الأزهر في مرمى نيران ''الهندسة الوراثية''.. ووكيل الأوقاف: المشروع يحتاج إلى وقفة

كتب-عبدالله قدري:

أثار تصريحات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عادل البلتاجي، حول عرض تقنيات الهندسة الوراثية على هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لعرض المقترحات العلمية لعدم تعارضها مع الدين، جدلًا فقهيًا بين التيار المدني الرافض لعرض المشاريع العلمية على هيئات دينية.

وقال وزير الزراعة، إنه يجري حاليا التنسيق بين وزارات الزراعة والصحة والبيئة، للانتهاء من مشروع قانون الهندسة الوراثية، في ظل ما تخططه الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل، خاصة أنه صراع اقتصادي أكثر منه علميا.

ووفقًا لويكيبيديا فإن مفهوم الهندسة الوراثية أو ''التعديل الوراثي'' هي تلاعب إنساني مباشر بالمادة الوراثية للكائن الحي بطريقة لا تحدث في الظروف الطبيعية.

من جانبه، انفعل الإعلامي يوسف الحسيني، أثناء تعليقه على خبر عرض وزارة الزراعة مقترحات ''الهندسة الوراثية'' على الأزهر، وانتظارها صدور بيان موقف الدين فيه، وقام بضرب وجهه بالأوراق التى يحملها بيده تعبيرًا عن غضبه.

وعلق''الحسيني'' خلال برنامجه ''السادة المحترمون'' على فضائية ''أون تي في'' قائلًا:'' الهندسة الوراثية إيه علاقتها بالأزهر، أروح اخبط دماغي فى الحيطة واعمل لكم محضر فى القسم''.

وتابع ساخرًا:''هو النبات كمان محتاج إلى صدور فتاوي لتبين إن كان التلقيح حلالا أم حراما، إحنا وصلنا لكده''.

ورفض الدكتور خالد منتصر عرض مشروع قانون الهندسة الوراثية على هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، معتبرًا أن ذلك عودة للدولة الدينية ''ووضع رقبة العلم تحت مقصلة الكهنوت''.

وانتقد منتصر تصريحات وزير الزراعة بالتوجه إلى الأزهر، وتساءل :'' لماذا يتطوع العلماء، أو المفروض أنهم علماء، بالذهاب للأزهر وكأنهم يقدمون القرابين اعتذاراً عما اقترفوه من جرائم علمية؟!

وقال إن علماء الأزهر علماء شريعة ولغة وبلاغة، وليس بينهم عالم هندسة وراثية، فكيف يضع علماء الهندسة تجاربهم تحت بند الحلال والحرام.

الدستور يحسم الجدل

إلى ذلك، تنص المادة السابعة من دستور 2014 على أن '' الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم . وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه. وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء''.

من جانبه، أكد الدكتور شوقي عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، أن الهندسة الوراثية علم مستحدث والناس في حاجة إليه، لكنه سلاح ذو حدين فيه الخير وفيه الشر، وأن الحكم على هذا المشروع من أساسه خطأ جسيم.

وأضاف عبداللطيف في تصريحات لمصراوي، الأربعاء، أنه لابد من الجلوس مع أهل العلم والتخصص في مجال الهندسة الوراثية للوقوف على تجاربهم وفوائد هذا المشروع من الناحية الدينية وأضراره.

وتابع الوكيل السابق لوزارة الأوقاف، أن الجوانب المفيدة في الهندسة الوراثية هي مضاعفة كمية ونوعية الانتاج وثمرته، مشيرًا إلى أن الهندسة الوراثية مطلوبة في الزراعة والصناعة، ولكن في بني الإنسان تحتاج إلى وقفة.

في السياق ذاته، اعتبر حزب النور السلفي، أن التصريحات المهاجمة للأزهر بخصوص قانون الهندسة الوراثية، تنال من مكانة '' المؤسسة العريقة '' .

وقال الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، إن الهجمة التى يتعرض لها الأزهر الآن ليست فى صالح مصر أو المصريين بل تزيد حالة الانشقاق فى المجتمع المصري وتضعف من مؤسسات الدولة، وتصب فى مصلحة أعداء الوطن.

وأشار إلي أن قوة الدولة فى قوة مؤسساتها وعلى رأسها مؤسسة الازهر الشريف، لما له من تاريخ طويل فى الحفاظ على استقرار مصر والحفاظ على هويته والدفاع عن ثوابت المصريين.

وأضاف مخيون أن الأزهر يعتبر الحاضنة الذي يحتضن جميع المصريين خاصة عند اختلافهم، لما يتمتع به من مكانة كبيرة فى قلوب المصريين وثقة عالية عندهم.

وأوضح أن كل مصرى مخلص للبلد يجب أن يسعى إلى تقوية مكانة الأزهر وعودته إلى مكانته لقيادة الشعب المصري إلى الإسلام الوسطى، خاصة فى هذه القترة التى تتعرض لها مصر من أفكار تكفيرية وأفكار منحرفة.

وأكد أن حزب النور يسعى دائماً إلى أن عودة الأزهر إلى مكانته فى العالم العربى والإسلامي، مشيرا إلي أن الهجوم علي الأزهر بهذه الطريقة ليس فى صالح الوطن ولا المصريين.

لمشاهدة الفيديو ... اضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا