لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ننشر كلمة محلب أمام القمة الفرانكفونية.. ودعوة ترشيح مصر عضوا غير دائم في مجلس الأمن

09:22 م السبت 29 نوفمبر 2014

كتب- محمد غايات:

أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن العلاقات بين مصر والمنظمة الدولية للفرانكوفونية شهدت زخما جديدا على مختلف المستويات خلال السنوات الأخيرة، فالنجاح المتزايد لجامعة ''سنجور'' والتي تفخر مصر باستضافتها في مدينة الاسكندرية التاريخية يشهد على هذا التعاون الوثيق.

وأضاف، خلال كلمته أمام مؤتمر قمة المنظمة الدولية للفرانكفونية الخامسة عشر المنعقدة بداكار عاصمة السنغال يومى29 و30 نوفمبر2014: إن جامعة ''سنجور''، هي رمز للفرانكوفونية الحديثة، حيث تقيم روابط وثيقة بين الشباب الناطقين بالفرنسية، كما تعزز من التزامهم بقيم الفرانكوفونية، وتحقيقا لهذه الغاية، فإنني أرحب بالدور المتنامي الذي قامت به الجامعة في تدريب الكوادر الأفريقية في مجالات التنمية، وأؤكد مجددا على الدعم الكامل من الحكومة المصرية لتعزيز رسالتها ودورها.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تعيش حاليا مرحلة مهمة في تاريخها الحديث، فعقب ثورتين شعبيتين في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، طالب خلالهما الشعب المصري بدولة مدنية، حديثة، ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات، تم تبني دستور جديد في يناير 2014، وانتخب رئيس في يونيو الماضي في إقبال غير مسبوق، ويتحرك الركب لإجراء انتخابات تشريعية خلال الربع الأول من عام 2015، وهي آخر مراحل خارطة الطريق، التي سوف يتم بها الوفاء بالتزامات المسار الديمقراطي.

وأضاف: أود في هذا الصدد أن أشكر أصدقاءنا وشركاءنا الفرانكوفونيين الذين وقفوا بجوار مصر خلال هذه الفترة الدقيقة من تاريخها، فلقد حظيت مصر بدعم أولئك الذين يدركون دورها المركزي في الاستقرار الإقليمي الدولي، ويدعمون تطلعات الشعب المصري، الذي يمد يد الصداقة لجميع الشعوب الذين يؤيدونه في مسعاه.

وقال رئيس الوزراء: إن مصر الجديدة، مصر ثورة يناير ويونيو، لا تستطيع الا أن تتمسك بشعارات القمة الحالية للفرانكوفونية ''المرأة والطفل في الفرانكوفونية: قوى سلام، وأدوات فاعلة للتنمية''، فلقد كانت النساء والشباب هما القوى الدافعة الرئيسية للتغيير الذي شهدته مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، لذا تتفق مصر مع الدول الأعضاء في الفرانكوفونية على أهمية وأولوية هذين العنصرين في تشكيل أساس متين للتقدم نحو مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا، مشيرا إلى إن مصر الحديثة تعتبر الشباب هم الثروة الحقيقية، فقد كان هذا الشباب هو القوة الدافعة لثورتنا، ومصدر الإلهام لشجاعة وعزيمة وطموح لا حدود له، من أجل آفاق جديدة للديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، واحترام وقبول الآخر.

وأكد محلب أن عمل الحكومة اليوم موجه نحو هؤلاء الشباب، الذين يشكلون غالبية السكان لدينا، ويتم إعطاء الأولوية للخدمات الاجتماعية الأساسية، بما في ذلك التعليم والصحة والإسكان والتوظيف، وتتمحور مشروعاتنا الاساسية حول الشباب، من خلال توسيع سوق العمل، وتوفير فرص جديدة في مختلف المجالات من أجل مستقبل أفضل، ويشهد المشروع العظيم لـ ''محور قناة السويس'' على عزمنا والتزامنا الثابت لبناء ''مصر جديدة'' مع مستقبل أفضل لأبنائها وشبابها.

وقال : لا ننسى أن الشباب يطمح في أن يكون له دور أساسي في العملية الديمقراطية، وبالتالي، فإننا نعمل على إحياء وتشجيع مشاركتهم في الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في العام المقبل، كما زادت الحملات الإعلامية على المستوى الوطني من أجل تشجيع الشباب على الحصول على بطاقات انتخابية، للتأكيد على أهمية مشاركتهم واختيارهم في تقرير تشكيل البرلمان الجديد.

وأشار المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إلى أن مصر سارعت بالتصديق على اتفاقات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق المرأة والطفل، كما يشارك خبراؤها بنشاط في أجهزة الهيئات الدولية المعنية بتفعيل عمل تلك الاتفاقات، والتي أصبحت جزءا من تشريعاتنا الوطنية ومعترفا بها بالكامل من قبل دستورنا الجديد.

وقال : إن مصر لا تمتلك فقط أساسا تشريعيا قويا فيما يتعلق بحقوق المرأة، ولكن لديها قاعدة مؤسسية وعملية على أعلى مستوى لتطبيق تلك الحقوق، فعلى المستوى المؤسسي، لديها المجلس القومي لحقوق المرأة، والمجلس القومي للأمومة والطفولة، اللذان يتمتعان بوضع مستقل، ولهما اختصاصات واضحة تتعلق بضمان تنفيذ القوانين المتعلقة بحقوق النساء والأطفال، واقتراح الاستراتيجيات، ووضع خطط العمل التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة وحماية الطفل.

وعلى المستوى العملي، فان الحكومة نشطة من خلال وزاراتها المختلفة في تشجيع مشاركة المرأة في الإدارة، وفي أعلى مستويات صنع القرار، فنحن فخورون بأن لدينا شخصيات نسائية بارزة من الوزراء والسفراء ورؤساء الجامعات والضابطات.

وأكد محلب أن دور المرأة في الأسرة هو عامل من عوامل الاستقرار والتكامل الاجتماعي، فهي التي تدرس لأولادها، وتحمي القيم التقليدية المصرية الخاصة بالسلام والوسطية ونبذ العنف. وبالتالي، فإننا نؤيد عمل الأمم المتحدة لتعزيز دور المرأة في اقرار السلام والمحافظة عليه.

وفى كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى أن افريقيا تلعب دورا متناميا على المستوى العالمي، فنحن أحد أقطاب النمو الجديدة، وذلك بفضل حيوية شبابنا وإمكاناتهم الهائلة، نحن نمثل مستقبل الفرانكوفونية، مؤكدا أن مصر أبدت دعمها للجهود التي يقوم بها الأشقاء الأفارقة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، كما تشيد بالانتهاء من تنفيذ مشروعات كبرى في أفريقيا في مجالات البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل.، وفي هذا الصدد فان مصر تؤكد مجددا عزمها على مواصلة الدور التاريخي للشركات المصرية الكبرى في تنفيذ هذه المشروعات.

كما تقف مصر داعمة في مواجهة التحديات التي تواجه قارتنا، وفي هذا الاطار، فإننا نعرب عن قلقنا العميق إزاء اندلاع وباء فيروس ''ايبولا'' في غرب أفريقيا، ونعلن عن تضامننا الكامل مع شعوب وحكومات البلدان المتضررة. كما نرحب بالجهود التي بذلتها مختلف الدول، وخاصة البلدان الأشد تضررا من هذا الوباء، لاحتواء انتشار الفيروس. ونؤكد مجددا على استعدادنا الكامل لمواصلة دعم البلدان المتضررة في كفاحهم ضد انتشار الفيروس، وقد وفرت مصر مساعدات طبية ولوجيستية لبعض الدول الصديقة المتضررة كغينيا (كوناكري)، وسيراليون، وليبريا، للمساهمة في الجهود المتعددة في هذا الاتجاه.

واستطرد: قامت مصر أيضا في أكتوبر الماضي بتنظيم دورات تدريبية لمكافحة انتشار الفيروس، من خلال التعاون بين مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، كما نستعد لارسال طاقم طبي مصري للمشاركة مع الفرق الطبية التابعة للاتحاد الأفريقي. ونود في هذا الصدد التأكيد على أن استمرار التعاون والتنسيق بين الدول في جميع أنحاء العالم، وخاصة في منطقة الفرانكوفونية، هو أمر ذو أهمية قصوى.

وعن ملف الإرهاب، قال رئيس الوزراء: الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل عقبة رئيسية تسعى الى إبطاء قوة اندفاعنا نحو تحقيق التنمية الديمقراطية، والاجتماعية، والاقتصادية لبلداننا وشعوبنا، وإننا لنعرب عن قلقنا إزاء زيادة الأعمال الارهابية التي يرتكبها المجرمون في فضاء الفرانكوفونية، وبخاصة في الشرق الأوسط، ومنطقة الساحل والصحراء، ولكن عازمون على القضاء على الارهاب واقتلاع جذوره، مع احترام معايير ومبادئ وقيم حقوق الإنسان.

ونؤكد مجددا على أهمية زيادة اليقظة من جانبنا تجاه الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها الجماعات المتطرفة، ومنها تنظيمات ''داعش''، والقاعدة، و''النصرة''، والجماعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بها، كما ندعو إلى المزيد من التعاون بين دولنا، لتطوير استراتيجيات مناسبة، واتخاذ إجراءات تعاونية، من أجل مكافحة هذه الظاهرة المدمرة، التي تضر بالسلم والأمن الدوليين. وفي هذا الصدد، نؤكد على أهمية التبادل المستمر للمعلومات لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، والتي تعتبر حجر الزاوية في تنفيذ الشبكات الإرهابية، كما نؤكد من جديد دعمنا للجهود المبذولة على المستوى الإقليمي والعالمي في مكافحة هذه الآفة، كما أنه من الضروري العمل على تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الدول بشأن هذه المسألة، بما في ذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي، والتي تطالب بوقف تمويل الإرهاب، وتوفر مأوى للارهابيين.

وأكد محلب أن مصر تسعى إلى القيام بأعباء دورها على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك بوصفها عضوا مؤسسا في الأمم المتحدة، ولديها خبرة واسعة في مختلف الهيئات والمؤسسات التابعة لها، كما لعبت دورا أساسيا في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين خلال العقود الأخيرة، فقد كانت مصر دائما ملتزمة بدعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتعزيز السلام في مناطق الصراع، وبخاصة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية، حيث دعمت بنشاط عمليات حفظ السلام منذ بدايتها في عام 1948، كما أنها من بين أكبر المساهمين في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، فمصر كانت واحدة من أوائل الدول التي وضعت قضية مكافحة الإرهاب على جدول أعمال الأمم المتحدة، باعتبارها تهديدا عالميا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. كما شاركت بالفعل في تعزيز دور الأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، بما في ذلك تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب العالمي.

وقال: مع التزام مصر المستمر نحو تحقيق السلام والأمن، ومساهمتها الكبيرة في قضية الاستقرار الإقليمي والازدهار بأفريقيا والشرق الأوسط، فان مصر ترغب في مواصلة العمل بفعالية في تحقيق هذه الأهداف من خلال سعيها لتصبح عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2016 – 2017، وأن تكون صوتا لشعوب بلدان الفرانكوفونية، والتعبير عن طموحاتهم في المجلس. لذا، فانني أدعو الدول الأعضاء لدعم الترشيح المصري لهذا المقعد، وسنكون ممتنين بشكل خاص للدعم القيم من أصدقائنا في بلدان الفرانكوفونية.

تجدر الاشارة إلى أن رئيس الوزراء تقدم في بداية حديثه الى السيد الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال بالشكر، على حفاوة الاستقبال في هذا البلد الجميل، وعلى ترحيب السنغال للمرة الثانية بالأسرة الفرانكوفونية، ذلك البلد المتميز بأفريقيا داخل مجتمع الفرانكفونية، قائلا: إنه لشرف عظيم لي أن أكون هنا معكم اليوم في جمهورية السنغال، هذا البلد الشقيق والصديق العظيم لمصر. كما يسعدني أن أشارك للمرة الأولى في هذا الحدث الهام لمنظمتنا، وإني على ثقة في أن مناقشاتنا ستكون فرصة لارساء علامة مميزة على طريق الفرانكفونية وتقاسم الرؤية المشتركة حول عالم يسوده السلام والحرية والتنمية.

وأضاف في هذه المناسبة، يشرفني أن أنقل إليكم التحيات القلبية لرئيس جمهورية مصر العربية السيد عبد الفتاح السيسي، وتمنياته بأن تكلل المناقشات التي ستتم خلال هذين اليومين بكل التوفيق والنجاح.

كما أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر، مهد الحضارات وأرض المعرفة القديمة، حافظت خلال تاريخها الطويل، على القيم الأساسية بما في ذلك الانفتاح على العالم، وعلى أهمية الحوار والتضامن بين الشعوب.

واضاف: أننا نشعر بالامتنان بشكل خاص لمواطننا اللامع والفرانكفوني البارز الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وأول أمين عام للمنظمة الدولية للفرانكفونية، الذي أرسى الروابط والصلات بين مصر والمنظمة الدولية للفرانكوفونية. كما نرحب أيضا بجهود الرئيس ''عبدو ضيوف'' على رأس هذه المنظمة، فتحت قيادته أصبحت الفرانكوفونية شريكا كاملا للمجتمع الدولي، ولكن هذا الدور لم يكن مفاجئا لنا في ظل الدور الرائد لدولة السنغال في مجتمع الفرانكفونية، خاصة وأن الرئيس الشاعر ''ليوبولد سنجور'' كان له دور بالغ الأهمية في ولادة منظمتنا.

وأضاف: ما قدمتموه، سيادة الأمين العام للفرانكوفونية، من جهود من أجل السلام والأمن وحل النزاعات، هو أمر معترف به، فقد قدتم المنظمة بموهبة وحكمة، فكان لمبادراتكم بشأن الوساطة داخل البلدان في أوقات الأزمات، وبخاصة داخل القارة الأفريقية دور في ارساء قواعد دبلوماسية وقائية حقيقية داخل منطقة الفرانكوفونية، وتعزيزا لمصداقية ورؤية الفرانكوفونية دوليا.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان