلبيته الدعوة، وتشريفه بالحضور في هذا اللقاء الأخويّ الذي نسعد بتواجدنا معكم فيه على أرض الكنانة وفي رحاب حاضرة العرب القاهرة فهي السعادة ذاتها التي نشعر بها كلما زرنا مصر الغالية بكل ما نلقاه فيها من حفاوة استقبال وكرم ضيافة نابعان من أصالة شعبها العظيم.
وأضافت : يأتي لقاؤنا اليوم في وقت تدخل فيه العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والإماراتي مرحلة جديدة... تتوطد فيها دعائم النجاح المشترك... وتترسخ معها ركائز انطلاقة جديدة نحو المستقبل ، بدعم ورعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية... وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظهما الله، ومتابعة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت : اسمحوا لي في مستهل هذا اللقاء، أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، راعي هذا اللقاء وصاحب فكرته... فطالما أكد سموه على الدور المهم لقطاع الإعلام في تعميق قنوات التواصل... وترسيخ عرى التعاون بين الشعوب... مع تقدير سموه للدور الرائد للإعلام المصري...ومدرسته التي قدمت للعالم العربي على مدار عقود أجيالاً ساهمت في تشكيل ملامح المشهد الإعلامي في المنطقة.
وأضافت : فقد كان تكليف سموه لنا بعقد هذا اللقاء شرفاً حمله ''نادي دبي للصحافة'' إلى القاهرة... واكتمل ..... بالتئام هذا الجمع الكريم، يجمعنا هدف واحد وهو توثيق التكامل بين الجانبين في ضوء رؤية مشتركة نطرق بها أبواب المستقبل بكل التفاؤل والأمل ...
وقالت : فقد أثلج صدورنا ما شاهدناه اليوم من طموح مفعم بالأمل... طموح يتجسد في ''قناة السويس الجديدة'' وما يعكسه هذا المشروع العملاق من فكر يستشرف آفاقاً تنموية رحبة، وما يزيد من سعادتنا أن تتاح لبلادنا فرصة الوقوف إلى جانب الشقيقة مصر في هذا الطموح وهذاالأمل.
وأضافت إن لقائنا اليوم هو وثيق الصلة بالرسالة التي تأسس من أجلها ''نادي دبي للصحافة'' وهي إيجاد منصة فعالة للحوار بين أبناء المهنة... يتبادلون عبرها الرؤى والأفكار بهدف النهوض بإعلامنا العربي إلى المستوى المنشود له كشريكٍ رئيسٍ في صنع المستقبل.
وقالت : للإعلام دوره الذي لا يمكن أن يُنكره أحد في تشكيل وعي المجتمع، وإرشاده إلى الحقائق التي تعينه على تكوين قناعات واضحة، وآراء مبنية على أساس من استيعاب الأبعاد الكاملة للأحدث، ليبقى الإعلام دائماً أحد أهم مرجعيات الحكم على الأشياء... طالما كانت العين الراصدة للواقع..الناقلة لتفاصيله ملتزمةً بقواعد المصداقية والنزاهة، وحريصةً على مراعاة قيم الحياد والموضوعية.
وأضافت : قبل أن أنهي كلمتي، أود أن أخصّ بالشكر الجزيل معالي الأخ الدكتور سلطان أحمد الجابر لكل ما قدمه من دعم لإنجاح هذا اللقاء وهذه الرحلة.
كما جددت شكرها للحضور المشاركين في هذا اللقاء، راجية لمصر العزيزة كل الرفعة والازدهار، ولشعبها الأبيّ كل الرخاء والسعادة، ولإعلامها المتميز مزيدًا من التألق والريادة.
وألقى محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين بدولة الإمارات، كلمة له نيابة عن أعضاء الوفد الإماراتي الزائر مصر، أشاد خلالها بالدور المصري في تكوين اللمسات الأولى للإعلام الإماراتي من صحف ومحطات إذاعة وقنوات تلفزيونية، ومشيرًا إلى أن الانتقال السريع عبر المراحل العمرية المختصرة كانت بفضل تلك الخبرات التي حظينا بها، حيث كنا محظوظين بذلك الجيل المؤسس من عمالقة الصحافة والإعلام.
وعبر يوسف، عن افتخاره وكذلك إعلام الإمارات، بأن بعض قادة المؤسسات الصحفية من رؤساء ومدراء تحرير ورؤساء مجالس إدارات، كانوا من الجيل اللاحق، الذي كان الإمارات محطة هامة في مسيرته المهنية، مشيرًا إلى أن هذا اختصار يحمل كل المعاني الجميلة للعلاقة بين إعلام مصر وإعلام الإمارات، التي هي جزء من العلاقة الأعم والأشمل لعلاقة البلدين.
وتابع قائلا: علاقة الإمارات بمصر، وعلاقة مصر بالإمارات، تجلت بوضوح خلال سنة الظلام ـ قاصدا فترة حكم الإخوان لمصر ـ التي أراد أصحابها أن يقطعوا خيوطها، ولكنها أستعصت عليهم، لأنها قائمة على أسس متينة ترتكز على الحب والإخلاص والوفاء.
كما وجه رئيس جمعية الصحفيين بدولة الإمارات، التحية إلى إعلام مصر رموزه وقادته، قائلا له'' لقد كنت خطا من خطوط الدفاع الأمامية، واجهت وصبرت، ولم تنحن للعاصفة الهوجاء، ولم يرتعش رجالك ولا نسائك، بل ثبتوا وصمدوا في مواقفهم،، رافضين الانحياز لغير الوطن، وقد انتصر الوطن.
من جانبه قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين ، ما يمر به البلدان مصر والإمارات صلة وثيقة، أبناء مصر يعرفون أن الإعلام والصحافة لعبت الدور الأول والأبرز الدور الطليعي في ثورتين تتاليتا ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، وتقدم الصحافة والإعلام في بعض الأحيان بمفرده لكي يواجه طغيان القديم وطغيان أخر أتى بعده لمدة عام واحد.
وأضاف رشوان أن الإعلام والصحافة في مصر استطاعت أن تشجع الشعب المصري إلى الخروج لمقاومة ما أسماه الرئيس عبد الفتاح السيسي الاستبداد القديم وحكم الفرد، ومواجهة بعد ذلك حكم الظلام الذي كان يراد أن يمضي بالبلاد إلى ظلام بحجة الدين والإسلام.
وقال: هذا الإعلام وتلك الصحافة يبرران لماذا ''نادي دبي للصحافة'' يدعو إلى هذه الندوة وينظم هذا اللقاء وتلك الزيارة لجمهورية مصر العربية، والتي لم تقتصر على لقائنا ولكنها مرت بلقاء مع السيد رئيس الجمهورية ثم لقاء الوفد لقناة السويس، وقبلها زيارات عديدة لعديد من الصحف ومقار المؤسسات الإعلامية المصرية.
وأشار رشوان إلى أن هذا يدلل على دور ينتظرنا ليس فقط على مستوى علاقات البلدين، ولكن على المستوى السياسي هناك شكل جديد للمنطقة الآن يتشكل، وهناك صورة جديدة من العلاقات بين الدول والتحالفات وبين المحاور تتشكل في المنطقة، موضحا أن مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت والأشقاء في المغرب العربي، التي يزورنا ويشرف بلدنا فيها رئيس وزرائها، تشكل نواة رئيسية إما لاستمرار الاستقرار وهو أحد عناوين هذا اللقاء أو ضياع هذه الأمة، موضحًا أن الإعلام والصحافة كما لعبا دورهما من قبل في دفع شعوبنا أن تثور، عليه الآن وهذا عنوان المرحلة القادمة للإعلام المصري والإماراتي، هو أن ندفع شعوبنا ودولنا إلى مزيد من العمل والبناء والتيقظ، لأن ما يحيط بهذه الأمة بهذه المجموعة التي ذكرتها والتي أعتقد أنها تكشل النظام العربي الجديد هي أمور كبيرة وخطيرة وترتبط بالنظام الدولي كله، مطالبًا بالاستعداد الصحفي للاضطلاع بدوره في كتابة تاريخ هذه المنطقة
وفي ختام اللقاء نعى الدكتور سلطان الجابر خلال اللقاء الإعلامي،مستشار ولي عهد أبو ظبي وقال فقدان دولة الإمارات لوجه بارز قطب من أقطاب الثقافة العربية والإعلام العربي، المرحوم بإذن الله، محمد المزروعي مستشار ولي العهد في أبو ظبي، واصفًا إياه بالأخ والصديق العزيز والذي كان له دور كبير ومميز في نشر الوعي والثقافة العربية، وكان رجلا مميزا في أدائه الإعلامي من خلال المسؤوليات التي تولاها أثناء حياته. سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: