الرئاسة: بكين ترى في العلاقات مع القاهرة نموذجًا في التعاون بين الصين والعرب
بكين - أ ش أ:
أوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية للصين شهدت تطورا هاما فيما يتعلق بمشروعي المركز اللوجيستي العالمي بدمياط ومدينة التجارة والتسوق، حيث اتخذت شركة " تشاينا هاربر" التي تعد من أكبر المجمعات الاقتصادية الصينية، إجراءات رسمية لإبداء رغبتها في المشاركة بتنفيذ المشروعين.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة للوفد الإعلامي المرافق للرئيس السيسي خلال زيارته الحالية إلى العاصمة الصينية بكين.
وحول لقاء الرئيس السيسي مع نظيره الصيني "شي جين بينج" قال السفير يوسف إنه تم بشكل ممتاز يعكس عمق ومتانة العلاقات بين البلدين والرغبة المشتركة في الارتقاء بهذه العلاقات بشكل أعلى، موضحا أن اللقاء بدأ بالإشادة بالعلاقات بين البلدين والتي رأها الرئيس الصيني تمثل نموذجا للعلاقات بين الصين والدول العربية والإفريقية وكذلك العلاقات بين الجنوب والجنوب، مؤكدًا علي مكانة مصر ووزنها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وشدد على حرص الجانب الصيني علي تعزيز التعاون مع مصر في كل المجالات، مشيدًا بما يلمسونه من تحسن ملموس في كل الاوضاع.
وقال المتحدث إن الرئيس الصيني أكد دعم بلاده لخيارات الشعب المصري ونموذج التنمية الذي يراه الشعب المصري متناسبا مع ظروفه ومتطلباته، معربًا عن ثقتهم في نجاح مصر في ظل قيادة الرئيس السيسي لحكمته وقيادته الرشيدة لمصر.
وأشار إلى أن لما يلمسونه من خطوات يقوم بها الرئيس علي الصعيد الاقتصادي والاهتمام الذي يوليه الرئيس لتعزيز العلاقات بين البلدين ولا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية .. وأن الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم التوقيع علي إنشائها في نهاية المباحثات ستكون نقطة انطلاق رئيسية للارتقاء بالعلاقات في الفترة القادمة، وذكر أن زيارة الرئيس ستعطي دفعة قوية لذلك في كافة المجالات.
وأوضح المتحدث الرئاسي أن السيسي أعرب من جانبه عن إعجابه بالتجربة الصينية وحرص مصر علي تعزيز علاقتها مع الصين في الفترة القادمة وأن تاريخ العلاقات المصرية الصينية وما ارتبط بها من احترام متبادل من جانب البلدين مبني علي مصلحة مشتركة تتفهم ظروف ومتطلبات البلدين، مضيفا أن الرئيس تحدث عن اهتمام مصر بإزالة العجز التجاري بين البلدين معربا عن اهتمامنا بأن تصلح الصين من جانبها هذا العجز، وكانت الإجابة سريعة من الرئيس الصيني الذي أكد أنه سيطلب من الشركات الصينية زيادة الاستيراد من مصر.
وطلب من الشركات المصرية دراسة احتياجات السوق الصيني مع الترويج الجيد لمنتجاتنا، مشيرا لما أبداه الرئيس حول زيادة التعاون في هذا المجال بزيادة السياحة الصينية الي مصر.
بينما أكد الرئيس الصيني أنه سيشجع مواطنيه علي زيارة مصر لافتا الي انه زار مصر بنفسه عندما كان حاكما لإحدى المقاطعات الصينية.
وأشار السفير علاء يوسف إلى أن المباحثات تطرقت لمبادرة الرئيس الصيني لإحياء طريق الحرير وتم التأكيد علي ما تمثله مصر من نقطة ارتكاز حقيقة لهذه المبادرة لما تتمتع به من إمكانيات حقيقية سواء من خلال مشروع قناة السويس الجديدة أو الطرق البرية التي تم تشييدها وما تمثله لمصر من فرصة هامة لإنجاح وتفعيل هذه المبادرة.
أضاف المتحدث أن الجانب الصيني كان مهتما بالاستماع إلى ما قدمه الرئيس من عرض للإمكانيات التي تتمتع بها مصر والمشروعات القومية الجاري تنفيذها، وكان هناك اتفاق بين الرئيسين علي العمل سويا في هذا الإطار، وهو كيف يمكن الاستفادة من تلك الإمكانيات لإنجاح المبادرة.. كما طرح الرئيس مسألة التعاون الثقافي والعلمي وسبل نقل التكنولوجيا التي تتمتع بها الصين وزيادة عدد الدارسين المصريين في الجامعات الصينية، وأعاد طرح الفكرة التي عرضها صباح الأمس علي رؤساء الجامعات الصينية ومراكز الأبحاث لإنشاء جامعة صينية متخصصة في العلوم التكنولوجية في سيناء وتحديدا بمدينة الإسماعيلية الجديدة.
كما تم التطرق إلى عدد من الموضوعات الدورية ومنها مكافحة الإرهاب حيث اتفق الرئيسان علي ضرورة تعزيز التعاون المشترك وتبادل المعلومات في هذا المجال وأهمية زيادة التعاون والتنسيق المشترك. ذلك بالطبع بالإضافة إلى قضايا الشرق الأوسط التي كانت مطروحة للنقاش، وكان هناك توافق في المواقف والرؤى بين البلدين.
وأوضح المتحدث أن ما تم التوقيع عليه من اتفاقيات في حضور الرئيسين هي فقط الست اتفاقيات الحكومية، مشيرا إلى أنه سيتم توقيع باقي الاتفاقيات غدا.. مشددا علي الأهمية الكبري لاتفاقية التعاون في مجال علوم الفضاء والاستشعار عن بعد، إن لم تكن الأهم، لأنه لأول مرة لن يمنحنا الجانب الصيني فقط الخبرات في مجال الفضاء ولكن سيتيح لنا أن نجمع ونختبر هذه الأقمار لتكون لدينا إمكانية إنتاج وتصنيع واختبار الأقمار الصناعية.
وحول دعم الصين لموقف مصر في الترشح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن في دورته القادمة، قال السفير يوسف إن هناك تقديرا صينيا كبيرا لمصر ودورها علي المستوي الدولي وإشادة كبيرة بوزن مصر ومساعديها الدؤوبة لإحلال السلام والاستقرار بالعالم.
وبالنسبة للتعاون في المجالات العسكرية، أوضح المتحدث الرئاسي أنه لم يتم الدخول في تفاصيله أثناء المباحثات بين الرئيسين ولكنه أحد المجالات التي تهدف مصر إلى تعزيزها مع الصين ونحن نتبع سياسة منفتحة مع جميع الدول ولا نهدف إلى إقامة محاور بل علي العكس نمد أيدينا إلى كافة الدول ولدينا تعاون مع الجميع.
ولفت يوسف إلى أن الرئيس أعرب عن تقديره لتعديل مصر موعد مؤتمرها الاقتصادي احتراما للأعياد الصينية مبديا تقديره للرئيس علي هذه اللفتة من مصر، مؤكدا علي مشاركة الصين بشكل فاعل في المؤتمر.. معلنا أن الرئيس السيسي وجه دعوة رسمية إلى نظيره الصيني لزيارة مصر وبالفعل استجاب لها الرئيس الصيني وسيم إعلان موعدها وفقا لارتباطات الرئيسين.. كما تم توجيه الدعوة له لحضور احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة.
وأضاف المتحدث أن اللقاء تطرق إلى الجوانب الاستثمارية والاقتصادية، لافتا إلى أن الثلاث سنوات الماضية لم تشهد خروج أية شركة صينية من مصر، معربا عن تقديره لحرص المستثمرين الصينيين علي رفع كفاءة العمالة المصرية وتدريبها، مؤكدا أن الجانب الصيني في كافة لقاءات الأمس أبدي استعدادا كبيرا لتنفيذ كافة المشروعات بمصر وحل المشاكل التمويلية وتقديم التمويل اللازم من خلال أدوات مختلفة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك .. اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: