عمرو عبدالحميد: بعض الإعلاميين يقفون أمام الكاميرا كزعماء سياسيين..والمعوقات تأتي من السلطة (حوار)
حوار- مصطفى المنشاوي:
إعلامي صعيدى بمعنى الكلمة، تربى بقرية ''ساجولتا'' التابعة لمحافظة سوهاج، حيث تخرج من كلية الصيدلة بعد أن قضى بالطب سنة واحدة فقط، ثم تزوج من روسية، إنه عمرو عبد الحميد، مقدم برنامج ''الحياة اليوم''، على فضائية الحياة، الذي بدأ مراسلا ومديرا لمكتب قناة أبوظبي في موسكو، بعدها غادر إلى أفغانستان ليغطي الحرب التي كانت دائرة هناك، ثم انتقل إلى ميادين القتال بالعراق وجورجيا والجزائر، قبل أن تعيده البي بي سي إلى العمل المكتبية.
في البداية.. ما وجهة نظرك..هل نحن في فوضى إعلامية؟
أنا رأيي الشخصي، أن بعض الزملاء عندما يقفون أمام الكاميرا ينسى أنه مذيع ويحاول إبراز نفسه كزعيم سياسي أو كمنظر أو محلل، ولذلك يجب أن ألتزم أنا كمحاور بكل الأسس المهنية والأخلاقية، بحيث ليس من المفروض أن أخرج عن النص والموضوع، وأتعرض لحياته الشخصية أو جوانب أخلاقية، لكي أكسب من وراء ذلك عنوانا عريضا، هذا يمثل ''الصحافة الصفراء''.
دعنا نتحدث عن المشهد الإعلامي في مصر، كثير من الإعلاميين والمذيعين المحاورين تحولوا إلى زعماء سياسيين، يمسك المايكرفون ويخطب وكأنه زعيم سياسي، ولكنه يجب عندما يريد أحد أن يحاور شخصا من الإخوان على سبيل المثال، أولا لابد وأن يكون مقابله شخص يمثل جهة أخرى، أيضا لا بد من أن تكون الأسئلة قوية للجهتين، بحدود الاحترام، لا بد من أن أحترم الضيف، والمعرفة، بمعنى أنه لا يصح أن يكون معي ضيف من أثيوبيا وأكلمه عن البرازيل، أو أن يكون ضيفي مدني وأسأله عن استرتيجية عسكرية، الحوار يحتاج لخلفية ثقافية وسلوكية تحفظ للضيوف مكانتهم دون العمل على المقاطعة، والمشاجرة، الحوار الإعلامي فن ومعرفة في إدارة الجلسة.
لاحظنا أن أشكل البرامج الجديد تبتعد عن التوك شو والسياسة؟
بصراحة في الفترة الحالية ، ان أرى بأن الناس زهقت من السياسة، وبرامج التوك شو منذ بداية أحداث 2011، كان محاولة لتقديم، برنامج سياسي في إطار حواري، لكن حاليا مصر أصبح فيها حرية ولسنا في احتياج إلى ذلك، وأنا أفضل أن يكون البرنامج متنوعًا أفضل.
ولماذا كان اختيارك لقناة ''الحياة'' رغم العروض الكثيرة التي تلقيتها؟
مع كامل احترامي لجميع القنوات الفضائية لكني أراها أفضل قناة فضائية مصرية وعربية، وإدارتها متميزة جدا ومحترفة.
تعليقك على من يردد نظرية أن الإعلامي يفقد بريقه عندما ينتقل من قناة إلى قناة كل فترة؟
لا إطلاقا ليس شرطًا أن يستمر الإعلامي عبر القناة التي بدأ فيها أو حقق نجاح فيها في البداية، وأنا انتقلت لأكثر من قناة، ''سكاي نيوز، ثم ''الحياة''، ولم يؤثر التنقل والحمد لله، فالقضية ليست ماذا تقدم ولكن الأهم ماذا سيستفيد المواطن مما تقدم، والمشاهد لابد أن يستفيد من المعرفة والمعلومات.
ما رأيك في ظاهرة إقحام النشطاء والسياسيين والراقصات في الإعلام؟
طالما أنه يصلح لأن يكون مذيعا فلا يوجد أزمة، وأنا كنت دكتور، ثم انتقلت للعمل الإعلامي، فالكاميرا هي المعيار وممكن أن يصلح شخص من خارج المهنة وآخر لا يصلح ومن أهل المهنة.
أفضل برامج ''التوك شو'' من وجهة نظرك ؟
بصراحة أنا لا اتابع البرامج منذ فترة كبيرة، ولكني أتابع الأخبار على '' تويتر، وفيس بوك''.
ما تقييمك لتليفزيون الدولة ''التليفزيون المصري''؟
أنا لم ادخل التليفزيون المصري غير مرتين، وتفرجت عليه 3 مرات في حياتي، ولا أعرف شيء عنه حتى اقيمه، ولكن يجب أن نذكر أن أغلب الإعلاميين المصريين الموجودين، على الساحة من أبناء التليفزيون المصري.
لماذا يتوسع ملاك القنوات في الإعلام على الرغم من الخسائر التي يتكبدونها؟
أنا لا أعلم ولست مالك قناة أو رئيسها وأنا اختلف مع معلوماتك لأن هناك قنوات تربح بالفعل، وإذا كان هناك مال سياسي أو غسيل أموال مشبوه يتم محاسبتهم فورا، ولكن معلوماتى أن جميع القنوات تخضع لمراقبة الجهاز المركزي وتحت إشراف هيئة الاستثمار.
متى ينفصل إعلام الدولة عن النظام الحاكم ويصبح مثل الإعلام الخاص؟
عندما ترى نشرة الاخبار تذاع بمهنية، حيث ترى الخبر الرئيسي في النشرة هو الحدث او الكارثة التي تمر بها البلد، مثل ''الرئيس راح فين وجه منين''، إعلام الدولة يكون إعلام الشعب، عندما تنفصل الملكية عن الإدارة، ويجب أن تكون القناة لمجموعة مساهمين مثل الصحف حتى لا يسيطر المالك على توجه القناة.
ولكن هناك قنوات تمارس ضغوطا على إعلاميين؟
بعض رؤساء القنوات يضطرون لإنشاء علاقات مع النظام وعندما يذهب النظام يضطر أيضا لإقامة علاقة، مع النظام الجديد ولكن الحل أن تنفصل الملكية عن الإدارة في القنوات الفضائية الخاصة وأيضا تنفصل القنوات الحكومية عن النظام الحاكم.
وإذا كان هناك ملاك قنوات متحولون فهل يوجد إعلاميون أيضا؟
أنا لا أتحدث عن زملاء إعلاميين، لأني احترمهم جميعا، وكل واحد وله رأيه، ولا يمكن أن أقيم زميلًا، وقد يكون هناك زميل مقتنع برأي ثم يفاجأ أنه خطأ ويتراجع عنه، فلا توجد أزمة في ذلك مطلقا.
متى سيكون في مصر قناة إخبارية تستطيع منافسة القنوات العربية؟
نحتاج إلى تقنيات عالية، وديسك نيوز ومحررين على أعلى مستوى، وميزانية ضخمة لتغطية تكلفة البث المباشر لحظة بلحظة من قلب الحدث، وإعلانات لتغطية تلك المتطلبات المادية، ولكن للأسف القنوات الإخبارية غير جاذبة للإعلانات بعكس برامج المنوعات، لأنه لا يوجد الثقافة عند المعلن لأن يضع إعلانه على قناة إخبارية.
كيف ترى المشهد السياسي في مصر الآن؟
أن المشهد السياسي في طريقة إلى الاستقرار، ولكن المعوقات تأتي من داخل السلطة.
ماذا تطلب من الرئيس عبدالفتاح السيسي حتى يتجنب تلك المعوقات؟
اولاً يجب على الرئيس أن يبحث عن الإصلاح داخل مؤسسات الدولة من خلال إعادة النظر في بعض الأمور المتعلقة بأجهزة الدولة التي عانت كثير في السنوات الماضية، ويبتعد عن الأقاويل التي تؤثر على النهوض في تلك المرحلة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: