حرية الفكر و التعبير: ''الأمن الذاتي للطلاب'' انتكاسة جديدة لاستقلال الجامعة
كتبت ـ هاجر حسني:
أكدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير كامل رفضها لما جاء برسالة وزير التعليم العالي لرؤساء الجامعات فيما يخص دراسة إمكانية إنشاء ما يسمى بالأمن الذاتي للطلاب داخل الجامعات لمساعدة الأمن الإداري، شكلًا وموضوعًا، لافتة إلى أن الرسالة تحمل توجهًا صريحًا لاستعادة القبضة الأمنية على الجامعات المصرية، ولكن بشكل أكثر خطورة مما عانت منه الجامعات المصرية قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير.
و أضافت المؤسسة في بيانها، اليوم الأربعاء، أن الرسالة تثير لدى المهتمين بالشأن الجامعي مخاوف حول طريقة إدارة ملف الجامعات والتعليم العالي في مصر، وما هو الدور الذي تلعبه الوزارة والمجلس الأعلى للجامعات في هذا الشأن؛ وخاصة حينما تدار الجامعات بهذا الشكل العشوائي، الذي يجعل من السلطة التنفيذية ولجنة إدارة الأزمات بوزارة الدفاع طرفًا في اتخاذ قرارات بشأن أهم المخاطر التي تواجه العملية التعليمية في الجامعات المصرية اليوم، وهو الأمر الذي يزيد من حدة التخوفات حول مدى ملائمة تلك القرارات التي تتخذها هذه الجهات لمفاهيم استقلال الجامعة وحقوق وحريات الطلاب، بحسب المؤسسة.
و تابعت المؤسسة ''إن ما جاء من قرارات في متن رسالة الوزير لرؤساء الجامعات يعبر عن انتكاسة حقيقية لاستقلال الجامعات، فاستغلال الطلاب كطرف في عملية الصراع الدائرة بين السلطة القائمة وحركة ''طلاب ضد الانقلاب'' التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، أمر يهدد بشكل صريح السلم الجامعي، وينذر بعنف أكثر خطورة على حياة وأرواح الطلاب، وكذلك على سير العملية التعليمية مثل ما حدث في العام الدراسي الحالي''.
و أشارت المؤسسة إلى أن غياب الفهم الحقيقي لمضامين استقلال الجامعة لدى القائمين على العملية التعليمية بالجامعات، هو الدافع وراء خروج مثل تلك الاقتراحات التي تحاول معالجة فشل الإدارة، من خلال إقحام الطلاب ومن ثم الجامعة في مستنقع العنف، الذي بدوره يعيد إلى الأذهان ما كان يحدث داخل الجامعات في السبعينيات، عندما استخدمت إدارات الجامعات المختلفة -بتوجيه من السلطة- طلاب التيار الإسلامي لمواجهة طلاب اليسار في الجامعة آنذاك، وهو الأمر الذي تسبب في الكثير من أعمال العنف والتخريب الواسعة.
و لفتت إلى أن اللجوء لمثل تلك الحلول من أجل حفظ الأمن داخل الجامعة، يثير القلق حول مدى قدرة السلطة الحالية؛ والمتمثلة في الحكومة ووزير التعليم العالي، على مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه القائمين على إدارة الشأن الجامعي في مصر.
و في هذا الصدد، طالبت المؤسسة الجهات المعنية أن تضطلع بمسئوليتها في حفظ الأمن داخل الجامعة، مما يحفظ سلامة حياة وأرواح الطلاب، ويصون استقلال الجامعة وحريات طلابها، ويبعد الطلاب عن دوائر الصراع العنيف بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، وتدعو المؤسسة كل المهتمين بالشأن الجامعي واستقلال الجامعة، وكل الحريصين على ما أنجزته الجامعة من مكتسبات بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أن يتصدوا بكل قوة لما تنتهجه وزارة التعليم العالي من سياسات، تؤكد المخاوف من رغبة السلطة في السيطرة الأمنية شبه الكاملة على الجامعات مرة أخرى.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: