لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يونيو في الميزان.. ما لها وما عليها

07:29 م الإثنين 30 يونيو 2014

يونيو في الميزان.. ما لها وما عليها

كتب- محمد أبو ليلة:

كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء يوم الثالث من يوليو الماضي والجميع ينتظرون البيان الذي سيلقيه قائد الجيش، بعدها بلحظات ظهر الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع على شاشات التلفزيون وألقى بيانا عزل فيه الرئيس السابق محمد مرسي، وأعلن إجراءات خارطة المستقبل.

والتي تتضمن ''تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وحلف رئيس المحكمة الدستورية اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى رئيس المحكمة إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتخاب رئيس جديد، ولرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية، ووضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الاعلام ويحقق قواعد المهنية، وتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بالمصداقية''.

مر عام بعدما نزل الشعب يطالب بإسقاط مرسي والإخوان يوم 30 يونيو الماضي، وقائد الجيش الذي استجاب لنداء الشعب وقتها أصبح الأن رئيسا للجمهورية، وهناك دستورا جديدا وافق عليه غالبية المصريين بعد إسقاط دستور الإخوان، لكن تلك الفترة الانتقالية التي مرت بها مصر بعد سقوط مرسي والإخوان جديرة بأن يعاد تقيميها مرة أخرى بما لها وما عليها، هل كانت فترة موفقة؟ ما هي سلبياتها؟ وما هي انجازاتها؟، كل هذه الأسئلة تحتاج إلى اجابات.

''أهم مكسب زوال الإخوان''

الدكتور عاصم الدسوقي المؤرخ الكبير في حديثه لمصراوي أن ثورة 30 يونيو جاءت بسبب موقف الإخوان وسياستهم في الحكم، التي يراها لم تحظ بتأييد الجماهير خصوصا أن شيئا لم ينفذ من شعارات الثورة التي انطلقت في 25 يناير لعام 2011، والخاصة بالعدالة الاجتماعية.

وتابع: كما أن مرسي قال ان هناك مائة يوم خاصة لمعالجة مشاكل حياتية ولم يحدث أي شيئ، فضلا عن أن الإخوان بدأوا يتجهوا نحو مفهوم الأمة الإسلامية على حساب الوطن، ولم يكن لديهم مانع من التنازع عن بعض أراضي مصر كحلايب وشلاتين، للسودان، هذه سياسات أدت الي انفجار الموقف في مصر، وهذا يتفق بحد كبير إلى طبيعة الشعب المصري الصبور، ولذلك أهم انجاز ل 30 يونيو عزل مرسي والإخوان، مع ان الفرصة كانت سانحة أمامهم قبل العزل بان يرضخوا لقرار الشعب، لكنهم رفضوا ذلك.

ويوافقه الرأي الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حيث يقول لمصراوي “أهم مكسب من 30 يونيو هو زوال حكم الاخوان، لأن كلنا نرى الوضع الراهن، لو كان استمر الاخوان أكثر من ذلك لم نكن نستطيع ان نخرجهم من السلطة، والفترة اللي قعدوها لم يتركو أي انجازات لا سياسية ولا قضائية ولا اقتصادية ولا اي شئ، رئيس الجمهورية لم يكن يحترم القضاء ولا اي شئ، كنا هندخل في متاهات كثيرة، اسم مصر اتهز أوي في الفترة اللي مسكها مرسي والإخوان، بالإضافة لأخونة الدولة، كونك، تتخلص من كل هذا يعتبر مكسب كبير ل 30 يونيو''.

''حكومة الببلاوي من السلبيات''

''وكانت من سلبيات 30 يونيو حكومة الببلاوي لأن الببلاوي أصلا رجل غير مؤمن بالعدالة الاجتماعية ومؤمن بالاقتصاد الرأسمالي الحر المطلق طبقا لنظرية سميث التي صاغها في القرن الثامن عشر تعبيرا عن نظرية البرجوارزية في اروبا في ذلك الوقت، وقد رفض الببلاوي الحد الأدنى والأقصي للأجور، وكان واضح في ذلك وللأسف فشل في الحلول الاقتصادية والامنية للبلاد''..هكذا يقول المؤرخ عاصم الدسوقي.

كما يرى أستاذ الاقتصاد رشاد عبده أنه بعد زوال الإخوان ازدادت عمليات العنف وارهاب الدولة بشكل كبير ويعتبر ذلك من سلبيات 30 يونيو، وتابع ''الإخوان أرادو إرهاب الدولة كي لا يتم ضخ استثمارات او سياحة داخل الدولة، يريدون أن يأتوا مرة أخرى من جديد، وبالتالي الموقف كان صعب جدا، ونتج عنه ظروف أمنية وسياسية واقتصادية صعبة جدا في الفترة الحالية، حتى الوضع الامني من خلال مظاهرات طلبة الجامعات أصبح هناك انفلات امني اكثر وهذا من مأخذ 30 يونيو ، والاخوان استغلوا كل ذلك لمصلحتهم، وهذا ما فشل فيه الببلاوي''.

عودة هيبة الدولة

كما أضاف ''عبده'': من اهم إيجابيات 30 يونيو أيضا عودة العلاقات اللي كانت مقطوعة مع أخوانا العرب الإمارات والسعودية، باستثناء قطر الموقف اختلف، ملك السعودية يدعو لمؤتمر الدول المناحة كي يساعدونا، الإمارات هي الأخرى تنسق مع أكبر مؤسستين عالميتين كي يقوموا بعمل مشاريع لخروج مصر من أزماتها الاقتصادية، وخطط الإصلاح الاقتصادي وذلك بالتخطيط مع الحكومة المصرية.

وتابع: العرب أعطوا مصر أكثر من 20 مليار دولار، غير مؤتمر المانحين والمشاريع الجديدة، كل هذا الكلام، بيقوهل اننا نبدأ مرحلة جديدة، صحيح لم نتخلص من القديم، لأن أنت مش عايز تبقى ديكتاتوري، او باطش، انما بتعمل خطى ومبادئ وبتسعيد دولة مؤسسات وهيبة الدولة، وكل هذا سيأخذ بعض الوقت، لكنك أصبحت على الطريق الحكومة الجديد بتاع محلب بتحاول تبذل وتحقق شيئ.

كما يؤكد المؤرخ عاصم الدسوقي أن الانجازات واضحة من خارطة المستقبل، فهناك دستور جديد تم تفعيله وانتخابات رئاسة وبرلمان، وتشكيل حكومة جديدة، ويضيف ''الحركة السياسية لا تحاسب بهذا الشكل لابد أن يكون الرئيس والحكومة منتخبين، حتى يتم تقيمهم بشكل جيد، حينما كان مرسي رئيسا منتخب لم يفعل شيئ، ولم يقدم حلول سياسية واقتصادية قامت الثورة ضده هكذا تحاسب الأمور.

وتابع: الفترة الانتقالية تمت ادارتها طبقا لخارطة طريق ليس بشكل منتخب ومن الممكن أن تخطأ وتقيميها لن يصبح في محله، ومع ذلك لم ينتهي الصراع ولم ينتهي، ينضم إليهم القوى السياسية التي تجمع الان في شكل معارضة، لكن براعة اي حاكم جديد تبدو في كيفية سحبه هذه القوى الشعبية من حضن الثورة المضادة إلى حضن الوطن .

انقسام الشعب

ويضيف أن من أهم سلبيات 30 يونيو أن الشعب انقسم الي قسمين، نصف ضد الاخوان ونصف مع الاخوان، وكان هذا ضد مصلحة الوطن، ''وظل القسم اللي بيايد الاخوان حتى الان يثير مشاكل، ويريد عودة مرسي مرة أخرى''..هكذا يقول الدسوقي.

وزادت حدة الإنقسام بين الشعب عقب فضالشرطة لإعتصامي الإخوان في النهضة ورابعة العدوية يوم 14 من أغسطس الماضي، مما أودى بحياة المئات من أنصار الإخوان، بعدها قامت الشرطة باعتقال عدد كبير من أنصار الأخوان، وأصدرت الحكومة وقتها قانون للتظاهر على أثره قبضت على عدد كبير من النشطاء السياسين المعارضين للفترة الانقالية.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان