23 ديسمبرعيد النصر.. بمذاق قناة السويس الجديدة
القاهرة - (أ ش أ)
مع بزوغ شمس بعد غد (الثلاثاء) تحل الذكرى الثامنة والخمسين على انتصار المصريين على قوات العدوان الثلاثي فى بورسعيد ''عيد النصر''، يحتفل به المصريون فى يوم 23 ديسمبر من كل عام، ويتم الاحتفال به بشكل أساسي في مدينة بور سعيد، وهو ذكرى انتصار القوات المصرية والشعب المصري والإرادة المصرية على قوات العدوان الثلاثي البريطاني والفرنسي والإسرائيلي فى عام 1956 واندحار قوات هذه الدول على أرض مدينة بور سعيد، وعندها تأكدت مصرية قناة السويس وتحررت كامل الأراضي المصرية.
تحتفل مصر كل عام بذكرى هذا النصر، النصر فى الحرب المسلحة التى شنتها الدول الكبرى عليها، النصر على العدوان، النصر على القوة الغاشمة، وسياسة القوة، وعيد نصر هذا العام، يكتسب طعما جديدا فهو بمذاق قناة السويس الجديدة التى أضافت للإرادة والعزيمة المصرية نصرا جديدا.
23 ديسمبر 1956، تاريخ سيظل عالقا بالأذهان مسطورا بدماء من ضحوا في سبيل الوطن بأرواحهم ، وتاريخ توجه شعار ''الله أكبر'' بعدما نجحت المقاومة الشعبية في دعم القوات المسلحة وأبدي الجميع استعداده للقتال حتى آخر نقطة دم، وأنهم لن يستسلموا أبدا، عاقدين العزم على بناء مصر وكتابة تاريخها ورسم مستقبلها.
تغلب شعب مصر المؤمن بقضيته وقواته المسلحة على بريطانيا وفرنسا الدولتين العظميين.. رافعين شعار ''الله أكبر'' فتحقق له النصر بفضلها وبفضل اعتمادهم على أنفسهم والثقة فى نصر الله والكفاح والقتال، فكان نصر الله على قوى دولية كانت تطمح لإعادة مصر إلى حظيرة المستعمرات الغربية.
بدأت هذه الصفحة المنيرة من تاريخ مصر حينما قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس في خطاب ألقاه بالإسكندرية في 26 يوليو من العام نفسه بعد انسحاب البنك الدولي من تمويل مشروع السد العالي.
وبدأ العدوان الثلاثي على مصر بهدف كسر الإرادة المصرية وردا على قرار التأميم، غير غافل موقف مصر الداعم لثورة الجزائر ولحركات التحرر في إفريقيا بالإضافة إلى فرض حل التصالح مع إسرائيل، وهذا ما جمع فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على هدف ضرب الإرادة المصرية.
وقع الاعتداء في بدايته على سيناء في 29 أكتوبر 1956 بعد إسقاط الكيان الصهيوني لكتيبة مظلات في منطقة سدر الحيطان، ولكنه فشل في التغلغل في الأراضي المصرية فسيرت إسرائيل كتيبة مدرعة وفشلت أيضا وتم القضاء عليها في منطقة أبو عجيلة، ثم تدخلت انجلترا وفرنسا بشكل مباشر في العدوان بحجة حماية قناة السويس باعتبارها ممرا ملاحيا دوليا.
وبدأت المعركة بين مصر والقوى الثلاث المعتدية التي استخدمت كامل قوتها الحربية من طيران موجهة ضربة شاملة في 31 أكتوبر 1956، وقامت تلك القوات بقصف الساحل البورسعيدي بداية من يوم 6 نوفمبر 1956، وتمكنت من إنزال القوات المشتركة في بورسعيد لتبدأ ملحمة المقاومة الشعبية المصرية التي تغلبت على هذه القوى الثلاث العسكرية الكبرى.
وفي السابع من نوفمبر 1956 يصدر مجلس الأمن قرارا بوقف إطلاق النار بين مصر والعدوان الثلاثي، إلا أن القوى الثلاثية لم تستجب للقرار لتستمر بذلك المواجهة الطاحنة بين الإرادة المصرية والعدوان الثلاثي، واستمرت المواجهات حتى أعلنت انجلترا وفرنسا - بعد ضغوط من موسكو وواشنطن - الانسحاب من منطقة القناة في 23 ديسمبر 1956 وهو اليوم الذي اتخذته بورسعيد عيدا قوميا لها بعد دورها العظيم في المقاومة الشعبية.
وبدأت إسرائيل في الانسحاب من سيناء حتى أوائل 1957، ليضعوا بذلك مشهد النهاية في أسطورة مقاومة شعبية ستبقى محفورة في وجدان الشعب المصري والدولة المصرية التي تحتفل كل عام في 23 ديسمبر بعيد النصر الذي انكسر فيه العدوان الثلاثي على صخرة الإرادة المصرية.
لم تنته معارك مصر فى سبيل الاستقلال وتثبيته بانتهاء العدوان والكفاح والقتال والانسحاب من بورسعيد ومن سيناء ومن غزة، واستمرت هذه المعارك بطريقة قد أكثر عنفا وأشد قوة، و بدأت معركة العزل، وبدأت معركة التجويع، وبدأت معارك الأعصاب، وكان لهذه المعارك جميعا هدفا واحدا هو القضاء على الفكرة التي انبعثت من مصر تنادى بالحرية، وتنادى بالاستقلال، وتنادى بالقومية العربية.. الفكرة التي انبعثت من مصر مؤكدة أنه لا مكان لمناطق النفوذ، وأن مصر لن تخضع لمنطقة نفوذ أحد، ولا لسلطانه، الفكرة التى انبعثت من مصر تنادى بأن المصريين أحرار فى بلادهم، وأصحاب قرار سياستهم التى تنبع من ضميرهم الوطني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: