مفتي الجمهورية يشارك في ''ندوة تطور العلوم الفقهية الثالثة عشرة'' بسلطنة عمان
مسقط ـ إيهاب مباشر:
يشارك فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية في ندوة تطور العلوم الفقهية الثالثة عشرة التي تحمل عنوان (الفقه الإسلامي .. المشترك الإنساني والمصالح) التي تعقد خلال الفترة من 6 وحتى 9 أبريل الجاري في سلطنة عمان وتأتي بتنظيم وإشراف من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة، ويشارك بها عدد من أصحاب المعالي وزراء الأوقاف والشؤون الدينية وأصحاب السماحة مفتييّ بعض الدول العربية والإسلامية، وعلماء ومفكرون من داخل السلطنة وخارجها.
وألقى الدكتور شوقي علام كلمة في افتتاح الندوة جاء فيها: هذه الندوة المباركة تسير مسيرتها في دورتها الثالثة عشرة بمباركة سامية من لدن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله تعالى ورعاه ـ وهذا جهد مبذول من القائمين على أمر هذه الندوة في نسخها المتعددة، فلا يسعنا إلا أن نتقدم إليهم بجزيل الشكر والتقدير لما يبذلونه من جهد كبير في نجاح هذه الندوة وعلى رأسهم معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشئون الدينية.
وأضاف: ومما لا ريب فيه أن علم الفقه له مكانته المتميزة بين علوم الشريعة التي تنظم حياة الناس في جميع جوانب هذه الحياة من العبادات والمعاملات والعلاقات الأسرية والشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغير ذلك، ولا ريب أيضا في جهود الفقهاء وما لهم من دور كبير في تقدير هذا العلم الشريف من حيث وضع القواعد التي تنتج هذا العلم وتبين حكم الله تعالى في أفعال المكلفين في جميع شؤون الحياة، وقد أسس هؤلاء الفقهاء المجتهدون مبادئهم الفقهية ومدارسهم على أسس دقيقة في فهم مسائل الفقه واستنباط الأحكام من الكتاب الحكيم والسنة النبوية المشرفة وبناء على ما يشهد له القرآن والسنة النبوية من الأدلة للاعتبار من الإجماع والقياس وغير ذلك من الأدلة المعروفة لديكم.
وقال: إن البحث في العلاقة بين الفقه كأحد منتجات الحضارة الإسلامية العريقة، والشرف الإنساني هو بحث في المبادئ والقيم المشتركة بين الناس على اختلاف انتماءاتهم الحضارية والمذهبية والثقافية والدينية من اجل بناء أسس للتواصل بين مختلف الحضارات والثقافات.
وأضاف: وإننا نريد من المشترك الانساني في تلك القيم الموجودة في الجوهر والحضارات والمجالس الفكرية، تلك القيم التي تلبي حاجات الانسان الفطرية من حيث هو انسان كونها قيما ومبادئ عابرة للخصوصيات الثقافية للأمم جميعا، وهذا هو كله ما يجري في مبادئ الفقه السائد من حيث العدل وانصاف المظلوم وبغض الظلم وغير ذلك، حيث اعلن (صلى الله عليه وسلم) منهج الاسلام بالتعاون مع القيم الانسانية بكل وضوح في قوله (عليه الصلاة والسلام): (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، موضحا بأنه لا ريب ان محاور هذه الندوة ستغطي كل الافكار التي تراود اذهاننا واملنا كبير ان تخرج التوصيات لها محققة الطموحات الكبيرة التي تؤدي الى جملة من الاجراءات لتضع مجموعة القيم التي تمثل الحد الأدنى لمعايير الاخلاق التي يمكن من خلاله تحقيق العيش المشترك.
وقد رعى افتتاح الندوة معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة بحضور عدد من اصحاب المعالي الوزراء والمستشارين واصحاب السعادة واصحاب الفضيلة والمشاركين بالندوة وجمع كبير من المهتمين بهذا الجانب.
وأدلى معالي راعي المناسبة عقب افتتاح الندوة بتصريح لوسائل الإعلام قال فيه: ان ندوة تطور العلوم الفقهية في نسختها الثالثة عشرة تعالج المستجدات والحياة العملية ولا شك وجود كوكبة من العلماء الاجلاء الذين حضروا للسلطنة للمساهمة في هذه الندوة ستثري الكثير من محاورها.
واضاف معاليه قائلا: عندما ننظر الى هذه المحاور وهي ترتكز على عدة نقاط وقيم سلوكية منه العدل والمساواة وحقوق الانسان كلها امور من الضروري ان تعالج عبر الدراسات والحوار بين العلماء والمختصين في هذا المجال.
مشيرا معاليه الى أن السلطنة وهي تقيم هذه الندوة فهو معلوم ان العمانيين جبلوا في الماضي وفي الحاضر على روح التسامح والمساواة والعدل في المجتمع الانساني، وهذا ما يؤكد عليه جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ في جولاته السامية من النظرة الايجابية للعمانيين مع المجتمعات الاخرى ونظرة الآخر ولذلك تأتي هذه الندوة لتؤكد هذه القيم من سلوكيات اجتماعية هنا في السلطنة ماضيا وحاضرا.
جلسات اليوم الأول
بدأت أولى جلسات اليوم الأول للندوة من خلال ثلاثة محاور، تناول المحور الاول (المصطلحات والمفاهيم والتأصيل الفقهي)، قدم خلاله فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام ورقة عمل حول (منظومة القيم القرآنية في مجال الفقه واصوله) ثم تحدث سعادة الشيخ احمد بن سعود السيابي في ورقة عمل حول (منظومة القيم القرآنية واثرها في المجال الأخلاقي) كما تحدث الشيخ الاستاذ الدكتور محمد مصطفى الياقوت في ورقة عمل حول (قيمة التعارف في القرآن والفقه والمشتركات المعاصرة) بعدها قدم الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي ورقة عمل حول (قيمة الخير والمصالح الانسانية في القرآن وادراكات الفقهاء) وتحدث سماحة الشيخ آية الله محسن الآراكي حول (العدل والرحمة والآثار الفقهية) واخيرا كانت ورقة عمل الأستاذ الدكتور رضوان السيد عن مفهوم (المصالح الانسانية العامة في الفقه والكلام) بعد ذلك فتح المجال للمناقشة.
وفي الجلسة الثانية التي تناولت محور (المساواة أصولا وفقها) تحدث الدكتور احمد بن يحيى الكندي حول (المساواة في الفقه العام الاسلامي) وتناول الدكتور محمد بن سيف الحبسي (المساواة في الفقه الاسلامي الخاص) بينما تحدث الأستاذ الدكتور إبراهيم خليفة في ورقته عن (المساواة في المواثيق الدولية من منظور اسلامي) في حين تحدث الاستاذ الدكتور سعيد محمد الدقاق في ورقة عمله المقدمة حول (المساواة في المواثيق الإقيلمية من منظور اسلامي) واخيرا كان حديث الأستاذ الدكتور فرحات الجعبيري في روقة عمل حول (مفهوم المساواة في الفكر الإباضي)، بعد ذلك فتح المجال للمناقشة.
اما الجلسة الثالثة فدارت حول محور (فقه العدل في الاسلام)، حيث تحدث معالي الاستاذ الدكتور نور الدين الخادمي حول (العدل وفقه التكاليف في الاسلام) ثم تحدث الاستاذ الدكتور احمد الخمليشي في ورقته عن (العدل بين الجنسين .. أبعاد وتطبيقات) أما الأستاذ محمد بن طاهر ابراهيم فتحدث في ورقة عمله عن (مؤسسات العدالة بين الاسلام .. نموذج النظام القضائي) وأخيرا تحدث الأستاذ حسن الشعيبي في ورقته عن (العدل وعلاقته بالمساواة في فقه الأسرة).
جدير بالذكر أن محاور الندوة الثمانية جاءت شاملة لحدثها وتناولت: المصطلحات والمفاهيم والتأصيل الفقهي، والمساواة في الجانبين الأصولي والفقهي، وفقه العدل في الاسلام، وفقه حقوق الإنسان في الاسلام، وحقوق الانسان في المواثيق الدولية والفقه الإسلامي، وفقه المشترك الإنساني عند فقهاء الإسلام، والسياسة الشرعية وفقد المشترك الانساني، ومقارنة بين الفقه الإسلامي والتراث الفقهي العالمي.
وبلغت عدد أوراق العمل خلال الندوة (68) ورقة عمل تتناول تلك المحاور وفيها: القيم القرآنية في مجال الفقه وأصوله والعدل والرحمة والآثار الفقهية والمساواة في المواثيق الدولية من منظور إسلامي ومؤسسات العدل في الإسلام وحقوق المحاربين في الفقه وحقوق الطفل في القرآن الكريم وحقوق الإنسان ومقاصد الشريعة الإسلامي والرؤية الفقهية حول إعلان الاستقلال الأميركي والإعلان الفرنسي والإعلان العالمي وحقوق الإنسان بين الإعلانيين العالميين (84،90م) والمشترك الإنساني عند ابن بركه، والفارابي والعز بن عبد السلام بن حزم والنائيني والقطب والإمام نور الدين السالمي والشيخ علي يحيى معمر وسماحة الشيخ أحمد الخليلي وأثر الفقه الإسلامي في القانون الإنجليزي والفرنسي والإسباني.
متابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: