دلال المغربي.. قصة أشهر فتاة حملت السلاح ضد إسرائيل
كتب-عبدالله قدري:
''لكل الفصائل أقولها لإخواني جميعًا أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه''. كانت هذه آخر وصايا الشهيدة دلال المغربي التي عرفت طريقًا واحدًا وهو مقاومة الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ربما لم يسمع الكثير عنها أو يعرف حكايتها وملابسات استشهادها، ولكن يكفيها أنها اول فتاة حملت السلاح ضد إسرائيل.
دلال المغربي شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948
تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي في مدرستين تابعتين لوكالة غوت اللاجئين الفلسطينيين ''الأونروا'' ببيروت، والتحقت بالحركة الفدائية وهي على مقاعد الدراسة فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني.
شاركت دلال والتي كانت تبلغ من العمر عشرون عامًا في عام 1978 في عملية فدائية في تل أبيب بالتنسيق مع خليل الزور الشهير بأبو جهاد ومؤسس حركة فتح الفلسطينية، حيث هدفت هذه العملية الى توجيه ضربات انتقامية في عقر دار اسرائيل ''تل أبيب''وكانت العملية تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست.
تكونت الفرقة المكلفة بالعملية من عشرين فدائيًا تزعمتهم دلال ، وعرفت العملية باسم ''كمال عدوان'' وهو أحد القادة الفلسطينيين الذين تم اغتيالهم في بيروت.
في صباح يوم 11 ابريل 1978 نزلت دلال مع فرقتها الانتحارية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ.
نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب واتخذتهم كرهائن وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال.
بعد ساعتين من النزول على الشاطئ، كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها ايهود باراك رئيس الوزراء الأسبق، بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين.
وقامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم.
بعد استشهادها في تل أبيب بدت دلال في إحدى الصور التي التقطتها عدسات المصورين وبارك يشدها من شعرها وينهال عليها ضربًا في كل جزء من جسدها، ولكن وصيتها التي تركتها كانت خالدة وحاسمة وهي''المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني'' دون مفاوضات أو تسويات على حقوق الشعب الفلسطيني.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: