مواطنون يرون شهاداتهم بشأن التعذيب داخل سجون وأقسام الشرطة
كتبت ـ هاجر حسني:
قال أشرف عباس، منسق مرصد صحفيون ضد التعذيب إن منهجية القتل والتعذيب خارج اطار القانون، مستمرة منذ نظام مبارك وحتى الآن، وأصبحت أشد قسوة من قبل قوات الأمن.
واستشهد عباس في تصريحات له، اليوم الخميس، بشهادة خالد السيد - من معتقلي 25 يناير- والذي يقول فيها: ''أول محطة لنا – أنا وناجي كامل- بعد إلقاء القبض علينا كانت في قسم الأزبكية، و الذي كان عبارة عن سلخانة بلا مبالغة دارت فيها حفلات تعذيب على مدار اليوم الذي قضيناه فيها.
وتابع السيد: ''كنا ضمن معتقلين تم احتجازهم بغرفة صغيرة في القسم بعد إلقاء القبض على أغلبهم بشكل عشوائي، كل فترة يتم أخذ مجموعة ونسمع صوت صراخهم من الألم، مستوى الهلع والفزع اللي الناس كانت حاسه بيه يحتاج مجلدات، بعد شوية أخدوني وعيني متغمية ودخلت أوضة فيها ناس بتتعذب، ومن صوت الصريخ أدركت إنهم بيكهربوهم''.
وأوضح السيد أنه كان يوجد ضابط لم يراه ظل ردد على مسامعه والناس بتصرخ: ''العيال دي ذنبها في رقبتكم يا بتوع الثورة، لولاكم كان زماننا مشيناهم.. كان زمانهم في بيوتهم''، مضيفاً: ''ولما رجعوني، أخدوا ناجي وغموا عينيه برضه والضابط قال له نفس الخلاصة وبنفس الطريقة''.
وأضاف السيد أن الشباب الذين عادوا لغرفة الحجز قالوا إنهم أجبروا على خلع ملابسهم (فيما عدا الملابس الداخلية) وتعرضوا للضرب والصعق في مناطق متفرقة من جسمهم، من ضمنها أعضاؤهم التناسلية، مؤكداً أن أكثر من شخص أكدوا أنه تم الاعتداء عليه جنسيًا - على حد قوله.
واستطرد أنه في سجن أبو زعبل التقى بشباب تم اجبارهم على الوقوف لمدة 16 ساعة متواصلة بقسم الأزبكية، وكان يتم سبهم بألفاظ مهينة عند شعروهم بالتعب، مشيراً إلى أن مرضى السكر والضغط عندما وقعوا مغشيًا عليهم من التعب أجبروا على الوقوف مجددًا بمجرد إفاقتهم.
واستكمل: ''تاني يوم اترحلنا أنا و ناجي كامل ومحمد السايس وعبد الله محمد لقسم قصر النيل و في فترة وجودنا فيه عرفنا إن ضابط المباحث وليد العراقي كان بيضرب الشباب المحجوز في زنزانة بالدور الأرضي، حوالي 70 شاب في زنزانة، وهناك زارنا أنا وناجي ضابط أمن دولة مخصوص وقضى معانا 5 ساعات بيحكيلنا عن تفاصيل حياتنا وشرحلنا إننا ضيعنا حياتنا بإيدينا لأننا مش خارجين، وإن طبعًا ذنب كل الناس اللي في القسم في رقبتنا.
وأوضح أنه بعد بعد عشرة أيام تم ترحيلهم فجأة إلى سجن أبو زعبل، قائلاً إنه منذ لحظة وصولهم تمت مصادرة أو بالأحرى سرقة كل ما كان بحوزتهم من (ملابس – بطاطين – أكل – أدوية)، مؤكداً أنه في سجن أبو زعبل وبمجرد دخولهم السجن تعرضوا لأهوال كان من ضمنها تجريدنا من ملابسنا وإغراقنا بالممياة الباردة.
وأكد السيد أن كلمة صباح الخير في أبو زعبل تعني أن تقوم دورية التفتيش بربط اليدين خلف خلاف (إلى الوراء) ومن ثم يبدأ الضرب، قائلاً إن كل المحبوسين يتم ربطهم وضربهم يومياً، وكون الضرب مقترن بشتائم وإبداء أي درجة من درجات الصمود أو المقاومة يعني المزيد من الضرب.
وتابع: ''أنا عندي إصابة في الفك والظهر وناوي أثبتها في النيابة، وفي سجن أبو زعبل يوجد رفض تام لدخول الأدوية حتى لأصحاب الأمراض المزمنة، وكمان استدعاء طبيب السجن أو التحويل على المستشفى مستحيل، المأساة الأخرى في سجن أبو زعبل هي وجود العشرات من المعتقلين من يناير ماحدش يعرف عنهم حاجة ولا أهاليهم ومافيش زيارات من محامين أو أي حد،الناس دي مجهولة وبيتعذبوا بشكل دوري وفيه بينهم مرضى، واحنا قدام رئيس النيابة النهارده مال نائب مأمور قسم الأزبكية على عبد الله محمد ولف ذراعه حول رقبته وقاله: ''طب لما ترجعولنا القسم هنوريكوا'' بعد ما خلص شهادته''.
ويقول أسلم مراسل قناة إم بي سي إنه تعرض للتعذيب على أيدي رجال قسم شرطة ''أبو قرقاص'' بالمنيا يوم الخميس 31 أكتوبر، من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا، التي يقول فيها إنه تعرض للتعذيب البدني والنفسي لمدة 11 ساعة متواصلة مما يعد تعذيبًا صارخًا لآدمية المواطن المصري وكرامة الإعلاميين كافة.
كما أوضح مواطن يدعى فتحي خلال شهادته بأنه تعرض لتهديدات من إدارة القسم والمستشفى بأنه إذا قام بتحرير محضر ضد القائمين على إدارة قسم شرطة المنيا سوف ينال قسطا آخر من التعذيب والتنكيل، إضافة إلى إجباره على الموافقة على كتابة سبب الإصابة فى التقرير الطبي بأنه ''حجر'' تم إلقاؤه عليه، كما تم احتجازه بقسم الشرطة وسط اعتداءات متكررة لفظيا وجسديا عليه من قبل الضابط وكافة المتواجدين فى القسم.
وأضاف عباس أن هذه هي مجرد شهادات من ضمن المئات من الشهادات التي ترد بوجود حالات تعذيب داخل أماكن الاحتجاز، فهناك شهادات أخري مثل شهادة إسلام الكحلي ''صحفي موقع الوادي'' وكريم البحيري''مصور البديل'' ويرصدا في شهادتهما تعرضهما لوقائع انتهاك داخل أماكن الاحتجاز الخاصة بهما.
بالإضافة إلى شهادة أيمن أحمد المعتقل الوحيد خلال أحداث 30 يونيو والتي يروي فيها تعرضة للتعذيب وسوء المعاملة بشكل يومي وتقدمي محامية العديد من البلاغات لكن لا يتم النظر إليها بجانب وجود عشرات مئات الحالات بالنسبة لمؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي، إلى جانب أن الاعتداء على جميع المعتقلين يتم مع لحظة القبض عليهم سواء كان الاعتداء صادر من جانب قوات الأمن أو من جانب من يُطلق عليهم المواطنين الشرفاء.
وطالب عباس مسؤالي وزارة الداخلية وبعض النشطاء المحسبوين علي الوسط الحقوقي أن يقوموا بالتحقيق في البلاغات المقدمة بوجود حالات تعذيب بدل من النفي المطلق ودفن الرؤوس في الرمال حتي تتحقق دولة العدل والقانون.
فيديو قد يعجبك: