لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أقوى تصريح وأهم قرار جمهوري للسيسي في أسبوع

01:13 م الجمعة 19 ديسمبر 2014

الرئيس عبد الفتاح السيسي

كتب - باسل محمود ووكالات:

تنوع نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، بين اجتماعات للبحث في عدد من الملفات الداخلية، وافتتاح عدد من المشروعات الكبرى، وإصدار عدد من القرارات الجمهورية، ولقاءات مع وفود خارجية.

استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاطه الأسبوعي بحضور احتفال الدولة بعيد العلم بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، حيث ألقى كلمة وجه فيها التحية والتقدير للعلماء المصريين، مؤكداً أن تكريمهم يُعد تكريماً مستحقاً وتعبيراً عن التقدير لما يبذلونه من جهود وطنية، مضيفاً أن هذا التكريم موجه لكافة علماء مصر وليس فقط للعلماء الحاضرين.

أقوى تصريح للرئيس السيسي

وفي أقوى تصريح للرئيس السيسي هذا الأسبوع، وجه الرئيس في كلمته رسالة إلى الشعب المصري أكد خلالها على أنه برغم التحديات التي تواجهها مصر ، إلا أننا "نسير على الطريق الصحيح"، مشدداً على ضرورة التحلي بالثقة والأمل في غد أفضل ومستقبل مشرق ، ومشيراً إلى الجهود الإيجابية المبذولة في العديد من الاتجاهات والتي ستؤتي ثمارها المرجوة لتحقيق آمال وطموحات المصريين.

كما أكد خلال كلمته على محورية دور العلم في حياتنا المعاصرة وضرورة الاهتمام بشقه التطبيقي ليساهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير احتياجات المواطنين ، وأشاد بدور علماء مصر في تطوير منظومة البحث العلمي من خلال جهد متكامل يتم بالتعاون بين وزارة البحث العلمي وبين القنوات العلمية الجديدة مثل مجلس خبراء وعلماء مصر ، والمجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابعين لرئاسة الجمهورية.

اطلاق مبادرة قومية

وفي هذا الإطار ، أعلن الرئيس عن إطلاق المبادرة القومية نحو بناء "مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر"، وهي المبادرة التي كان الرئيس قد كلف المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي بإعدادها منذ شهر سبتمبر 2014 ، والتي تستهدف توجيه أولويات الدولة نحو بناء الإنسان المصري ، وسيتم تنفيذها على ثلاث مراحل ، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى ، كما سيتم في إطارها تنفيذ العديد من المشروعات وأعمال التطوير والتحديث لمنظومة البحث العلمي ، وتتضمن على سبيل المثال لا الحصر ، مضاعفة المنح للمتفوقين من أبناء الوطن للدراسة في الجامعات العالمية ، وإصدار قانون لتنظيم البحث العلمي ، ووضع استراتيجية مصرية للبحث العلمي تتواكب مع استراتيجية تطوير التعليم .

ودعا الرئيس خلال كلمته القطاعين الخاص والأهلي ورجال الأعمال إلى الاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية المصرية ، ولاسيما في قطاع الصناعة ، والمساهمة في تطوير وتمويل البحث العلمي في مصر ، لتحقيق الاستفادة المشتركة والمنفعة المتبادلة.

واختتم الرئيس كلمته بدعوة مجلس أمناء "صندوق تحيا مصر" لمضاعفة المخصصات المالية لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية ، للمساهمة بفاعلية في تطوير الابتكارات والبحوث العلمية للاستفادة من تطبيقاتها العملية في كافة مناحي الحياة المصرية.

وقام الرئيس بمنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى لعدد من علماء مصر ونوابغها الحاصلين على جوائز النيل وجوائز الدولة التقديرية في العلوم والعلوم التكنولوجية لعامي 2012 / 2013 ، تقديراً لجهودهم في البحث العلمي في مجالات الطب والهندسة والعلوم والزراعة والهندسة الوراثية ، وذلك وفقاً للقرار الجمهوري الذي كان الرئيس قد أصدره في هذا الشأن.

وكان وزير البحث العلمي قد ألقى كلمة فى بداية الاحتفال استعرض فيها الخطوات التنفيذية التي تتخذها الوزارة بالتعاون مع مختلف المعاهد والمراكز البحثية لتحقيق أهداف الدولة فيما يتعلق بتطوير منظومة البحث العلمي ، والاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية المصرية في العديد من المجالات ومنها الصناعة والزراعة والطاقة المتجددة ، فضلاً عن برامج تبسيط العلوم للطلاب ، وفي ختام كلمته ، سلم للرئيس السيسي درع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا كهدية تذكارية.

متابعة المشروعات القومية

ثم عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره رئيس مجلس الوزراء ووزراء التخطيط والمتابعة والإصلاح الاداري ، الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ، التموين والتجارة الداخلية ، المالية ، النقل تم خلاله الوقوف على آخر التطورات الخاصة بتطور العمل بعدد من المشروعات القومية الجاري تنفيذها ، حيث أكد الرئيس على أهمية العمل على إنجاز تلك المشروعات بالكفاءة اللازمة مع الالتزام بالتواريخ المقررة لتنفيذها.

وتم خلال الاجتماع كذلك استعراض التحضيرات الجارية لتدشين مشروع المركز اللوجستي العالمي للغلال والسلع الغذائية في ميناء دمياط ، حيث أكد الرئيس على ضرورة تزامن وضع حجر الأساس مع توفير كافة المعدات والآلات اللازمة لبدء تنفيذ المشروع ، إسوة بما تم مع مشروع قناة السويس الجديدة.

واِلتقى الرئيس السيسي بالعالم المصري الكبير د. فاروق الباز عضو مجلس خبراء وعلماء مصر ، حيث استعراض عددا من المشروعات القومية التي تشرع مصر في تنفيذها في الوقت الحالي ، والتقدم المحرز على صعيد عدد من المشروعات العلمية التي يجري تنفيذها ، والتي سيكون لها إسهاماتها في الارتقاء بمنظومة البحث العلمي في مصر بوجه عام والاهتمام بالابتكارات المصرية من أجل المساهمة في تحقيق التنمية المنشودة على كافة الأصعدة.

التحضير لزيارة الصين

وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره هشام رامز محافظ البنك المركزي ، و الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري ، وأشرف سالمان وزير الاستثمار تناول متابعة عدد من الملفات الاقتصادية ، من بينها أوضاع ومؤشرات أداء الاقتصاد المصري ، وعملية الإعداد للمشروعات القومية الجديدة والفرص الاستثمارية المتاحة ، بالإضافة إلى التحضير لزيارة الرئيس المقبلة للصين.

وقد أكد الرئيس على حرص الدولة علي جذب وتشجيع الاستثمار الخاص ، سواء المصري أو الأجنبي ، في ضوء توافر العديد من الفرص الواعدة ، مع توفير كافة الضمانات والحوافز اللازمة للقطاع الخاص ، الذي تقدر الدولة أهمية الدور الذي يقوم به في دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنفيذ مشروعات تهدف إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب ورفع مستويات المعيشة للمواطنين ، وتم خلال الاجتماع بحث سبل إصلاح النظام الضريبي ، وتحمل الدولة لالتزاماتها التعاقدية مع شركات الاستثمار الأجنبية العاملة في مصر ، وحرصها على تذليل كافة العقبات وتسوية المشكلات القانونية العالقة.

أهم قرار جمهوري

وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية أصدر الرئيس السيسي قراراً بقانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 8 لسنة 2009 بشأن حماية المخطوطات ، ويستهدف تجريم فعل الشروع في إخراج المخطوطات إلى خارج جمهورية مصر العربية ، وهي الجزئية التي لم يكن القانون ينص عليها في صيغته السابقة.

وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أنه يعد مخطوطاً كل ما تم تدوينه بخط اليد قبل عصر الطباعة إذا كان يشكل إبداعاً فنياً أو فكرياً أياً كان نوعه ، وكذا كل أصل لكتاب لم يتم نشره أو نسخة نادرة من كتاب نفدت طبعاته إذا كان له من القيمة الفنية أو الفكرية ما يوجب حمايته حفاظاً على المصالح القومية.

وجاء أهم قرار جمهوري بقانون بتعديل بعض أحكام قانون هيئة الشرطة الصادر بالقانون رقم 109 لسنة 1971 ، يستهدف استحداث فئة جديدة ضمن أعضاء هيئة الشرطة بمسمى "معاون أمن" ، يتم تعيينهم وتأهيلهم وفقاً لأسس ومعايير خاصة للاِستفادة من حملة الشهادة الإعدادية ذوي القدرات الصحية والنفسية والرياضية المؤهِلة لعمل رجل الشرطة.

وأوضح المتحدث الرسمي أنه سيتم الاستفادة من الفئات العمرية الشابة ما بين 19 و23 عاماً من خلال تأهيلهم وتدريبهم وفق أحدث البرامج الشرطية المتطورة ؛ بما يضمن تعزيز القدرات الأمنية في مواجهة خطر الجريمة بكل أشكالها وأنماطها ، علماً بأنه سيكون لمعاوني الأمن صفة الضبطية القضائية ، كما سيسري عليهم ذات القواعد الخاصة بأفراد هيئة الشرطة عدا بعض القواعد ، ومن بينها قواعد الترقي ومدة الدراسة والتأهيل ومدة الترقية.

وأصدر الرئيس السيسي أيضا خمسة قرارات جمهورية تتعلق بالتعاون مع الولايات المتحدة في عدة مجالات تشمل توليد الكهرباء ، والعلوم والتكنولوجيا ، والتعليم العالي ، والزراعة ، وتشجيع التجارة والاستثمار في مصر.

وشملت هذه القرارات الموافقة على اتفاق القرض بين مصر والولايات المتحدة وصندوق الأوبك للتنمية الدولية "أوفيد" بشأن تمويل مشروع محطة كهرباء أسيوط "الوليدية" بمبلغ 55 مليون جنيه ، ويستهدف المشروع تدعيم الشبكة الكهربائية الموحدة عن طريق إضافة 650 ميجاوات لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء ، خاصة في شهور الذروة الصيفية ، فضلا عن توفير احتياطي مناسب لمواجهة أعمال الصيانة والخروج الاضطراري من الشبكة.

و شملت أيضاً أربع اتفاقيات منح مساعدة في المجالات التالية:

1 - التعاون المصري الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، وذلك في إطار تنفيذ بنود اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي الموقعة بين البلدين في عام 1995 ، والتي تستهدف تحفيز التعاون العلمي والتكنولوجي وتعزيز الروابط بين الأوساط والدوائر العلمية والبحثية في البلدين .

2 - مبادرة التعليم العالي المصرية الأمريكية والتي تستهدف زيادة فرص توظيف خريجي الجامعات ، وتعزيز القدرات المؤسسية للجامعات المصرية والارتقاء بجودة التعليم الجامعي .

3 - الأعمال الزراعية للتنمية الريفية وزيادة الدخول ، والتي تستهدف زيادة الدخل وتوفير فرص عمل للقائمين على الأعمال الزراعية في عدد من محافظات صعيد مصر ، من خلال توفير فرص تصديرية للمحاصيل البستانية وإنشاء مراكز للتخزين البارد والتعبئة وتعظيم الاستفادة من المساحات المحدودة المتاحة من الأراضي .

4 - تحفيز التجارة والاستثمار في مصر ، والتي تستهدف رفع تنافسية الاقتصاد المصري في قطاعات محددة ، ولاسيما قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر .

مشروعات كبرى

وفيما يتعلق بالمشروعات الكبرى افتتح الرئيس السيسي أعمال تطوير وتوسعة المطار وإضافة مبنى جديداً للركاب ، وألقى كلمة موجزة عقب استماعه إلى الشرح التوضيحي الذي قدمه وزير الطيران المدني لأعمال تطوير المطار ، أشار فيها إلى ضرورة العمل على خفض التكلفة الخاصة بإنشاء مهبط الطائرات بالمطار في المرحلة الثانية من تطويره ، فضلا عن تقليص الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ المشروع ، مشدداً على حاجة مصر إلى العمل سريعاً على تلبية طموحات المصريين وبث الامل في نفوسهم ، حيث ستشهد الفترة المقبلة افتتاح وطرح العديد من المشروعات التنموية ، وهو الأمر الذي يتطلب العمل بمعدلات إنجاز غير مسبوقة ، داعياً الشركات العاملة في المشروعات التنموية إلى تقليص هامش ربحها للمساهمة الجادة والعملية في بناء الوطن.

وشدد الرئيس خلال كلمته على أهمية تكاتف المواطنين المصريين فيما بينهم والتفافهم حول هدف واحد إعلاءً لمصلحة الوطن ، ليس من منطلق تأييد نظام سياسي بعينه ، حيث أن حرية الاختلاف مكفولة للجميع طالما ظلت في إطارها السلمي، ولكن المقصود هو الحفاظ على الدولة المصرية بمؤسساتها ، من قضاء وقوات مسلحة وشرطة وإعلام وغيرها، لتظل الدولة مؤسسية وقوية حتى مع تعاقب النظم السياسية كما أكد الرئيس على أهمية التحلي بالتفاني في العمل والصبر ، مؤكدا على الثقة المتبادلة والعلاقة الوثيقة التي تربطه بالشعب المصري ، وأنه لن يتمكن أحد من إعادة مصر إلى الوراء ، وأن الشعب المصري سيظل قادراً على التصدي لأي خطر طالما احتفظ بوحدته.

وتفقد الرئيس يرافقه رئيس مجلس الوزراء و الوزراء والمسئولين أعمال تطوير مطار الغردقة الدولي ، حيث تبادل الرئيس التحية والحديث مع العديد من السياح والمواطنين المصريين المتواجدين بالمطار ، للتعرف على رأيهم في أعمال التطوير الجديدة وما توفره لهم من عوامل الراحة والأمان.

وكان وزير الطيران المدني قد قدم شرحاً تفصيلياً في بداية مراسم افتتاح أعمال تطوير المطار ، أشار فيه إلى ما يوفره المطار من فرص عمل جديدة حيث تضاعفت فرص العمل المباشرة وغير المباشرة من خمسين ألفاً إلى 620 ألفاً ، فضلاً عن زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار من 5.5 مليون راكب إلى 13 مليون راكب سنوياً ، لمواجهة التدفقات السياحية وتيسير حركة السفر.

كما استعرض الوزير الإجراءات التأمينية الدقيقة المطبقة في المطار من خلال استخدام أحدث الأجهزة التكنولوجية، واستعرض الوزير المشروعات المستقبلية للوزارة في مطار القاهرة ومدينة المطار، وكذا مطاري شرم الشيخ وبرج العرب ، كما قدم للرئيس السيسي هدية تذكارية باِسم العاملين بوزارة الطيران المدني.

بعد ذلك قام الرئيس عقب افتتاحه أعمال تطوير مطار الغردقة الدولي بالتوجه إلى ميناء الغردقة البحري ، حيث قام بافتتاح أحدث ميناء للركاب ومحطة دولية للعبارات وسفن الكروز السياحية لخدمة حركة السياحة والنقل في البحر الأحمر ، وليضيف عنصراً هاماً للبنية الأساسية السياحية لمدينة الغردقة كمركز دولي لسياحة الكروز الدولية.

وألقى الرئيس كلمة استهلها بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إنجاز مشروعيّ تطوير مطار وميناء الغردقة ، كما أكد الرئيس على ضرورة إبراز جدوى المشروعات التنموية التي يتم إنجازها وأهدافها وتكلفتها الاجمالية ، موضحاً أن العديد من المشروعات التنموية التي يتم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالإشراف عليها ، تقوم الشركات المدنية بتنفيذ الجانب الأكبر منها من خلال معداتها ومهندسيها وعمالها من المدنيين ، بما يصب في صالح مكافحة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب.

وفي هذا الإطار ، أشار الرئيس إلى الإعلان عن تأسيس شركة "أيادي" للمشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال ضخم .

وأعرب الرئيس عن اهتمامه بضرورة توافر كافة العناصر الأساسية لأي مشروع قبل وضع حجر الأساس له، من حيث الدراسات الفنية والمالية، ووصول كافة المعدات اللازمة للتنفيذ إلى موقع المشروع، وذلك على غرار ما تم إتباعه في مشروع حفر قناة السويس الجديدة ، موضحاً أنه سيتم اتباع الأمر ذاته مع مشروع إنشاء المركز اللوجيستى العالمي لتخزين وتداول وتجارة الحبوب بميناء دمياط ، وأضاف أن الدولة تتحرك بالتوازي على عدة محاور، حيث يجري العمل على استبدال الشون القديمة لتخزين الحبوب بمنظومة من الشون الحديثة والمتطورة التي سيتم ربطها الكترونياً بوزارة التموين والتجارة الداخلية ، كما سيتم الانتهاء من بناء عدد من هذه الشون بحلول أبريل 2015 قبل موسم حصاد محصول القمح للعام القادم ، لتقليل الفاقد من الحبوب والحفاظ على جودتها.

كما اِستعرض الرئيس الجهود الجارية على صعيد مشروع استصلاح المليون فدان منوهاً إلى الحاجة لحفر ما يتراوح بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف بئرٍ ، وهو الأمر الذي يستلزم استيراد معداتٍ للحفر لتغطية حفر هذا العدد الضخم من الآبار ، وأوضح أن مشروع مدينة الأمل بالإسماعيلية سيعد نموذجا استرشاديا سيتم تطبيقه على مشروع المليون فدان ، حيث سيكون مشروع المدينة متكاملاً ويضم إلى جانب الأراضي الزراعية المستصلحة ، توفير المساكن والمرافق وكافة الخدمات المتطورة.

وعلى صعيد مواجهة أزمة الطاقة الكهربائية ، أشار الرئيس السيسي إلى أنه جاري استيراد محطات توليد كهربائية متنقلة وسابقة التجهيز ، وتوفير الوقود اللازم لها ، وذلك لمواجهة زيادة الأحمال في فصل الصيف المقبل، منوهاً إلى أن تكلفة استيراد هذه المحطات وتوفير الوقود اللازم لتشغيلها ستصل إلى 40 مليار جنيه ، أخذاً في الاعتبار جهود خفض موازنة الدولة من 350 إلى 250 مليار جنيه.

وأضاف الرئيس أن الدولة لن تنسى المواطن محدود الدخل والفئات الفقيرة، حيث يجري العمل حالياً على توصيل خدمات الصرف الصحي إلى 750 قرية من القرى الأكثر فقراً ، جنباً إلى جنب مع مشروعات الاسكان المتعددة الجاري تنفيذها ، ومن بينها بناء ما يناهز ربع مليون وحدة سكنية ، وقرب وضع حجر الأساس لمدينتيّ الاسماعيلية الجديدة ورفح الجديدة، وإنشاء العديد من المزارع السمكية.

كما نوَّه الرئيس إلى مشروع الشبكة القومية للطرق والذي ستتجاوز تكلفته الاجمالية 34 مليار جنيه، مشددا على ضرورة تعويض المواطنين الذين قد يتم نزع ملكيتهم لتنفيذ مشروعات الطرق، فضلا عن إقامة الكباري العلوية والمزلقانات الحديثة لمواجهة الحوادث التي يسقط ضحيتها المواطنون الأبرياء.

وفي ختام كلمته ، أكد الرئيس على أن تحقيق الأمل وبناء المستقبل الواعد، لا يمكن تحقيقه من خلال الكلمات، وإنما يتطلب عملاً جاداً دؤوباً وإرادة حقيقية واعية بالتحديات وسبل مواجهتها، منوهاً إلى أن العامين المقبلين سيشهدان تنفيذ العديد من المشروعات التنموية ، ووجه التحية لأهالي مدينة الغردقة لاستقبالهم الحافل له فى شوارع المدينة.

وتفقد الرئيس أعمال تطوير وتوسيع ميناء الغردقة البحري ، حيث خصصت محافظة الغردقة مساحة من الاراضي لإضافتها إلى المساحة الاجمالية للميناء ، فضلاً عن تقديم القوات المسلحة لقطعة من الارض كانت مخصصة لنادي ضباط البحرية للمساهمة في أعمال توسيع الميناء ليستوعب عددا أكبر من السفن العملاقة وبواخر نقل السائحين، وقد بلغت المساحة الاجمالية للميناء بعد التطوير 44 الفا و300 متر مربع بعد أن كانت مساحته لا تتجاوز 14 الفا و500 متر مربع ، وأضحى يستوعب 700 ألف راكب سنوياً بدلا من 250 ألف راكب فقط. كما وجَّه سيادته أثناء الافتتاح بزيادة الطاقة الإنتاجية لمحطة تحلية المياه الخاصة بمدينة الغردقة لترتفع من 42 الف متر مكعب إلى 80 ألف متر مكعب.

وقد ألقى وزير النقل كلمة قدم فيها شرحاً توضيحياً عن جهود وزارة النقل ودورها في عدد من المشروعات التنموية الكبرى، ومنها مشروع حفر قناة السويس الجديدة، والشبكة القومية للطرق، وكذا تطوير شبكة السكك الحديدية ومترو الانفاق، كما استعرض الوزير أعمال التطوير الجارية في موانئ البحر الأحمر، منوهاً إلى مراعاة ربط هذه الموانيء بالمشروعات التنموية الكبرى، ولاسيما مشروع المثلث الذهبي، حيث وجه الرئيس بتعجيل وتيرة الأعمال للانتهاء من العمل في ميناء سفاجا الكبير.

وقدم اللواء رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عرضاً شاملا وتفصيلياً للمشروعات التي تشرف الهيئة على تنفيذها في العديد من القطاعات المدنية.

وكان الرئيس السيسي قد توجه إلى أحد فنادق الغردقة في طريق توجهه إلى ميناء الغردقة البحري، حيث تفقد الفندق وما يقدمه من خدمات للسائحين ، كما تبادل التحية والحديث مع العديد من السائحين والمواطنين المصريين.

الملف الخارجي ولقاءات دولية

وعلى صعيد الملف الخارجي استقبل الرئيس السيسي رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبي ، الذي قام بزيارة رسمية للقاهرة ، وعقد الرئيسان لقاءً ثنائياً مغلقاً ، أعقبه لقاء موسع بحضور وفدي البلدين ، واستهل الرئيس السيسي الجلسة الموسعة للمباحثات بالترحيب بالرئيس ديبي ، مشيداً بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين ، وأهمية تعزيزها والعمل على تطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

ووجه الرئيس التشادي الشكر على حُسن الاستقبال، مؤكداً على عمق وأهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، كما رحب باِستعادة مصر لموقعها الريادي على الساحة الإفريقية، ونجاحها في تحقيق الاستقرار على صعيد التحول الديمقراطي، مؤكداً على أن مصر طالما ساندت تشاد، وأن هذه المساندة أثمرت العديد من النتائج الإيجابية، والتي كان آخرها تدشين خط مباشر لمصر للطيران بين البلدين ، استجابةً من الرئيس السيسي للطلب الذي سبق أن قدمه الرئيس التشادي خلال القمة الإفريقية الماضية التي عقدت في مالابو.
كما أشاد الرئيس ديبي بالدور الذي قامت به مصر على مر السنين في تعليم اللغة العربية للطلاب التشاديين، مثمناً الدور الإيجابي للمعلمين المصريين وأساتذة الجامعات المبعوثين إلى تشاد ، معرباً عن أمله في زيادة أعدادهم بكافة المراحل التعليمية المختلفة ، ونوّه بدور التشاديين من خريجي الجامعات المصرية في إثراء مختلف جوانب الحياة العملية والمؤسسات التشادية.

وقد تم خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، ولاسيما مجاليّ الصحة والزراعة، حيث تم التوقيع على مذكرتي تفاهم في هذين المجالين، وقد تمت الإشارة أثناء اللقاء إلى أن هناك أربع قوافل طبية مصرية سيتم إيفادها إلى تشاد خلال عام 2015، فضلاً عن تدريب الأطباء التشاديين، واِستقبال عدد من المرضي التشاديين لتلقي العلاج في مصر، ودراسة اِقتراح إنشاء عيادة طبية مصرية في تشاد، بالإضافة إلى إمكانية تصدير الدواء المصري إلى تشاد، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس التشادي ، فضلاً عن التعاون في مجال المياه الجوفية ودراسة إنشاء مزرعة نموذجية مصرية في جنوب شرق تشاد ، في إطار التعاون الزراعي، لتنمية الثروة الحيوانية وزراعة بعض أنواع من المحاصيل الزيتية والتقاوي المحسنة.

كما نوّه الرئيس التشادي إلى اعتزاز بلاده بالتعاون المثمر مع مصر في مختلف المجالات ، مشيداً بنشاط الشركات المصرية العاملة في تشاد، ولاسيما شركة المقاولون العرب والمشروعات الإنشائية التي تقوم بتنفيذها.

وقد أكد الرئيس السيسي حرص مصر على استمرار برامج بناء القدرات للكوادر التشادية في مختلف المجالات ووفقاً لأولويات الجانب التشادي، سواء من خلال الأزهر الشريف أو الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وشهد اللقاء استعراضاً لعدد من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، حيث استأثرت الأوضاع في ليبيا بجزء هام من اللقاء، وقد توافقت الرؤى حول أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وصون مقدراتها، ودعم المؤسسات الليبية الشرعية وفي مقدمتها البرلمان الليبي والجيش الوطني، وكذا أهمية مساندة جهود المبعوث الأممي "برنادينو ليون" بغية تنفيذ مبادرة دول جوار ليبيا التي تم إقرارها في أغسطس الماضي بالقاهرة. وقد أكد الرئيس التشادي على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم جهود تدعيم السلام والاستقرار في ليبيا، فضلاً عن العمل على وقف إمدادات المال والسلاح إلى الفصائل المتطرفة.

وقد أكد الرئيس السيسي على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق في إطار آلية دول جوار ليبيا لبلورة موقف حاسم إزاء الأوضاع في ليبيا قبل عقد القمة الإفريقية المقبلة، مع العمل على تفادي تعدد المبادرات. كما شدد على أهمية دعم جهود السلام في دارفور، وذلك في إطار العمل على إحلال الاستقرار والسلام في القارة الافريقية.

العلاقات المصرية الروسية

واِستقبل الرئيس السيسي أركادي دفوركوفيتش، نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية، الذي استهل اللقاء بالتأكيد على مكانة مصر ودورها الريادي في منطقة الشرق الأوسط ، مشيداً بالشعب المصري وبتقاليده الراسخة ، ومنوهاً إلى أن مصر تعد الشريك الرئيسي لروسيا في الشرق الأوسط، بل من أهم شركائها على مستوى العالم ، وأضاف أن النمو الملحوظ للتبادل التجاري بين مصر وروسيا وزيادة معدلات التدفق السياحي إلى مصر في الآونة الأخيرة، يؤكدان أن مستقبل العلاقات سيكون أكثر ازدهاراً وتقدماً.

ونوّه نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أن بلاده لديها توقعات كبيرة بخروج زيارة الرئيس بوتين المرتقبة إلى مصر بنتائج إيجابية تتناسب مع متانة وعمق العلاقات بين البلدين ، حيث يعكف الجانب الروسي على صياغة العديد من اتفاقيات التعاون المشترك التي سيتم التوقيع عليها أثناء الزيارة ، فضلاً عن اهتمام روسيا بمجال الاستثمار في مصر، مشيرا إلى اِعتزامه الالتقاء برئيس مجلس الوزراء فضلاً عن عدد من السادة الوزراء المعنيين للتباحث بشأن العديد من المشروعات في مختلف المجالات، التي تشمل الطاقة، وتحديث المصانع التي تم تدشينها في مصر بخبرة سوفيتية سابقة، وتنمية منطقة قناة السويس، بالإضافة إلى التعاون مع مصر في مجالات البحث العلمي، معرباً عن استعداد موسكو لاستقبال أساتذة وعلماء مصريين لإجراء أبحاث مشتركة، وترحيب الجانب الروسي بزيادة عدد الطلبة المصريين الدارسين في روسيا.

ورحب الرئيس السيسى بنائب رئيس الوزراء الروسي، منوهاً إلى اعتزاز مصر، حكومة وشعباً، بالعلاقات المصرية الروسية، وبشخص الرئيس "بوتين" الذي يلقى محبة واحتراماً من قبل الشعب المصري، والذي ينظر إلى روسيا باِعتبارها شريكاً جاداً وصديقاً وفياً لمصر ، فضلاً عن موقف الرئيس بوتين الداعم لثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونيو.

وأشار الرئيس إلى أن مصر حريصة على تطوير علاقاتها مع روسيا الاتحادية في مختلف المجالات، ومن بينها التعاون لإنشاء الصوامع وتخزين الغلال بما ييسر من تصديرها إلى إفريقيا، أخذاً في الاعتبار أن مصر تقدم لروسيا فرصاً واعدة ليس فقط على المستوى الداخلي وإنما أيضاً كمعبر لمرور وتيسير التجارة الروسية إلى كل من السودان وإثيوبيا في إطار ما يمثله البلدان إلى جانب مصر من سوق ضخمة وفرص واعدة للاستثمار والعمل المشترك ، وأضاف أن مصر تتطلع لإعادة هيكلة المصانع التي تم إنشاؤها في مصر إبان حقبة الاتحاد السوفيتي السابق.

من جانبه ، ذكر نائب رئيس الوزراء الروسي أنه يصطحب في زيارته وفداً من ممثلي كبريات الشركات الروسية للتعرف على أرض الواقع على فرص التجارة والاستثمار المتاحة في مصر، بغية تكثيف النشاط الاقتصادي والتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. وفي هذا الإطار، أعرب عن تطلع بلاده لإقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوروآسيوي الذي يضم كلاً من روسيا وكازاخستان وبيلاروس.

وأكد الرئيس على أهمية المضي قدماً في مختلف مجالات التعاون بين البلدين، لاسيما في ضوء أهمية عامل الوقت بالنسبة لمصر التي ترغب في تعويض ما فاتها واللحاق بركب التنمية والتقدم؛ وفاءً بتطلعات المصريين المستحقة.

و اختتم الرئيس اللقاء بالتأكيد على المكانة التي تحظى بها روسيا في وجدان المصريين والتي تتيح لها فرصاً واعدة للتواجد والاستثمار في مصر، معرباً عن تطلع مصر لزيارة الرئيس الروسي المرتقبة إلى القاهرة.

خطة لمواجهة أضرار سد النهضة

واِستقبل الرئيس السيسي وفداً إثيوبيا شعبياً موسعاً، برئاسة رئيس البرلمان الاثيوبي، وعضوية عدد من ممثلي مختلف أطياف الشعب الاثيوبي والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، والسفير محمد إدريس، سفير مصر لدى أديس أبابا، والدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، ونيافة الأنبا بيمن، ممثلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ومن الجانب الاثيوبي حضر سفير إثيوبيا لدى القاهرة.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي استهل اللقاء بالتأكيد على أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على إفريقيا، ولاسيما مع إثيوبيا، مُرحباً بالوفد الاثيوبي ومؤكداً أنهم في بلدهم الثاني مصر ، مشيرا إلى استعداده لزيارة البرلمان الاثيوبي ومخاطبة نواب الشعب الاثيوبي، للتأكيد على أن مصر تتمنى لإثيوبيا ولشعبها الصديق كل التوفيق والتنمية والازدهار، ومنوها إلى ضرورة التعاون من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التي تواجه الشعبين المصري والاثيوبي.
وأشار الرئيس إلى سابق اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء الاثيوبي "ديسالين" في مالابو والذي شهد تأكيداً على أن الجانب المصري لا يمكن أن يقف في وجه حق الشعب الاثيوبي في التنمية، وتشديدا من الجانب الاثيوبي على الحفاظ على حق المصريين في الحياة والحفاظ على مصالحهم المائية، مع التأكيد على أن نهر النيل وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدرا للتنمية فإنه بالنسبة للمصريين مصدرٌ للحياة وليس فقط للتنمية، فحصة مصر من المياه ظلت ثابتة عند 55.5 مليار متر مكعب منذ أن كان تعداد سكانها أقل من 20 مليون نسمة ووصل الآن إلى تسعين مليون نسمة.

وأكد الرئيس أيضا ثقته الكاملة في أن أبناء الشعب الاثيوبي لن يقوموا بإلحاق الضرر بأشقائهم المصريين ولو عن طريق نقص قطرة واحدة من مياه النيل. وقد شدد الرئيس على أن الإرادة السياسية والنوايا الطيبة يجب أن يتم إثباتها من خلال إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية إلى حقائق واقعية.

وقد دعا الرئيس الوفد الاثيوبي إلى قيام البرلمان بإصدار قرار يشير فيه إلى حق الشعب الاثيوبي في التنمية وإلى حق الشعب المصري في مياه النيل وفي تأمين مصالحه المائية ، مؤكداً أن المؤسسات الدستورية، ومن بينها البرلمانات، تعد جهات مسئولة عن تحقيق مصالح الشعوب وتعميق العلاقات بين الدول الصديقة.

كما أشاد الرئيس بالعلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين المصري والاثيوبي، فمسلمي مصر يعتزون بعلاقتهم التاريخية بإثيوبيا باعتبارها مقصد الهجرة الأولى، أما مسيحيو مصر فيعلمون تماماً أن الكنيستين المصرية والاثيوبية كانتا كنيسة واحدة، ولا زالتا حتى اليوم ترتبطان بعلاقات وثيقة.

وأضاف السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي أكد أنه لا يتعين اختزال العلاقات المصرية – الإثيوبية في موضوعات مياه النيل، إذ ان هناك العديد من الفرص الواعدة للتنمية بين البلدين، وأهمها تنشيط التبادل التجاري، وتعزيز الاستثمارات المصرية في إثيوبيا، فضلاً عما يمثله البلدان من سوق ضخمة تقارب مائتي مليون نسمة.

وأشار الرئيس إلى أن الأطباء المصريين قد أسسوا صندوقاً برأسمال 500 مليون دولار لتقديم الخدمات الصحية ومعاونة الأشقاء في إفريقيا وأن قسما كبيرا من موارد هذا الصندوق تم تخصيصها لصالح إثيوبيا، كما أضاف الرئيس أنه يتعين تكثيف التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما في ضوء انتشاره في عدد من الدول الأفريقية، مؤكداً أن سبل مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تقتصر على الجوانب العسكرية، وإنما تتم أيضا من خلال تحقيق التنمية ومكافحة الفقر.

من جانبه، أعرب رئيس البرلمان الاثيوبي عن عميق شكره للرئيس لإتاحة الفرصة للالتقاء بالوفد الشعبي الاثيوبي، ونقل تحيات وتقدير رئيس الوزراء الاثيوبي "ديسالين" للرئيس، كما أشاد رئيس البرلمان الاثيوبي بالمنحى الإيجابي لمصر في إدارتها لعلاقاتها مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن البرلمان الإثيوبي يدعو الرئيس السيسي لزيارته ومخاطبة نواب الشعب الاثيوبي.

وأكد رئيس البرلمان الاثيوبي أن الشعب الاثيوبي لا يفكر إطلاقا في الحاق الضرر بأشقائه المصريين، وإنما تنحصر أهدافه فقط في تحقيق التنمية، ليس فقط لإثيوبيا ولمصر، وإنما للقارة الإفريقية بأكملها، وذلك عبر التعاون والعمل المشترك مع مصر، مثمناً الروح الإيجابية التي لمسها في حديث الرئيس، والتي سيقوم بنقلها إلى الشعب الاثيوبي.
وأعرب رئيس البرلمان الاثيوبي عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات، ولاسيما المجالات التي ذكرها الرئيس السيسي والتي تتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري، ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتيح آفاقا أرحب للتفاهم والتعاون بين البلدين.

وقد تحدث عدد من أعضاء الوفد الشعبي الاثيوبي حيث أعربوا عن سعادتهم بتواجدهم في مصر التي تعد وطناً وأرضاً مقدسة بالنسبة لهم، مؤكدين أن العلاقات الودية والتاريخية بين البلدين لا يمكن أن تتزعزع، وأن نهر النيل سيظل مصدرا للتفاهم والتعاون والعمل المشترك، ولن يكون أبداً نقطة للخلاف. كما أشادوا بالمنحى الإيجابي الذي بدأه الرئيس السيسي في علاقات مصر بإثيوبيا، حيث أكد كبار أعضاء الوفد الاثيوبي أن الانطباع الذي خرج به بعد التعرف على رؤى ومواقف الرئيس في قمة مالابو، هو أن إفريقيا وجدت قائداً له رؤية واضحة وإرادة حقيقية للتعاون المشترك وتحقيق التنمية والاستقرار لمصر وللقارة الافريقية.

رئيسة جمهورية إفريقيا الوسطى

واِستقبل الرئيس السيسي، رئيسة جمهورية إفريقيا الوسطى الانتقالية كاثرين سامبا – بانزا ، التي تقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة ، وعقب مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف، عقد الرئيسان لقاءً ثنائياً مغلقاً، أعقبه لقاء موسع بحضور وفدي البلدين.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استهل الجلسة الموسعة للمباحثات بالترحيب برئيسة إفريقيا الوسطى، مشيداً بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين ، وأشار إلى أن البُعد الإفريقي يمثل أحد أهم ثوابت سياسة مصر الخارجية ، مؤكداً على توجه مصر نحو تعزيز انفتاحها على إفريقيا بعد ثورتيّ الشعب المصري.

من جانبها، أعربت رئيسة إفريقيا الوسطى عن تطلع بلادها لتعزيز علاقاتها مع مصر وإعادة افتتاح السفارة المصرية في بانجي ، كما نوهت إلى أهمية دور الأزهر الشريف في بلادها، من خلال المبعوثين الأزهريين الذين يتم إيفادهم إلى إفريقيا الوسطى ، مثمنةً دورهم في نشر قيم الإسلام المعتدلة السمحة ومكافحة الفكر المتطرف، ومشيرة إلى أن المشكلة في بلادها بالأساس مشكلة سياسية وعسكرية ، وقد تم الزج بالمشكلات الطائفية لإزكاء الصراع السياسي.

كما رحبت الرئيسة "سامبا - بانزا" بمشاركة مصر بمائتي فرد في بعثة الأمم المتحدة لدعم الاستقرار في إفريقيا الوسطى، كما أعربت عن تطلع بلادها لمشاركة مصر في مجموعة الاتصال الدولية المعنية بإفريقيا الوسطى، واهتمامها بدعم مصر لاِستكمال استحقاقات الفترة الانتقالية في إفريقيا الوسطى ، وأكدت على اهتمام بلادها بالتعرف على التجربة المصرية الناجحة لتحقيق الاستقرار وصياغة دستور جديد للبلاد، مشددة على رغبتها في لم الشمل الوطني وجمع كافة أبناء شعب إفريقيا الوسطى بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، كما ألقت الضوء على الظروف الصعبة التي تولت فيها الرئاسة الانتقالية للبلاد، مؤكدةً على توافر الإرادة السياسية لديها لإعادة بناء الدولة بالتعاون مع الدول الإفريقية الصديقة، وفي مقدمتها مصر.

ودعت رئيسة إفريقيا الوسطى إلى تفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ولاسيما قطاع الزراعة، منوهةً إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، من خلال إعادة تفعيل اللجنة المشتركة بينهما لتتولى متابعة تنفيذ الاتفاقيات وبحث سبل التعاون في المجالات المختلفة. كما أوضحت أن بلادها تعول على مصر لإيصال رسالتها إلى المجتمع الدولي، وأن ذلك ليس غريباً على مصر التي ساندت القارة الافريقية منذ خمسينيات القرن الماضي.

وقد أشار الرئيس إلى أن مصر لن تدخر جهداً لمساعدة أشقائها الأفارقة، وخاصة إفريقيا الوسطى، والتعاون معها في مختلف المجالات ومن بينها مكافحة التطرف. وفي هذا الإطار، أشار الرئيس إلى أهمية زيادة التنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين، منوهاً إلى أن وجود مصر في مجموعة الاتصال الخاصة بإفريقيا الوسطى سييسر من مهمة مصر لإيصال موقف إفريقيا الوسطى إلى المجتمع الدولي. كما أوضح الرئيس أن تحسن الأوضاع الأمنية سيساعد على إعادة افتتاح السفارة المصرية في "بانجي"، وكذا توجه المستثمرين إلى إفريقيا الوسطى. وقد تم خلال اللقاء التأكيد على أنه ستتم دراسة إمكانية إعادة افتتاح السفارة المصرية في "بانجي"، فضلا عن النظر في إعادة مبعوثي الأزهر الشريف للعمل في إفريقيا الوسطى، وكذا دعوة الشركات المصرية للعمل والاستثمار هناك بعد تقييم الوضع الأمني.

كما تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال الصحة، فضلاً عن تشجيع المشاركة السياسية للمرأة، حيث أكدت رئيسة إفريقيا الوسطى على دعمها لدور المرأة في العملية السياسية في بلادها، ولا سيما لتحقيق المصالحة الوطنية.

وفي هذا الصدد ، نوَّه الرئيس إلى أهمية دور المرأة المصرية، مشيداً بوعيها السياسي، ودورها الفاعل في الاستحقاقات التي أجرتها مصر. وقد اختتم السيد الرئيس اللقاء بتأكيده على متابعة النتائج الإيجابية التي ستخرج عن الزيارة، متمنياً لإفريقيا الوسطى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار.

وفد إعلامي صيني موسع

والتقى الرئيس السيسي، بوفد إعلامي صيني موسع، ضم ممثلين لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، والقناة التليفزيونية المركزية الصينية ، وجريدة الشعب اليومية، وإذاعة الصين الدولية.

وصرح السفير علاء يوسف ، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية ، بأن هذا اللقاء يأتي في إطار اهتمام كبرى وسائل الإعلام الصينية بزيارة الرئيس المقبلة إلى الصين، حيث تناولت محاور الحوار المجالات المستهدف تعزيزها في التعاون المشترك بين البلدين، والجوانب المختلفة للعلاقات الثنائية بين البلدين ، وسبل استفادة مصر من التجربة الاقتصادية الصينية ، والتعاون المصري - الصيني على صعيد المشروعات التنموية العملاقة التي تنفذها وتعد لها مصر.

ورداً على أسئلة الوفد الإعلامي الصيني، أشار الرئيس إلى أن مصر تحرص على سياسة خارجية متوازنة ومنفتحة ولا يمكن تفسير علاقاتها مع طرف على حساب طرف آخر، كما أنها تتطلع لتدعيم علاقاتها مع الصين، منوها إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين قوية ومستقرة منذ عهود طويلة، وأن الشعب المصري يكن تقديراً واحتراماً للشعب الصيني العظيم الذي نجح في تحقيق إنجازات اقتصادية ضخمة خلال فترة زمنية وجيزة. وأوضح الرئيس أن زيارته المرتقبة إلى الصين تستهدف تطوير وتكثيف التعاون القائم بين البلدين، كما ستشهد تركيزاً على الشق الاقتصادي والاستثماري، حيث سيتم إطلاع الجانب الصيني على مجالات الاستثمار المتاحة في مصر، وما توفره مصر من فرص واعدة ومتميزة للاستثمارات الصينية.

وأكد الرئيس على دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير، منوهاً إلى أن مصر تدعم مثل هذه المبادرات الإيجابية التي تستهدف تحقيق التعاون ومصالح الشعوب، ومؤكداً أن مصر يمكنها أن تكون نقطة اِرتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة عبر المشروعات التي تشهدها قناة السويس سواء من خلال حفر القناة الجديدة أو تنمية منطقة القناة، فضلاً عن مشروع تطوير الشبكة القومية للطرق بطول إجمالي يبلغ 3 الاف و400 كيلو متر، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز فرص التجارة بين مصر والدول الآسيوية، وفي مقدمتها الصين.

كما أكد الرئيس أن الدولة المصرية تبذل جهوداً حثيثة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لاستعادة مكانتها الرائدة على الساحة الدولية، حيث تتبع مصر سياسة متوازنة ومنفتحة، تحقق المصالح المشتركة، كما تساهم بفاعلية في عمليات حفظ السلام، وتؤمن بالحوار والوسائل السلمية لتسوية المنازعات، وهي أمور أكسبتها القدرة على أن تكون وسيطاً نزيهاً في عدد من المنازعات الدولية، وبالتوازي مع ذلك تنفذ العديد من المشروعات التنموية التي سيكون لها آثارها الدولية الإيجابية مثل مشروع حفر قناة السويس الجديدة التي ستساهم في تيسير حركة الملاحة والتجارة الدولية.

ونوّه الرئيس إلى أن الثورات تكون لها سلبياتها كما أن لها إيجابياتها، إلا أن السلبيات التي واجهتها مصر في السنوات الأخيرة لم تؤثر سلباً على علاقاتها مع الصين، أخذاً في الاِعتبار التزام الصين ومصر بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. كما أشار الرئيس إلى أن الصين دولة عظيمة ولها تجربة اقتصادية ناجحة وثرية نتطلع إليها بتقدير واحترام ونسعى إلى الاستفادة منها، لاسيما في قطاعيّ الصناعة والطاقة. وأضاف الرئيس أن مصر تمثل بوابة لنفاذ الصادرات الصينية إلى إفريقيا، أخذاً في الاعتبار ما تمثله كل من مصر والسودان وإثيوبيا من سوق ضخمة وواعدة تناهز مائتي مليون نسمة، منوهاً إلى أن مصر تتطلع لتحقيق معدلات نمو اقتصادي تصل إلى 7% خلال سنوات قليلة.

وأوضح أن هناك العديد من المشروعات التنموية التي تُعِّد لها وتنفذها مصر بالإضافة إلى مشروع تنمية محور قناة السويس، وذلك في العديد من القطاعات الاِستثمارية، مثل الطاقة والغزل والنسيج والحديد والصلب والبنية الأساسية، ومدينة التجارة العالمية وغيرها ، كما اِستعرض الإجراءات التي تتخذها مصر للحد من الإجراءات والعقبات البيروقراطية التي تحول دون جذب الاستثمار، ومن بينها قانون الاستثمار الموحد.

وفي ختام اللقاء ، تمنى الوفد الإعلامي الصيني أن تكلل زيارة الرئيس السيسي المقبلة للصين بالنجاح وأن ينتج عنها الزخم السياسي اللازم لدفع العلاقات بين البلدين قدماً، بما يعود بالمكاسب المشتركة عليهما.

اتصال هاتفي مع أوباما

وفي ختام الأسبوع جري اتصال هاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تم خلاله استعراض مجمل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ، فضلا عن التنسيق والتعاون الجاري بين البلدين في مختلف المجالات ، ولاسيما على صعيد مكافحة الإرهاب.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الجانبين اتفقا على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين مع الحرص على تطويرها والارتقاء بها، لاسيما في ضوء إدراك الولايات المتحدة لمحورية دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، وأن تحقيقها للنجاح السياسي والاقتصادي سينعكس على المنطقة بأكملها.

وأضاف السفير علاء يوسف أنه تم خلال الاِتصال بحث عدد من الموضوعات التي تحظى باهتمام الجانبين، لاسيما فيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس على التزام مصر الكامل باستكمال باقي استحقاقات خارطة المستقبل لتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري في إقامة دولة ديمقراطية حديثة تحترم الحقوق والحريات.

من ناحية أخرى ، تم اِستعراض الجهود المصرية المبذولة على الصعيد الإقليمي، ولاسيما فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية، وسبل اِستعادة الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني في كل من العراق وليبيا. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس على أن مصر تبذل جهوداً لمساندة الحكومة العراقية والمؤسسات الشرعية الليبية، متمثلةً في البرلمان المنتخب والجيش الوطني الليبي.

كما تم التطرق إلى الجهود التي تقوم بها مصر في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بالدور المحوري الذي تقوم به مصر في هذا المجال، مشيراً إلى اِستمرار دعم الولايات المتحدة لمصر بما يعزز من قدرتها على مكافحة الإرهاب.

من جانبه ، نوَّه الرئيس السيسى إلى أن مصر تواجه الفكر المتطرف من خلال جهود المؤسسات الدينية متمثلةً في الأزهر الشريف والدور الهام الذي يقوم به لنشر القيم الإسلامية المعتدلة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان