أطباء عن جهاز ''فيروس سي'': ''مصباح علاء الدين'' و''اختراع القرن''
كتبت - شيماء الليثي وسحر عزام:
قال الدكتور محمد شفيق، الطبيب بمستشفى شبرا العام، أن ما أعلنت عنه القوات المسلحة قبل أيام يخالف القواعد الطبية الأساسية التي يعرفها أي طالب في عامه الثاني من كلية الطب.
وأضاف شفيق في حديثه لمصراوي، أن إخفاء البروتكولات العلمية للاختراع وعدم نشرها تشير إلى هناك شيء مريب في الأمر، مؤكدا أن هذا يتعارض مع مبادئ العمل الأخلاقية، خاصة وأن الأمر يتعلق بمرض يعاني منه أكثر من ربع الشعب.
وأشار الطبيب إلى أنه متشكك في صحة الاختراع بنسبة كبيرة، خاصة وأنه تم استغلاله سياسيا، مؤكدا أن ما فعلته القوات المسلحة من التعامل مع الاختراع هو شيء غير موجود بالعلم أو البحث العالمي على الإطلاق، وفي حالة عدم إثبات صحته ''هيكون شكلنا وحش جدا أمام العالم '' - على حد تعبيره - واصفا المشهد بأنه تجاوز حد الكوميديا السوداء.
كما أبدى شفيق تعجبه من أي يكون اختراع واحد قادر على علاج كل هذه الأمراض التي ذكرتها القوات المسلحة، وهو ما قال عنه ''إذا كان هذا الاختراع كمصباح علاء الدين يفعل كل شيء، فعلينا ان نأخذ أجازات مفتوحة ونجلس بالبيوت ونترك الجهاز يعمل وحده''.
أين الابحاث العلمية؟
ومن جانبه قال الطبيب عمرو الشورى، عضو نقابة الأطباء، إن الجهاز الذي أعلنت عنه القوات المسلحة لعلاج مرض الإيدز وفيروس سي، يعتبر غير صحيح وغير موجود طالما لم يتم الإعلان عن الأبحاث العلمية الخاصة به.
وأضاف شوري في تصريحه لمصراوي، أن أي تجربة في العالم لابد أن يكون لها أوراق علمية مثبتة ومنشورة، ولابد أن يكون هناك موافقات على تجربته على البشر، مؤكدا أن القوات المسلحة أعلنت أنها قامت بتجربته على البشر دون أن تعرض أي أوراق علمية تثبت ذلك، وهو ما وصفه شورى بالجريمة في حق العلم والإنسانية - على حد قوله ـ
وتابع شورى متحديا مخترعي الجهاز أنهم إن كانوا على ثقة تماما من صحة جهازهم فعليهم أن يصّدروه للعالم حتي تستفيد منه البشرية، ولكنهم رفضوا ذلك لأن العالم لا يعترف بالجهاز من الأساس نظرا لبطلانه علميا - وفق قوله.
اختراع القرن
على صعيد آخر، خالفهم الرأي الدكتور محمد فاضل، الطبيب بمستشفى سوهاج العام، إذ وصف الاختراع الجديد بالعظيم، وأنه اختراع القرن.
وأضاف فاضل، أن المرضي بفيروس سي تحديدا بأمّس الحاجة لأي علاج جديد يظهر على الساحة ويعلقون آمالهم به، وأن لم يعالجهم هذا العقار فستكون خيبة أمل كبيرة، مشيرا أن الاختراع إن لم يعالجهم فهو لن يضرهم، معلال ذلك بأن ''الجيش أكيد مش هيقتل الناس وأكيد واثق من الاختراع قبل ما يجربه في الناس'' - على حد قوله.
رجل يلد!
أما الدكتور أحمد محمد، الطبيب بمستشفى إمبابة العام، فأعرب عن تعجبه من الاختراع ومن وجوده المفاجئ على الساحة دون أبحاث علمية منشورة أيضا ، واصفا الأمر بأنه '' كالذي يصر على أن الرجل يستطيع أن يلد دون أن يكون معه إثبات'' - على حد تشبهه ـ
وأضاف الطبيب أن رفض القوات المسلحة تصديره للعالم يشكك في مدى صلاحيته، مؤكدا أن مصر ستخسر مليارات الدولارات إن لم تثبت للعالم أنه جهاز حقيقي قائم على بحث علمي صحيح، وتبدأ في بيعه بموجب قانون الاحتكار المعروف عالميا .
نقابة الأطباء تتحفظ
الدكتور خالد سمير، أمين صندوق نقابة الأطباء، فقال أنه حتى الآن لا يستطيع أن يحكم على الجهاز لعدم وجود أي ورقة علمية له، مؤكدا أن نقابة الأطباء تلقت العديد من الطلبات بدراسة هذا الاختراع الجديد والتأكد من مدى صحته علميا.
وتابع سمير، قائلا بأن الطريقة التي تم إعلان بها عن الجهاز مخجلة، وأثارت الكثير من البلبلة، مشيرا إلى أن النقابة ستعقد اجتماعا اليوم للاتفاق على ضرورة التواصل مع القوات المسلحة ومخترعي الجهاز لعقد نقاش علمي تنظمه النقابة في وجود أطباء متخصصين لدراسة الاختراع والخروج بنتائج لإعلانها للناس.
عرض أمريكي واختبار
وقال الدكتور جمال عصمت، رئيس الاتحاد العالمي لدراسات الكبد، إن 30 يونيو 2014 هو موعد بدء دراسة جهاز فيروس ''سي'' والإيدز'' على 1500 مريضا، حيث ستكون بداية لدراسات موسعة لكيفية استخدام هذا الجهاز وتقييمه بواسطة دراسة كبيرة تحتوي على 1000-1500 مريضا وهذه دراسة لتسجيل نظام العلاج
وقد أعلن الدكتور أحمد علي مؤنس عضو الفريق الطبي لمشروع القوات المسلحة العلمي ''سي فاست''، صباح اليوم الخميس، أن القوات المسلحة تلقت عرضا من جهة علمية أمريكية مرموقة للمشاركة في الجهاز العلمي الذي اخترعته القوات المسلحة لعلاج الإيدز وفيروس سي، وأثار جدلا كبير خلال الفترة الأخيرة - حسب قوله ـ
وأضاف مؤنس، قائلا أن الجهة العلمية الأمريكية المرموقة شعرت بقيمة الجهاز وطلبت المشاركة معنا لخدمة كل شعوب العالم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: