شاهد عيان يروي تفاصيل رحلة ''العالقين'' بسانت كاترين
كتبت- هبة البنا:
شخص واحد لم يعرف مصيره حتى الآن من ضمن 11 شخصا فقدوا لساعات في عاصفة ثلجية بمنطقي وادي الجبال بسانت كاترين، هذا الشخص هو مخرج شاب يدعى محمد رمضان.
روى تامر عبد العزيز، أحد من تابعوا ما حدث عن كثب، فقد كان واحد من عشرات قرروا الذهاب إلى سانت كاترين في رحلة خلوية، انطلقوا الجمعة الماضية في أربعة حافلات، إلا أن واحدة من هذه الحافلات كان لها وجهة مختلفة.
الحافلات الأربعة خرجت سويا لتوفير نوع من الأمان نظرا لما تحمله الرحلة من مخاطر واحتمالات لتعرض المسافرين لقطع الطريق، إلا أن ثلاث منها كانت متوجهة لجبل سانت كاترين بحيث تعود السبت، بينما تستهدف الحافلة الرابعة الوصول لمنقطة باب الدنيا، ويخطط المسافرون بها العودة الأحد.
انقطاع الاتصال بالحافلة
بالفعل عادت الحافلات الثلاث الأولى في الموعد المقرر لها، وصاحبتهم فتاة واحدة من الحافلة الرابعة والتي قررت العودة معهم بعد أن أرهقت وشعرت أنها لن تستطيع استكمال الرحلة ليوم آخر.
وكان اثنان آخران قد تراجعا أيضا عن استكمال الطريق بعد أن أنهكا، انتظر البقية واحد منهما يدعى محمود رؤوف ببيت أحد البدو بسانت كاترين.
محمود لاحظ تأخر زملائه فحاول الاتصال بهم، إلا أنه لم ينجح تماما نظرا لانقطاع الاتصالات بشكل تام في سانت كاترين، وهم لا يمتلكوا ما يكفي من الأطعمة والمؤن لهذه المدة، فقام بالتواصل مع زملائه بالقاهرة وأبلغهم بفقد 8 بصحراء وادي الجبال، وسط عاصفة ثلجية.
يقول تامر، إن المسافرين حاولوا معرفة توقعات الأرصاد الجوية بمنقطة سانت كاترين في هذا اليوم قبل التخطيط للرحلة، إلا أنهم لم يجدوا أي موقع مصري أو غير مصري يوضح توقعات الحالة الجوية في هذه المنطقة.
الموقع الوحيد الذي وجد كان موقعا أجنبيا يرصد تساقط الثلوج في أي مكان بالعالم، اسمه ''سنو فوركاست'' وذكر هذا الموقع إن جبل كاترين فقط هو الذي سيشهد تساقطا ''لغبار الثلج''، ولم يتحدث عن عاصفة ثلجية.
القوات المسلحة تتدخل
يستكمل تامر، إنه بعد علمه بفقدان زملائه قام بالاتصال بشركة طيران لحجز طائرة تستكشف في سانت كاترين للبحث عنهم، إلا أن الرد كان أنه من الصعب استصدار تصاريح للطيران في تلك المنطقة وسيستغرق الموضوع وقتا طويلا، ونصحته باللجوء للجيش أو الشرطة أو للأمم المتحدة.
حاول تامر اللجوء لمعارف له بالقوات المسلحة، إلا أن ذلك لم يفد في شيء فقام بالاتصال بشخص يعرفه بالأمم المتحدة لم يكن له سلطة لكن على أمل أن يساعده في الوصول لمن يمكنه اتخاذ إجراء، وكان رد ذلك الشخص حينما علم أن كل أفراد الرحلة مصريين إنه في الغالب لن تكون هناك استجابة، وطلب منه أن يتأكد مرة أخرى إن كان أي منهم يحمل أية جنسية أجنبية.
واستطرد إن أحدا بعد ذلك قام بالاتصال بقيادة هامة في القوات المسلحة وأخبره إن عددا من السياح الأجانب فقدوا، وهنا بدأ الموضوع يحوز الاهتمام.
البدو ينقل المصابين بـ''الجمال''
قامت طائرة من القوات المسلحة بالبحث عنهم في منطقة وادي جبال، إلا أنه نظرا لتأخر الاستجابة كان الشمس قد غربت مما صعب المهمة، ولم تستطع الهبوط لوعورة المنطقة فألقت لهم ببطاطين ومؤن.
وبعد ذلك قامت فرقة من القوات المسلحة ومعها عدد من البدو بالدخول إلى المكان الذي حددته الطائرة وأنقذوا أربعة أشخاص هم من وجدوهم على قيد الحياة، فحملوهم بأنفسهم حتى أقرب نقطة، ثم استعانوا بالجمال لنقلهم إلى المستشفى، بينما عرف تامر إنهم وجدوا ثلاث جثث، لكنه لم يرد أن يؤكد تلك المعلومة نظرا لأنه لا يعرف أحد رأى تلك الجثث بعينيه.
يقول تامر إن من تم إنقاذهم يتواجدون الآن بمستشفى كاترين، حيث أن بعضهم أصيب إصابات بالغة بسبب الثلوج، وبعضهم مصاب بالإعياء الشديد، ومنهم من وصل لمرحلة الهلوسة.
آخر مشهد للمفقود الوحيد
ظل محمد رمضان هو الوحيد حتى الآن الذي لم يعرف مصيره، إلا أن إيهاب قطب، أحد الناجين ذكر لتامر إنه رآه آخر مرة كان يشعل نارا ويتدفأ بها، وعقد إيهاب أملا على ذلك بأنه لو استطاع الحفاظ على تلك النار ربما ينجو، لأنه لا يملك طعام أو أي شيء آخر يساعده على النجاة.
روماني سعد زميل محمد رمضان أكد أن نقابة السينمائيين تحركت بعد علمها بفقدان رمضان، وأن النقيب يتابع البحث عنه مع القوات المسلحة.
الناجون مصابون بصدمة عصبية
ويذكر أن العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث العسكري، قال إن دوريات حرس الحدود وقوات الجيش الثالث الميداني نقلت الأربعة العالقين برحلة سانت كاترين، الذين تم إنقاذهم أمس الإثنين فى جنوب سيناء، إلى مستشفى سانت كاترين العام، وهم فى حالة إعياء وصدمة عصبية، مؤكدا أن أسماء من تم انقاذهم هي '' يسرا منير السيد، و مها شوقي الأسود، ومحمد فاروق عباس عبدالله، و إيهاب محمد عبد الرحمن قطب.
وأوضح المتحدث العسكري، في بيان له مساء الثلاثاء، أن قوات الجيش عثرت على 3 جثث لأشخاص كانوا فى رحلة سفاري مع الأربعة الذين تم إنقاذهم، وهم ''هاجر أحمد مصطفى شلبي، وخالد السباعي، وأحمد عبد العظيم''، فيما زالت أعمال البحث مستمرة عن محمود رمضان الشخص الثامن الذى كان بصحبة فوج السفاري.
وأشار المتحدث العسكري إلى أن الجثامين توجد الآن بأحد مستشفيات جنوب سيناء وسيتم نقلها إلى القاهرة .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: