دار الإفتاء: تكفير قوات الأمن إثم وهدم لمقاصد الشريعة
كتب- محمود علي:
حذرت دار الإفتاء المصرية من الفتاوى المتطرفة التي تدعو إلى تكفير قوات الأمن، وتحريم الصلاة على من استشهد منهم أثناء تأدية عملهم، مؤكدة أن مثل هذه الفتاوى الشاذة خطر على الأمة، وتُوقع المرء فى إثم التكفير.
وأكدت خلال بيان لها اليوم السبت، فى ردها على إحدى الفتاوى المتطرفة التي أطلقتها بعض المواقع التكفيرية، والتي رصدها مرصد دار الإفتاء المصرية الذى تم إنشاؤه لمواجهة الفكر التكفيري، أن من يطلقون هذه الفتاوى التكفيرية غير مؤهلين علميًا ولا عقليًا، ولا يدركون خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدى إلى خراب المجتمعات، وإحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
وأوضحت دار الإفتاء فى ردها أن تكفير المسلم وأهل القبلة بغير حق من أعظم الأمور إثمًا، وأشدها وزرًا، وأخطرها أثرًا، وقد تواردت النصوص الشرعية فى الكتاب والسنة تنهى وتزجر عن التكفير، وتأمر بالكفِّ والإعراض عنه، فقال الله عز وجل: ''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً''(النساء:94).
وتابع البيان أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال ''من رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله''، وقال: ''إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما''، وعن ابن عمر قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: ''كفوا عن أهل لا إله إلا الله، لا تكفروهم بذنب.. من أكفر أهل لا إله الا الله فهو إلى الكفر أقرب''.
وأضافت دار الإفتاء فى ردها على فتوى تكفير رجال الأمن وتحريم دفنهم فى مقابر المسلمين، أن رجال الأمن يقومون بواجبهم فى حماية الوطن واستقراره ضد القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون، وأن من يُقتَّل منهم وهو يدافع عن أمن الناس وحماية أرواحهم وممتلكاتهم فهو شهيد بإذن الله ويكفن ويصلى عليه، ويدفن مُكَرَّمًا فى مدافن المسلمين.
وأشارت دار الإفتاء فى معرض ردها إلى أن من الفهم الخاطئ لأحكام الشريعة أن يصبح التكفير عند كثير من المتطرفين المنتسبين لأهل العلم ومن اتبعهم فى ذلك إيمانًا مقلوبًا، وأن الأخطر من ذلك أن يتحول التكفير إلى مدخل شرعي للقتل واستباحة الدماء والأعراض، مؤكدة أن ذلك إفساد فى الأرض يهدم مقاصد الشريعة الإسلامية من أساسها، وهو ما حذر منه النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- فى خطبة الوداع فقال: ''إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، فى بلدكم هذا، فى شهركم هذا''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: