ماذا حدث للتعليم قبل الجامعي بعد ثورة 30 يونيو؟
كتبت – ياسمين محمد:
يعتبر التعليم من أهم المجالات التي يجب أن تولي كل دولة اهتماماً خاصاً به، فالاهتمام بالتعليم يعد اهتماماً بإصلاح المجتمع بشكل عام، ولا سيما في السنوات الاولى من عمر الطلاب، حيث يعتبر المشكل الأول لشخصية الطفل الذي تعده الدولة ليكون الحاكم والعالم والمزارع والتاجر والمعلم، ومن يتولى مهمة القيام بتغييرها إلى الأفضل في المستقبل.
ولما حدثت حركات التغيير في مصر، كانت جميعها تبحث في المقام الأول عن مصر في وضع أفضل، ومادامنا نبحث عن الأفضل، فكان لازماً علينا أن ننظر إلى التعليم، الذي عانى في بلادنا من تهميش على مدار سنوات عديدة؛ وتسبب تهميشه في ظهور مصطلح "أمية المتعلم"، فأصبح لدينا متعلمين بلا تعليم، وفكر سطحي يفتقر إلى المنطق، ولا ينم على دراية حقيقة بالأمور.
ولكن ومع كل السلبيات التي نتحدث عنها في التعليم، هناك مؤشرات إيجابية، تدعونا للتفاؤل بمستقبل أفضل وتعليم أقوم، ونظراً لأننا اليوم في الذكرى الأولى لأحداث الثلاثين من يونيو، التي أدت إلى تغييراً شاملاً على الساحة السياسية المصرية، حيث أتت بدستور جديد، ورئيس جديد، وستكمل خطة بناء الدولة ببرلمان جديد، فبالتأكيد نال التعليم نصيبه منها، لذا قمنا في مصراوي بمحاولة تسليط الضوء على أهم ما أحدثته 30 يونيو في منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر.
ميزانية التعليم في الدستور
جاء الدستور الجديد بمادة ضمنت للتعليم قبل الجامعي مستقبلاً أفضل، حيث نصت المادة 19 من دستور 2013 على أن تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للتعليم لا تقل عن 4% من الناتج القومي الإجمالي، تتصاعد تدريجيا حتى تتفق مع المعدلات العالمية، بما يعني تخصيص نحو 80 مليار جنيه للإنفاق على التعليم قبل الجامعي.
وتعتبر هذه المادة هي الأولى في الدساتير المصرية التي تلزم الدولة بنسبة محددة للتعليم مما يعبر عن بداية اهتمام بهذا المجال.
وقد جعلت هذه النسبة المخصصة للتعليم في الدستور، مصر تقفز للمرتبة الـ 70 من بين142 دولة في الانفاق على التعليم.
وزير التربية والتعليم
في أول تشكيل للحكومة بعد أحداث الثلاثين من يونيو، جاء رئيس مجلس الوزراء حينها، الدكتور حازم الببلاوي، بالدكتور محمود أبو النصر، وزيراً للتربية والتعليم، بعد أن كان رئيساً لقطاع التعليم الفني بالوزارة.
منذ مجئ الدكتور محمود أبو النصر، قام بإعداد خطة استراتيجية لإصلاح التعليم، شعارها "معاً نستطيع" تبدأ من العام 2014/2015، وتنتهي في 2030.
وترتكز خط وزير التربية والتعليم على هدفين رئيسيين، أحدهما غير مباشر وهو التنمية الشاملة للنشئ مع غرس روح المواطنة والتسامح ونبذ العنف وتفهم أسس الحرية والعدالة من حقوق وواجبات وشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطنين.
أما الهدف الثاني المباشر، فيتمثل في التأكيد على الالتزام بحق كل طفل في فرصة متكافئة لتلقي خدمة تعليمية بمستوى من الجودة يتناسب مع المعايير العالمية بما يسمح له بالاسهام الفعال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدة وبالمنافسة اقليمياً وعالمياً.
طالب ومعلم ومنهج
بدأت وزارة التربية والتعليم في تنفيذ الخطة بالاهتمام بمحاور العملية التعليمية الثلاث "الطالب ، المعلم ، المناهج".
فبالنسبة للطالب، قامت وزارة التربية والتعليم بعمل كتاب القيم والاخلاق، بهدف إعادة المبادئ والقيم والأخلاق للطلاب من خلال تدريسها بمعرفة المعلمين.
وفيما يخص المعلم، تم تعديل قانون التعليم وفقاً للدستور الجديد، وأشار الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم إلى أن الوزارة حصلت على 6 مليارات و200 مليون جنيه لتحسين دخول المعلمين.
كما شارك المعلمون بأنفسهم في وضع القانون الخاص بهم، واعتمده وزير التربية والتعليم، ويبقى عرضه على مجلس الوزراء لعرضه على رئيس الجمهورية.
أما بالنسبة للمناهج، أعلن الدكتور محمود أبو النصر، أنه سيتم حذف 30% من المناهج الدراسية بدءاً من العام الدراسي القادم 2014/2015 باعتبارها "حشو"، كما سيتم تطوير المناهج الدراسية لكافة المراحل التعليمية خلال السنوات الثلاثة القادمة.
ومن ضمن التعديلات التي حدثت في المناهج؛ الإشارة لثورتي 25 يناير و30 يونيو في مناهج التاريخ بالمراحل المختلفة ، وذكر ثورة 25 يناير بالتفصيل في منهج الصف السادس الابتدائي والثالث الاعدادي ، ولكن 30 يونيو تم ذكرها دون التطرق للتفاصيل ، باعتبار أن الحدث لا يمكن رؤيته بشكل موضوعي وقت حدوثه.
وأشار وزير التربية والتعليم الى أن الوزارة ، وهي بصدد إعداد المناهج الجديدة ، استعانت بمناهج سنغافورة في العلوم والرياضيات، المناهج ، موضحاً أنه سوف يكون لدينا في العام الدراسي القادم 90 كتابا جديدا.
التعليم الفني قاطرة التنمية
أولى وزير التربية والتعليم اهتماماً خاصة بالتعليم الفني في مصر ، معتبره قاطرة التنمية ، فتم عقد عدة بروتوكولات لإنشاء مدارس تعليم فني متخصصة ، وانشاء مدرسة داخل المصنع ومصنع داخل المدرسة ، لربط الصناعة بالمدارس الفنية ، فقد أصبح لدينا حتى الآن 17 مدرسة داخل المصنع، ومن المقرر أن يتم إقرار هذا النمط في 10 مدارس بكل محافظة.
ومن بين المصانع التي تم انشاءها ، مصنعا للمبات الموفرة ، وآخر لتدوير الورق، وثالث لتدوير الاخشاب لصناعة التخت الجديدة للمدارس ،وكل هذه المصانع يعمل بها ويتعلم فيها طلاب التعليم الفني .
التابلت التعليمي .. ودمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية
من ضمن انجازات وزارة التربية والتعليم خلال هذا العام، هو دمج التكنولوجيا بالتعليم ، عن طريق إدخال منظومة التعليم التفاعلي، بإدخال التابلت التعليمي للصف الأول الثانوي في 9 محافظات، على أن يتم تعميمه في المرحلة الاعدادية والثانوية بكافة محافظات الجمهورية خلال السنوات الثلاثة الماضية.
وتم تأسيس 4 مصانع لتصنيع التابلت 3 منها تعمل بالفعل، والرابع في طور الإنشاء، ويعمل بتلك المصانع طلاب التعليم الفني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: